11- قرار من لا يملك لمن لا يستحق؛ قرار لا
وزن له ولا قيمة، لأنه تصرف بما ليس له التصرف به، ناهيك عن منحه مزايا جديدة لمن
لا يستحقها، فالقدس للمسلمين شرعا وتاريخا وارتباطا وقانونا! ولا يحق لمن ليس له
هذه الحقوق أن يفرض عليها واقعا جديدا.
12- قال تعالى( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير
لكم )، فعلى الرغم من أن أي قرار ظالم وجائر إزاء قضية القدس وفلسطين يضيف أعباء
جديدة ويثقل من كاهل القضية ويزيدها تعقيدا؛ إلا أنها تحرك الماء الراكد وتحي في
النفوس الولاء الحقيقي للمقدسات وأنها ثوابت لا يمكن التخلي عنها بمختلف الظروف.
13- مدينة القدس من أكثر المدن عبر التاريخ
تعرضا للغزاة والغارات والحرق والهدم ثم البناء- أكثر من عشرين مرة-، إلا أنهم
جميعا ذهبوا وبقيت شامخة، فكل وضع طارىء أو قرار عنصري مندفع مهما كان ومن أي جهة
صدر فلا يغير من أحقية أمة الإسلام بتلك المدينة العريقة لأنها الإرث الشرعي
للأمة.
14- عندما قرر ترامب اعتبار مدينة القدس
عاصمة للكيان الصهيوني المسمى "إسرائيل!" أضاف عامل توتر جديد وأدخل
القضية في أزمة واضطراب فوق ما هي عليه من تعقيدات، لأن أفضل فترة عبر التاريخ
عاشها الجميع بأمان وسلام هي فترة حكم المسلمون لتلك المدينة العريقة بشهادة علماء
التاريخ قاطبة.
15- مدينة القدس لها من اسمها أوفر الحظ
وأعظم النصيب فهي مقدسة بمعنى معظمة مباركة مطهرة بركتها ثابتة ودائمة لا تغيرها
القرارات ولا الغزاة ولا الطامعين العابثين، لذلك وصفها عليه الصلاة والسلام بوصف
دقيق عجيب فقال عن المسجد الأٌقصى" ولنعم المصلى" ليبقى متشوقا له كل
مسلم بمختلف الظروف والأحوال.
16- لما احتل الصليبيون مدينة القدس سنة
492هـ فعلوا الأفاعيل؛ قتلوا سبعين ألفا من العلماء والعباد والمجاورين للأقصى،
وهتكوا الحرمات، وتحول المسجد إلى كنيسة ومسكنا لفرسانهم ومستودعا لذخائرهم وحظيرة
للخنازير والحيوانات ووضعوا الصليب فوق قبة الصخرة، ومع ذلك استعادها المسلمون بعد
تسعين سنة لأن الحق لابد من رجوعه إلى أهله وأصحابه ولو بعد حين.
17- مدينة القدس ليست قضية فلسطينية بل قضية
إسلامية وهوية وحضارة متجذرة وتراث عريق وحق لكل مسلمي العالم، منذ أن فتحها عمر
رضي الله عنه وضحى المسلمون بدمائهم من أجلها، فهي أرض وقفية وأمانة وعهدة ووديعة
في عنق الأمة الإسلامية جمعاء، طالما بقي عرق ينبض وقلب يخفق بالوحدانية لله
والتمسك بدين الإسلام مهما حاول الأعداء طمس ذلك النور.
18- المعاهدات والقوانين والقرارات وفرض واقع
يكون فيه اليهود سادة علينا وعلى مقدساتنا، سيزول بزوال القوة التي مكنتهم، لأن
الأيام دول( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) والباطل مهما طال فهو إلى زوال
وانقضاء واندثار واندحار، لأن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة!
19- بيت المقدس عقر دار المؤمنين ومحل
الطائفة المنصورة وميراث هذه الأمة، وستبقى محبتها مستمرة في نفوسنا لأنها من
عقيدتنا الراسخة، ولن ينجح الأعداء مهما فعلوا وبذلوا وتكالبوا في انتزاع هذه
المحبة، وستبقى محط أنظار المسلمين إلى قيام الساعة!
20- مدينة القدس عائدة يقينا بإذن الله ويشارك
في فتحها عباد الله الصالحين، قال عليه الصلاة والسلام( لا تقوم الساعة حتى يقاتل
المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبىء اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول
الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فاقتله، إلا الغرقد فإنه من
شجر اليهود!
30/3/1439هـ
18/12/2017م