قصة حقيقية رقم 2 – خالد ابو الهيجاء

بواسطة قراءة 1987
قصة حقيقية رقم 2 – خالد ابو الهيجاء
قصة حقيقية رقم 2 – خالد ابو الهيجاء

حدث هذا في أحد أيام شهر تموز الملتهب من شدة الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة وفي تمام الساعة العاشرة مساء ....... ولكن قبل أن أسرد عليكم ما الذي حصل في تلك الساعة أود أن أقول بأن أبو عبيدة وهو أحد أفراد الجالية الفلسطينية المقيمة هنا في مدينة هيوستن الأمريكية كان يهب هو والكوكبة الرائعة من أبناء الجالية الفلسطينية بفتح صدورهم وقلوبهم لاحتضان اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق وتقديم كل ما يحتاجه اللاجئ من أثاث ومواد تموينية وملابس بل والبحث لهم عن فرص عمل ... وكنت أتمنى أن أذكر أسمائهم نساء ورجالا لكنهم أصروا بأن واجبهم تجاه الفلسطينيين القادمين من العراق يتحتم عليهم تقديم كل ما يمكن تقديمه من أجل رسم البسمة على هؤلاء اللاجئين القادمين من قلب المعاناة والمأساة لذلك فإنهم رفضوا ذكر أسمائهم ..... إلا أن أبو عبيدة وهو من نابلس حيث كان يمتلك محطة لبيع الوقود وملحقا فيه محلا تجاريا لبيع المواد الغذائية هنا في مدينة هيوستن ... هذا الرجل الرائع كان يخصص الكثير من وقته من أجل زيارة أبناء جلدته من اللاجئين ليقدم ما تحتاج إليه تلك العوائل رغم انه قدم الكثير الكثير إلا انه كان لا يمل من تقديم يد العون وكانت تلك المعونات تفيض عن حاجة اللاجئ لدرجة ان اللاجئين أصبحوا يقدمون المساعدات لبقية الأفراد اللاجئين القادمين من الصومال والعراق وغيرها ....... لا أريد أن أطيل عليكم فإن تكاتف أبناء الجالية الفلسطينية هنا في هيوستن ولغاية تلك اللحظة مستمرة من أجل رسم البسمة على وجوه اللاجئين وآخر ما قاموا به هو تسجيل أبنائنا في نوادي تعليم الكاراتيه والسباحة والرسم وتقديم دروس حفظ القرآن الكريم ودروس اللغة الانكليزية .... وفي أحد أيام شهر تموز الملتهب من شدة الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة وفي تمام الساعة العاشرة مساء .... دخل ثلاثة رجال مجرمين إلى المحل التجاري الخاص بأبو عبيدة وحاولوا سرقة الأموال من البائع ..... ودار شجار قوي بينه وبين المجرمين ... وكان أبو عبيدة قد وصل إلى المحل في تلك اللحظة ومن بعيد شعر بأن شيئا غريبا يحصل ..... فأسرع للدفاع عن البائع الذي انهال المجرمين عليه بالضرب .... وفي تلك اللحظة خرج المجرمون الثلاثة وركبوا سيارتهم وحاول أبو عبيدة إيقافهم  إلا أن هؤلاء المجرمين قاموا بدهسه بل وكرروا دهسه بالسيارة عدة مرات ذهابا وإيابا على جسده إلى أن فارق الحياة ثم لاذوا بالفرار .... لقد قتلوه بدم بارد من اجل حفنة من الدولارات .

رحمك الله يا أبو عبيدة البطل .

 

خالد ابو الهيجاء

8/7/2011

الولايات المتحدة الأمريكية / ولاية تكساس

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"