ومما لا شك فيه ان التخطيط المستقبلي هو احد العناصر الاساسية في رفعة
الرياضية ، فالمنتخبات العالمية وصلت الى هذا المستوى نتيجة تخطيط عميق ، بدأ منذ عشرات
السنوات ، وصولا الى هذه المرحلة. ولعل أكبر مثال على هذا الشيء هو اللاعب الارجنتيني
ليونيل ميسي ، الذي قدم الى مدرسة اللاماسيا في عمر 12 عاما ،
والان وبعد قدومه بستة
عشر عاما تربع اللاعب على عرش الكرة العالمية ، حصادا الالقاب والانجازات للنادي الاسباني
برشلونة ، وهنا تكمن اجابة السؤال الذي سألته هذه المدرسة ، باين نحن ذاهبون بميسي.
ولا مجال للمقارنة ،بين ما ذكرناه اعلاه ، مع وضعنا الكروي الفلسطيني ، الذي مازال
يحتاج الكثير للوصول الى تلك الدرجات ،
لكن تتواجد بذورالامل في تحقيق ذلك ، اذا ما خططنا وعملنا نفذنا وقيمنا.
ضيفنا اليوم ، أحد اعمدة التخطيط الاستراتيجي في الكرة الفلسطينية ، والذي تخرج من
تحت يده الخطط الفنية المستقبلية للكرة الفلسطينية
،
وهو الكابتن "احمد الحسن" مدير الدائرة الفنية في اتحاد كرة
القدم. في البداية ،
هل لك ان تضعنا طبيعة
عمل الدائرة الفنية لاتحاد كرة القدم ، والخطط التي تعملون عليها من أجل تطوير اللعبة
؟
" بدأنا بالعمل على الفئات السنية في العام 2013 ، من خلال افتتاح أكاديمة
جوزيف بلاتر ، حيث عملنا على مواليد 2002 ، والان بدأنا نجني ثمار العمل على هذه الفئة
من خلال اخر مشاركة لهم في مهرجان البراعم في السعودية واستطعنا ان نحقق نتائج ايجابية
وفزنا على البحرين وتعادلنا مع الامارات والاردن ، ولديهم استحقاق في العام القادم
وهو تصفيات أسيا دون سن 16 عام ، والمخطط ان نستمر بالعمل مع هذه الفئة وصولا حتى منتخب
الشباب 2019 ، حيث سيكون منتخبي الشباب والناشئين في ذلك العام من انتاج " اكاديمية
جوزيف بلاتر ".
كيف تقومون باختيار اللاعبين
في هذه الاكاديمية ؟
" لدينا مراكز للتدريب في مختلف محافظات الوطن ، حيث لدينا 11 مركز للذكور
، 6 مراكز للاناث ، ونعمل تجمعات لهم من خلال المهرجانات ، بالتعاون مع وزارة التربية
، ونختار اللاعبين الموهوبين في المدارس الابتدائية ، ونقوم بضمهم الى الفروع ، واللاعبين
المميزين في الفرع يتم ضمهم الى المركز الرئيسي لتشكيل المنتخب الفلسطيني لهذه الفئة".
ماذا عن منتخبات الشباب والناشئين حاليا ، الغير منضوين تحت اكاديمة بلاتر ،
هل تقومون ايضا بعمل خطط مستقبلية لهم ؟
" نحن نعمل على خطة باتجاهين
متوازين ، حيث تكلمنا سابقا عن الاتجاه المتعلق باكاديمية بلاتر ، والاشق الاخر هو
مواليد 99 وهم نواة منتخب الشباب ، ومواليد 96 نواة المنتخب الاولومبي ، ووضعنا خطة
لنعمل لهم بطولة دوري حيث بدأنا هذا العام بمواليد 99 ، من خلال اقامة تصفيات لهم ،
وتأهل 16 فريق ، عملنا دوري ذهاب واياب للعب أكبر عدد مباريات ممكنة وهذا سيعود بالفائدة
على اللاعبين ، وبعدها سنقوم باختيار المنتخب الوطني
ذكرت منتخبات الشباب والناشئين
في حديثك ، هل هناك اجهزة فنية حالية تقوم
بالعمل معها والاشراف عليها ؟
"ضمن السياسة لجديدة لاتحاد كرة القدم والتي نقوم بالعمل عليها ، وهي اننا
نختار المدير الفني ، والمدير الفني هو من يختار الجهاز المساعد له ، ولن نقوم بفرض
اي اسم عليه ، بحيث يكون متناغم مع الطاقم الذي يعمل معه ، اما من ناحية الاسماء التي
تم اختيارها فالاتحاد بصدد الاعلان عنهم قريبا من قبل الاتحاد ".
