كنا قد عرضنا على حظراتكم تقريراً مصوراً حول أوضاع و معاناة المعتصمين في شوارع برازيليا ، ونستكمل تقريرنا ونختتمه بلقاء مع باقي المعتصمين..
والتقينا المعتصم الفلسطيني حسام سمير الذي حدثنا عند سؤاله عن أوضاعهم ومعاناتهم قائلاً:
إننا نعيش أوضاعاً مزرية للغاية يبدأ نهارنا بمأساة وينتهي بمأساة أكبر، يعني لو قسنا الوضع الذي نعيشه سنجده جريمة كبرى ترتكب بحقنا وبحق إبني الرضيع الذي يعاني المرض
والذي لم يجدوا له علاجاً في البرازيل، تصور طفل يبلغ من العمر سنة وشهران لا يزحف ولا يمشي ولم يحدد أي طبيب حالة ابني ، قالوا لي بصراحة لا نعرف مرض ابنك وهذا بعد إجرائهم له 25 تحليلاً وصورة أشعة بهذا، الطفل الذي يعاني المرض نعيش اليوم بخيمة لا تقينا شيئاً من الحر أو البرد أو المطر ،
وقبل أسبوع أُصيب ابني بالتهاب في الأمعاء اتصلت بأحد الأخوة من الجالية الفلسطينية ليدلني على المستشفى ويترجم للطبيب ما يعانيه ابني فأغلق الهاتف بوجهي ...
مراسلنا : ما هي الحلول والبدائل التي من الممكن أن تؤدي إلى تقارب وجهات النظر بينكم وبين المفوضية ؟
يعني منذ عامين حالات كثيرة لم يتم الاهتمام بها ، ولا المرضى تم علاجهم ولم يتم العمل على تحسين أي وضعية متردية فماذا يمكن أن يقدموا حلولاً ، أما بالنسبة للبدائل لم يعد هناك بديلاً عن خروجنا من هذه البؤرة من هذا الكهف المظلم من هذا الجحيم الذي تم تعذيبنا وتعذيب أطفالنا فيه ...
أما الزوجة المعتصمة بيان عادل حسين أُم الطفل سامي الذي يعاني المرض وصفت لنا معاناتها بالموت المحتم الذي يطبق عليهم وعلى طفلها الذي لا يطيق الظلام الموحش عندما يجلسون ليتناولوا وجبة طعام قرب أحد أعمدة الإنارة في الشارع ،
وقالت أن طفلها لا يطيق النوم بهذه الخيمة في النهار لشدة حرارتها مما يضطرها أن تنومه خارج الخيمة يعني على الرصيف بمشهد بغاية الحزن والألم
كما قالت ، وتضيف بيان أنها عندما يخيم الليل لا تشعر بالأمان لظروف وأوضاع البرازيل الأمنية الغير مستقرة ، وقالت أخاف أن يخطف أحد طفلي مني ونحن نيام الشارع أو أن تهاجمنا عصابة مجرمة تقوم بقتلنا فما الذي يحمينا الآن قماش الخيمة الذي لا يقينا من المطر ، كنا في الشقق نقفل العديد من الأقفال ولا نشعر بالأمان ، فكيف ستشعر به الآن أُنظر إلى هذه المنطقة الموحشة من هذا الجانب ،
فقد كنا نضع خيمنا هنا إلى أن حذرونا أن هذه الجهة غير آمنة بتاتاً ومليئة باللصوص ، الشوارع هنا مخيفة جداً ...
مراسلنا هل ترغبين بتوجيه نداء عبر الموقع لأحد الجهات ؟
بيان : أُوجه ندائي باسمي وباسم الأطفال الرضع والمرضى والمسنين الذين يعانون إهانة وذُل الشوارع إلى المسلمين الحقيقيين وليس الذين يتظاهرون بالإسلام في البرازيل ممن يتفرجون على معاناتنا ويولون بوجوههم بعيداً وإلى منظمات حقوق الإنسان وأسألهم هل انعدمت الإنسانية والرحمة ولماذا لا يُنظر لمعاناة أطفالنا ومسنينا ، وإلى الهيئات والمنظمات الفلسطينية في كل مكان أن يسمعوا ندائنا وينظروا إلى معاناة أطفالنا بقلوب رحيمة ..
هذا مشهد من مشاهد معاناة الفلسطينيين ، مشهد مؤلم لأطفال ومرضى ونساء ومسنين يعانون الويلات في الشوارع السؤال هنا إلى متى وكم من الأيام والأشهر سيظلون نيام الشوارع ، وإذا لم تحرك المفوضية ساكناً لن يحرك أحد ساكناً ، وبمسؤولية من ما يحدث مع أُولائك المعتصمين ...
من جهتنا في موقع فلسطينيو العراق نناشد كافة الجهات ذات العلاقة ونطالبها بتحمل مسؤولياتها تجاه الأخوة المعتصمين ونسأل الله عز وجل الفرج القريب والعاجل لهذه العوائل
هذا الخبر بما فيه من تفاصيل وصور حصري لموقع " فلسطينيو العراق "
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"