عاشوراء بين السنة والبدعة - ياسر الماضي

بواسطة قراءة 4224
عاشوراء بين السنة والبدعة - ياسر الماضي
عاشوراء بين السنة والبدعة - ياسر الماضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين أما بعد :-

فمن نعم الله تعالى علينا أن جعل لنا في أيامنا محطات مباركات كل ما مرت محطة أتت أخرى يضاعف لنا فيها الثواب وتكفر عنا الصغائر من السيئات فما أن مرت محطة رمضان أتتنا محطة الست من شوال ثم أيام العشر ويوم عرفة وها نحن في شهر محرم أحد الأشهر الحرم الأربعة الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم (أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم , وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) رواه مسلم , ومن أفضل المحطات في شهر محرم يوم العاشر منه هذا اليوم الذي نجى الله تعالى نبيه موسى عليه السلام من فرعون وجنده , فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا للمدينة وجد اليهود يصومون هذا اليوم فقال عليه الصلاة والسلام (نحن أحق بموسى منهم) رواه البخاري ، فصار هذا الصوم من السنن المستحبة للمسلمين ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفة اليهود حيث قال صلى الله عليه وسلم (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر) رواه مسلم ، فهذا اليوم وردت في فضل صومه أحاديث كثيرة عند السنة وبعض الشيعة (الزيدية) أيضا  ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة سٌئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام عاشوراء فقال عليه الصلاة والسلام (إني احتسب على الله تعالى أن يكفر السنة التي قبله) وكذلك ذكر المهدي أحمد بن المرتضى من علماء الشيعة (الزيدية) في كتاب البحر الزخار(5/278) أن مذهب العترة والفقهاء جميعا استحباب صوم عاشوراء ، وصيامه حسن , ولم يخالف صيام هذا اليوم إلا الإمامية الاثنى عشرية (الرافضة) فكذبوا هذه الأحاديث كعادتهم رغم انها موجودة في كتبهم المعتمدة مثل كتاب وسائل الشيعة(7/337) ذكر عن جعفر الصادق عن أبيه الباقر أنه قال (عاشوراء كفارة سنة) وأيضا ذكر شيخهم الفقيه (محمد النجفي)في كتاب جواهر الكلام (17/108)قال(على كل حال فلا ريب في جواز صومه) .

ومما توافق في هذا اليوم الذي نجى الله تعالى فيه موسى من فرعون ذكرى استشهاد سيدنا الحسين رضي الله عنه , وهذا يعد كرامة لسيدنا الحسين أن يتوافق يوم استشهاده مع يوم نجى الله به نبيه موسى عيه السلام ، وقال بعض الإمامية الاثنى عشرية (الرافضة) بكراهية صوم هذا اليوم لأنه يوم حزين يوم استشهاد الحسين رضي الله عنه فعجبا لهؤلاء كيف يفكرون !!! أيهما يأتي بالحزن الصوم أم الإفطار !!! .

فكان بعض الناس يظهر الجزع والحزن في هذا اليوم ثم أضافوا إليه كل يوم أسلوب في التفنن في اللطم وضرب الخدود والرؤوس بالخناجر والسيوف والسلاسل , حتى استغل هذا أعداء الإسلام في دول الغرب وغيره فينادوا تعالوا انظروا هذا هو الإسلام الذي يدعو إليه محمد عليه الصلاة والسلام !!  .

فقاموا هؤلاء بتشويه صورة الإسلام بهذه البدع والأكاذيب التي ما انزل الله بها من سلطان  , وكانت طائفة أخرى ممن ناصبوا العداء لسيدنا علي رضي الله عنه من النواصب الذين انقرضوا منذ فترة طويلة كانوا يظهرون مشاعر الفرح في هذا اليوم فيغتسلون في هذا اليوم ويكتحلون ويقومون بتوزيع الأطعمة , وكلا هذان الطائفتان مخالفتان لمنهج أهل السنة .

فأهل السنة في هذا اليوم المبارك يصومون طاعة لله ولرسوله ولما ذكر فيه من الأثر , وإذا صادف هذا اليوم ذكرى استشهاد سيد شباب أهل الجنة فهم يتبعون ما جاء في كتاب الله تعالى عن المصيبة قال تعالى { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون , أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة , وأولئك هم المهتدون } البقرة 155- 156 ، وأيضا ما جاء عن النبي صلى الله علي وسلم (ما من مسلم يصاب بمصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون , اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها ) رواه مسلم ,  فقد ورد من قصص الصحابة رضي الله عنهم أن أم سلمة رضي الله عنها لما توفي زوجها  أبو سلمة قيل لها اذكري هذا الدعاء عند المصيبة فقالت الدعاء ثم  قالت في نفسها وهل هناك زوج أفضل من أبو سلمة !! .

فما هي حتى انقضت عدتها فيعوضها الله تعالى بمن هو  خير من أبي سلمة رضي الله عنه سيد البشر أجمعين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

نسأل الله تعالى أن يهدي شبابا وبناتنا لهذا الدين العظيم وأن يثبت قلوبنا اللهم يا مصرف القلوب والأبصار صرف قلوبنا على طاعتك اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك , وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 

ياسر الماضي

30/11/2011

 

حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"