من خلال عملكم ، تواجهون
العديد من المعيقات ، هل لك ان تسلط الضوء عليها ؟
" بلا شك هناك العديد من المعيقات التي نواجهها بشكل يومي ، وأكثر شيء نواجهه
هو ان تعليم المدربين في اسيا بدأ في العام 1996 ، واول دورة اقيمت للمدربين في فلسطين
كانت في العام 2010 ، اي لدينا " تأخر بفارق 14 عاما " عن الدول الاسيوية
الاخرى. " ايضا لدينا مشكلة كبيرة في ان الكثير من مدربي الفئات العمرية في الاندية
ليس معهم شهادات دورات تدريبية ، لا فنيا ولا علميا ، وهذا سينتهي في الموسم القادم
، فاي نادي سيشارك في دوريات الفئات العام القادم لا بد لهم يكون لديهم مدرب معتمد "
ماذا فعلتم من أجل معالجة
ذلك " التأخر التدريبي بين اسيا وفلسطين ؟
" في خلال الاعوام الست الماضية استطعنا تأهيل كادر مدربين كبير ، فالان
لدينا 30 مدرب معهم شهادة التدريب A و 62 مدرب معهم شهادة B و 350 مدرب يمتلكون شهادة C ، فيما يملك الكابتن عبد الناصر بركات شهادة Professional وانا ايضا تقدمت لهذه الشهادة
، اضافة الى ذلك فانه يوجد 39 مدرب معهم شهادة تدريب اللياقة البدنية ، و15 معهم شهادة
تدريب حراس المرمى ، وهذا هو هدفنا الذي نسعى اليه دائما فتطوير المدرب الفلسطيني ،
ينعكس بالاثر الايجابي على الكرة الفلسطينية ".
كيف تقيم اداء اتحاد كرة القدم ، بعد ثمانية اعوام من النهضة الرياضية
؟
" الاتحاد برئاسة اللواء جبريل الرجوب قطع شوطا كبيرا في مختلف المجالات
سواء البنية التحتية والعلاقات الدولية والملعب البيتي واستطاع وضع فلسطين على الخارطة
الدولية ، واذا ما اردنا سرد الانجازات التي حققها الاتحاد لن يكفينا هذا الحديث ،
ونحتاج الى شهور وايام للحديث عن ذلك .
هل ترى ان الدوري الفلسطيني بحاجة الى رفده باللاعب الاجنبي ؟
" نحن معنيين بالدرجة الاولى بتطوير قدرات اللاعب المحلي ، وهدفنا هو الهوية
الفلسطينية ، فاي لاعب فلسطيني يحمل اي جنسية ولديه جذور فلسطينية من حقه أن يأتي ويلعب
في الدوري الفلسطيني ، والاستفادة منه بالمنتخبات الوطنية ".
كابتن ، دعنا نتحول الى
موضوع أخر ، وهو نادي حيفا العراقي ، منذ فترة طويلة لم نسمع عنه ، هل لديكم معرفة
بما حدث له كونك احد ارتكازات ذلك النادي؟
" هذا النادي العريق الذي قدم الكثير للكرة الفلسطينية امثال لؤي حسني ومؤيد
سليم وصفوان راجح وعزير خضر وامجد حلمي ، نحزن
كثيرا لما هو عليه الان ، واصبح وضعه صعب جدا نتيجة تقلص الجالية الفلسطينية في العراق
، حيث كان عددها في سنوات التسعينيات حوالي 35 الف ، والان لا يتجاوز عددهم 7 الاف
، ومعظم اللاعبين والاداريين اصبحوا خارج العراق ، ويحاول الفريق ان ينهض لكن ببطىء
شديد ، وامنيتي ان اشاهده يعود كما سابق عهده ". نعود مجددا الى العراق ، وفي
هذه الاجواء الرمضانية الفضيلة ،
هل تحن الى الاكلات العراقية
وتفتقدها على مائدة الافطار ؟
" تذكرني ، باجمل ايام عمري
، وهي رمضان في العراق ، والاكلات العراقية التي نشتهيها دائما ، وهنا في رام الله
يوجد مطعم متخصص بالاكل العراقي ، اذهب اليه مع عائلتي بانتظام خصوصا في رمضان ، واحن
ايضا الى وجبات كالسمك المسقوف وباقيلا بالدهن.
حقيقة كابتن ، شوقتنا الى هذه الاكلات ، وفتحت شهيتنا الى الموائد العراقية
خصوصا في هذا الشهر الفضيل ، وهذا يتطلب منك ان تعد لنا أكلة عراقية رمضانية ، ماذا
عن رمضان ، كيف تقضي وقتك فيه ؟
" ارتاح كثيرا في رمضان خصوصا في العمل والعبادة ، اضافة الى الاجواء العائلية
، فبعد الافطار اتوجه مباشرة الى صلاة العشاء والتراويح ، وبعدها اتوجه لاتمام عملي
هنا في الاكاديمية ، واعود بعدها الى البيت ونسهر مع العائلة حتى موعد السحور".
كتب منذر زهران