جاء التصريح في الوقت، الذي وصل
فيه وفد فلسطيني رفيع بقيادة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور زكريا الاغا
لمعالجة القضايا المشتركة مع النظام السوري، وبهدف حماية الجماهير الفلسطينية من
تبعات الصراع الدائر بين قوى النظام والجيش السوري الحر، وضمان عودة المهجرين من
المخيمات الفلسطينية عموما ومخيم اليرموك خصوصا إلى منازلهم. وهو ما يشير إلى ان
امين عام القيادة العامة، يريد اولا ان يظهر وكأنه لاعب رئيسي في الشأن الفلسطيني
بعد ان طرد شر طردة من المخيمات وبالتحديد مخيم اليرموك؛ ثانيا أراد ان يعيد
للاذهان دوره المخابراتي كأداة في يد النظام السوري، وانحيازه لأجندة الشبيحة،
مع ان المهمة المركزية للوفد الفلسطيني، تتمثل في تأكيد الثابت الفلسطيني، وهو،
الحيادية؛ ثالثا السعي الى تخريب وتشويه مهمة الوفد الفلسطيني، وقطع الطريق على حماية
ابناء الشعب من نتائج الصراع الدائر على الارض السورية؛رابعا تأكيد ارتباطه بالنظام
الايراني، لا سيما وانه اختار منبر السفارة الايرانية ليدلي بتصريحه؛ خامسا لم
يكفِه ما دفعته الجماهير الفلسطينية حتى الان من ضحايا بلغ قرابة الالف "شهيد"
ومئات الجرحى، فضلا عن عشرات ومئات المنازل والمؤسسات، التي تم تدميرها نتاج القصف
العشوائي والهمجي، وتحديدا من شبيحة النظام، فأراد بتصريحه، ان يؤكد انه مستعد لتاكيد
دوره المخابراتي، ان يزج المخيمات الفلسطينية واليرموك بشكل خاص في اتون مجزرة
وحشية، لا يعلم سوى الله كم عدد ضحاياها، التي يمكن ان تذهب نتيجة مغامرة احمد
جبريل.
على القيادة العامة، إن
كان بها غيورون على مصالح الشعب الفلسطيني، ان تكف عن سياسة الزج بالمخيم في اتون
معاركه ومعارك اجهزة المخابرات، التي يتبع لها. وان يلتزموا بالمبدأ الناظم للعلاقات
الفلسطينية - العربية الرسمية. وان يبعدوا المخيمات عن شبح المجزرة. وعلى القيادات
الملتزمة بوحدة الشعب والقضية، ان يلزموا جبريل بالابتعاد عن السياسات المغامرة.
كما ان فصائل منظمة التحرير،
والفصائل المقيمة في دمشق، مطالبة ان تضغط على امين عام القيادة العامة والحؤول دون توريط
الشعب الفلسطيني في سوريا في الصراع الدائر بين النظام وقوى الثورة. لانها مسؤولة عن
اي تورط وإيغال في دماء ابناء الشعب قد يقدم عليه جبريل في المخيمات وتحديدا
اليرموك. بالتأكيد المسؤولية ليست متساوية، ولكن صمتها، وعدم ضغطها بما لديها من ثقل
عند جبريل، لا يعفيها من تحمل تبعات اي جريمة يرتكبها .
وعلى النظام السوري، ان يضبط
ممارسات جبريل، لانه يسيء للعلاقات الفلسطينية - السورية، ولا يخدم النظام
بهذه الطريقة العبثية، لا بل يعمق الهوة بينه وبين الجماهير الفلسطينية، التي لم
تتدخل، وليس لها مصلحة في ان تتدخل في الشأن الداخلي السوري، وهي تلتزم بما التزمت
به قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من سياسة حيادية .
وفي السياق، على مجموعات الجيش
السوري الحر، ان تبتعد عن المخيم، وان لا تزج بأبناء الشعب الفلسطيني في
معاركها مع النظام. وهناك ساحات وميادين كثيرة يمكن للجيش الحر ان يلجا لها
لمواجهة النظام. ولكن ليس المخيمات الفلسطينية وخاصة اليرموك. وبالتالي عليها
التزام الاتفاقات المبرمة مع اللجنة القيادية الفلسطينية. وعلى النظام ومجموعات
الجيش الحر فك الحصار عن المخيمات، والسماح بدخول الادوية والاغذية والمساعدات
الانسانية لابناء الشعب الفلسطيني وقبل ذلك السماح بعودة المهجرين من
المخيمات لها بأسرع وقت ممكن .
المخيمات ليست بحاجة لمزيد من
المذابح والمجازر، انها بأمس الحاجة الى العيش بسلام وحيادية في سوريا ولبنان والاردن والعراق ومصر.
لذا لتتظافر الجهود الوطنية لانجاح مهمة الوفد الفلسطيني، ورفع يد جبريل عن ابناء
الشعب في سوريا نهائيا .
المصدر : صحيفة الحياة الجديدة
14/2/2013