قال تعالى } يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30){ الفجر 27-30.
أحقا مر عام على وفاتك أبي! الخبر الذي نزل علي كالصاعقة، وبه دارت بي الدنيا وتلاشيت ... أحقا مر عام وتوسدت الترابا؟
عيني تفيض بدمعها والقلب في صدري حزين... اسمع بكائي ولهفتي ... اسمع هنا صوت الأنين ... الموت جاء ... وفجأة أصبحت بين الميتين
يا صاحب القلب الذي حمل الهموم بلا معين، لقد كنت انسانا وفيا مخلصا للمخلصين وللناس حولك أجمعين، وذبحوني بسؤالهم أين أبوك ... صابني الغم والهم وأبكي وأصيح من دون صوت
فقدناك يا أبي وانطفئ النور الذي يشع كل أركان بيتي، وقلوبنا تنفطر على فراقك وتتحسر على فقدانك ... لكن بقلوب ملؤها الايمان لا نقول الا ما يرضى الله ( انا لله وانا اليه راجعون )
سنحقق كل أمانيك ما دمنا قائمين بواجبنا تجاه رب العالمين وبرا بوالدتنا الحبيبة ( حفظها الله )
كنت انسانا وفيا وأعطاك ربي نعمة انك عشت مرفوع الجبين متسامحا ... ومكافحا ... شهما ... عالما، لقد كنت نعم الأب الحنون ونعم العم ونعم الخال ونعم الجد ونعم الصديق الوفي .... ونعم المربي الذي ربيتنا على طاعة الرحمان وحسن الآداب والأخلاق ... وكفى بذلك تربية فجزاك الله عنا خير جزاء وأسكنك الفردوس الاعلى من الجنان.
وكم أهديت لي ولاخوتي النصائح والمواعظ التي كانت شموعا نهتدي بها في طريق الحياة المظلم ونبراسا نسير عليه في حياتنا ، فكم تعبت لتسعد الآخرين وسهرت لينام الأهل أجمعين وكنت تسعى للخير دون عناء وتضحية دون انتظار ،،، فكم عاتبتك وعاتبك غيري على زهدك الدنيوي وعدم استثمار الفرص وحتى اجتهادك خلف الكواليس ،، فكنت تردد ( يا ولدي سترى قدري غدا ) ولم أعرف قيمة هذه العبارة ولا مدلولها الا هذا اليوم وأنا اسمع ثناء الناس عليك والمعزين فيك
قد جفت كلمات قلمي برهه .... فبكاه من الرجال كبار ... ذرفوا عليه من الدمع مثل الصغار ... بكاه كل من عرفه من الخلان .. شبابا .. شيابا رجالا ونساء وحتى باتت دموع الأطفال محل البراءة ... فقد كنت ذو بسمة رقيقة ... تزرع الحب وتفرح الخليقة رجل قد انحنت الغصون لفقدانه ، شجت الطيور على سماحة قدره ، حضن الثرى بشاشة جثمانك ومضى يبارك ضمه للأحضان كما الأرض تعشق عودة الفرسان
هو سيد .... بين الورد وريحها والطيب ليس بحاجة برهان والعين ودعت حبها بمدامع روت به عطش الثرى الولهان.
بطل له في الرجال مآثر وله على خط الزمان معاني
والخير يحمل ذكره من طيبه وقد استعان بقوة الايمان
عز الفراق وعز فينا فقدانك فالطيب العطر روحه..
فنم قرير العين يا أبي .... فورائك رجال يحملون اسمك ويخلفون رسمك ويحفظون سترك
فارحم الهي الفقيد وزد به من رحمتك فالخلد مسكنه وان شاء الله للجنان، واجعل قبره لخاصتك فضلا وروضا من رياض الجنة اللهم آمين يارب العالمين
عائلة الفقيد
عنهم عامر خطاب
عمان 3/5/2010
قصة حياة الفقيد خطاب محمد أحمد أبو زمق
موقع" فلسطينيو العراق " أول موقع ينشر هذا الخبر
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"