هل من مجـــــــيب ؟؟- أبو الوفا

بواسطة قراءة 7871
هل من مجـــــــيب ؟؟- أبو الوفا
هل من مجـــــــيب ؟؟- أبو الوفا

بسم الله الرحمن الرحيم

 تمر الأيام وتمضي علينا وما زال القلق من القادم يجول من حولنا وحديث مجالسنا والأسباب باتت معروفة لدى الجميع وقد طال شرحها في السابق وتحت عناوين ومسميات كثيرة وقد عبرنا عنها بكل سبل التعبير للوصول بها إلى وصف حقيقي لما يجري لنا وفق حقائق ملموسة ومترجمة على أرض الواقع وليست مبنية على الوهم أو المبالغة في التعبير لتلك الممارسات التي بدأت بوادرها وتأثيراتها واضحة على من طاله ذلك الظلم.

لقد كتب العديد من الكتاب في المواقع الالكترونية سلسلة من المقالات التي تخص هذه الشريحة واصفة وناقلة  وبدقة لما يجري لنا وموضحة وبشكل صريح ومتفق علية مطالبنا وسبل الحلول التي تحول دون تعرضنا إلى شتات ثالث لا سامح الله , فقد قلت مطالبنا أصبحت معروفة لدى الجميع وعلى رأس تلك المطالب موضوع تقرير المصير وتحديد موقف الحكومة القبرصية من قضية اللاجئين الفلسطينيين بالذات كوننا بلا وطن ووضعنا يختلف عن باقي اللاجئين من حيث التطبيق .

إن حقوقنا ومطالبنا التي ذكرتها ليست بكثيرة على شريحة تعرضنا إلى أبشع صور الظلم قد بدأت  من سلب أرضينا في فلسطين الحبيبة إلى أبشع صور العنف والقتل والتهجير التي تعرضنا لها بعد الاحتلال الصهيو - أمريكي في العراق وصولاً إلى ضياع حقوقنا وعدم العيش في أمان نفسي والخوف من المستقبل والحقد العنصري الذي أصبح تأثيره مباشر علينا وخصوصاً بعد أحداث الجمعة الماضية والتي لم تكن خافية عن الجميع وانا برأيي بأن تلك الأحداث الأخيرة بداية مرحلة جديدة أو فصل جديد في كتاب الأمل المجهول الذي سطرنا به كل أمالنا وأحلامنا في بناء مستقبل قد ينسينا الم وجراح الماضي ولكننا تفاجئنا بأننا نعيش في دوامة لا تقل شأناً عن ما تعرضنا له في السابق لتزيد من أعماق جراحنا في مسيرة حياتنا القادمة، وعسى الله أن يحمينا ويبعد عنا أي مكروه قد يطالنا وان يكتب لنا العيش بأمان وتطمئنينه ..أمين يا رب العالمين.

إن الخروقات التي تعرضنا لها نحن كلاجئين في جزيرة قبرص متمثلة بقوانين مكتب العمل ودائرة الضمان الاجتماعي ودائرة شؤون اللاجئين(الأسيلوم سيكر) قد تحدثنا عنها مراراً وتكراراً وبذلت جهود عديدة سواء كانت بالمستوى المطلوب أم لم تكن كذلك ولكننا نثمنها تحت أي نتيجة او موقف بعيداً عن أي تعاطف لأي طرف فردي أم جماعي أم تنظيمي ..ولكن المؤلم في الأمر إن تلك المعاناة والخروقات التي ذكرتها قد وصلت وبشكل كامل إلى جميع الجهات الرسمية والمعنية بشؤوننا ناقلين لهم الصورة ومتأملين في إيجاد حلول لها في المستقبل ،وهنا نلاحظ وبشكل دقيق بأن تلك الخروقات تزداد يوم بعد يوم وبعيداً عن إنهائها وكأنما لم تصلهم الصورة وحجم المعاناة التي نتعرض لها .

إن آلية مكتب العمل ما زالت على حالها بل إلى السوء وكذلك مكتب الولفير والقضايا الأخرى المهمة لم تأخذ مجرى ايجابي بحقنا إلى يومنا هذا وأضف إلى ذلك وكما ذكرت أنفاً الحقد العنصري وما تعرض له اللاجئين في المهرجان الذي أقيم الجمعة الماضية وتواطؤ وتقصير  الشرطة القبرصية في أداء واجبها كجهة محايدة بين طرفين وهذا كان باعتراف صريح من قبل الصحافة والمواقع الالكترونية القبرصية  واصفة إياهم وبشكل غير مباشر بتعمد الصدام بين العنصريين ومنظمي المهرجان .

من هنا وبعد الملخص الذي ذكر نريد أن نسأل أنفسنا مجموعة أسئلة بدأت تشغل بالنا في ظل مجريات الأحداث التي نعيشها ولكن الأهم من تلك الأسئلة نريد من يجيبنا عليها ومن المسئول المباشر للإجابة على تلك الأسئلة حتى وان كانت الإجابة ليست في مرضاة ما نبتغيه ولكن على الأقل لنعرف أنفسنا أين نحن واقفون وكما يقال في أوساط الناس (لنعرف رأسنا من رجلينا) واختصر لكم تلك الأسئلة في أدناه:

1-  هل الحكومة القبرصية متقبلة وجودنا وسوف تسعى لإيجاد حل لنا على أراضيها وفي ما يخص جميع القضايا وخصوصاً منحنا حق اللجوء على أراضيها كباقي دول الاتحاد الأوربي ولكن تطبيق ذلك يحتاج إلى وقت وإمكانيات ليست في يد الحكومة القبرصية في الوقت الحالي؟

2-  هل الحكومة القبرصية متعمدة لكل تلك الضغوطات لمنع استمرار تدفق اللاجئين على أراضيها أم تريد إخراجنا من أراضيها من تلقاء أنفسنا وليس بقرار حكومي يجعلها في موضع مسائلة من قبل المجتمع الدولي؟

3-  هل هنالك نية في توزيع اللاجئين المتواجدين على أراضيها وخصوصاً الفلسطينيين كونهم بلا وطن إلى دول الاتحاد الأوربي  من مبدأ توزيع الأعباء وينتظرون الموافقة منهم.أم إحالة ملفاتنا إلى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة للنظر في قضيتنا؟

4-  هل الوضع السياسي والتوبوغرافي  الذي يحيط بجزيرة قبرص يمنعها أو يعيقها في اتخاذ أي  قرار حاسم بخصوصنا تخوفاً من تغير قد يحصل في المستقبل على أراضيها كونها بلد صغير من حيث المساحة وعدد السكان نسبة إلى عدد اللاجئين المتواجدين على أراضيها وجزء من أرضيها محتلة من دولة مجاورة؟

5-  أم تلك الأسئلة التي طرحت هي مجرد أوهام وليس لها أي صحة وواقعية من حيث التطبيق على المدى البعيد في اتخاذ مواقف حاسمة بخصوص اللاجئين وليس هنالك أي بوادر لحل قضيتنا وما علينا سوى تقبل الوضع الذي نحن فيه ؟؟

إن تلك الأسئلة بدأت تنخر في عقولنا والمصيبة ليس لها من مجيب رسمي يخمد الهيجان النفسي الذي نحن فيه حتى وإن كانت الإجابة ليست في صالحنا!!! ولكن الإجابة على تلك الأسئلة مهمة جدا لنا ولكل من يسعى إلى اتخاذ خطوات جدية في إيجاد مخرج حقيقي لتلك المحنة، فعندما نعرف الحقيقة سوف نستطيع وضع آلية ونعرف في أي طريق نسير بعيداً عن التخبط في اتخاذ أي خطوة من شأنها تنير هذا الطريق المظلم .........فهل من مجــــــــيب ؟

 

أبو الوفا / قبرص

10/11/2010

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"