شهدت العديد من المدن البرازيلية مسيرات ومظاهرات ومهرجانات تستنكر المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني على قطاع غزة والجرائم التي ارتكبها ضد الانسانية بالقطاع، واهم هذه المدن هي برازيليا، ساوبولو، غواروليوس، ريو دي جانيرو، بيلو هوريزونتي، فلوريا نابوليس، كوريتيبا، بورتو اليغري، كورمبا، فوز دو اغواسو، بيلوتس، كامبو غراندي، ريبيرون بريتو، كامبيناس، ريو برانكو، كامبو غراندي، كوييابا، ريسيفي، بارا دو غارسا، وكانت اكبر المسيرات هي التي حصلت بمدينة ساوبولو حيث شارك بها 7 الاف، والتي شهدت ايضا ثلاثة نشاطات اخرى، اما مسيرات مدن بورتو اليغري والريو دي جانيرو وفوز دو اغوسو فقد جمعت المسيرات الاحتجاجية ما يقارب الاف مشارك.
لقد تحركت كافة القوى البرازيلية الحزب الشيوعي بالبرازيل، الحزب الشيوعي البرازيلي، حزب العمال الاشتراكي الموحد، حزب الاشتركية والحرية، حركة بدون ارض، حزب العمال الحزب الحاكم، الحزب الماركسي اللينيني، الاممية الرابعة، المركز الوحيد للعمال، اتحاد الشبيبة الاشتراكية، اضافة الى لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني، وعشرات المؤسسات النقابية والعمالية والطلابية والنسائية والجماهيرية اضافة الى الحركات الجماهيرية المناصرة والمؤيدة للحقوق الفلسطينية مباشرة منذ بداية العدوان، لتصدر بيانات الاستنكار والادانة للجرائم والمجازر الصهيونية على قطاع غزة، ودعت قاعدتها للمشاركة بكافة المسيرات والمظاهرات، وتلبية كافة النداءات لنصرة فلسطين والرامية الى ايقاف العدوان ومجازره وجرائمه، وكان لها الدور الرئيسي بتنظيم المسيرات والمظاهرات التي جابت الشوارع بالمدن الرئيسية.
الحكومة البرازيلية الرسمية ادانت العدوان الصهيوني على القطاع، وطالبت بحل الصراع من خلال التفاوض لاحلال السلام، اما حزب العمال الحزب الحاكم فكان موقفه متقدما كثيرا على موقف الحكومة البرازيلية، فقد ادان العدوان الصهيوني واعتبر ان ما تقوم به اسرائيل هي جرائم حرب وارهاب ضد الشعب الفلسطيني، مما اثار حفيظة الحركة الصهيونية بالبرازيل وامريكا اللاتينية والكيان الصهيوني، واكد مسؤول العلاقات الدولية بالحزب الشيوعي بالبرازيل الرفيق جوزيه رينالدو ان حزبه يقف الى جانب المقاومة لصد العدوان، وكانت كافة البيانات للاحزاب والقوى والمؤسسات الشعبية والجماهيرية قد اكدت على ادانتها لجرائم الكيان الصهيوني وعلى دعمها وتاييدها للحقوق الفلسطينية الغير قابلة للتصرف.
الصمود الفلسطيني بقطاع غزة امام العدوان الصهيوني اعاد الحركة الى الشارع البرازيلي، التي غابت فترة من الزمن، واكبر دليل على ذلك هو فشل اغلب النشاطات الخاصة بذكرى النكبة واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني خلال العام الماضي، فشهدت البرازيل خلال فترة العدوان على غزة ما يزيد على ثلاثين مهرجانا ومسيرة ومظاهرة وتحركا مناصرا لفلسطين ومطالبا بايقاف العدوان،
اهم النشاطات المميزة
1- ارسلت الحكومة البرازيلية 14 عشرة طنا من الادوية والمساعدات الغذائية الى قطاع غزة عن طريق الاردن.
2- مظاهرة بالعاصمة البرازيلية – برازيليا امام السفارة الاسرائيلية.
3- شهدت مدينة ساوبولو اكبر مسيرة حيث ضمت سبعة الاف مشارك.
4- سلمت لجنة التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني بمدينة الريو دي جانيرو الى ممثل الامم المتحدة من خلال مكتبها بالمدينة، رسالة استنكار ومطالبة بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، ومحاكمة قادة الكيان الصهيوني على جرائمه، كما سلمت مدير مكتب وزارة الخارجية بالمدينة رسالة تطالب الحكومة البرازيلية بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
5- بادرت اربعة لجان بالبرازيل ببناء موقع على الانترنت بعد ثلاثة ايام من العدوان، وكان موقعا مميزا ضمن الامكانيات البسيطة، بنشر كافة النشاطات والبيانات والتحركات بالبرازيل، اضافة الى مقالات عن العدوان على الشعب الفلسطيني على غزة.
6- تشكيل العديد من لجان الدفاع عن الشعب الفلسطيني والتضامن مع حقوقه بالعديد من المدن البرازيلية، فمدينة ساوبولو اكبر المدن البرازيلية شكلت لجنة الدفاع عن الشعب الفلسطيني ضمت تقريبا ثمانين حزبا ونقابة ومؤسسة وحركة، ومدينة بيلوهيروزنتي ثالث اكبر المدن البرازيلية ايضا شكلت لجنتها التضامنية من خمسين حزبا ونقابة ومؤسسة ، وشكلت لجان تضامن بمدن برازيلية اخرى كمدينة بلوميناو، وبيرنامبوكو، والريو برانكو و ا. ب . سي باوليسته وغيرها من المدن البرازيلية.
7- قيام المعهد البرازيلي للسلام والمجلس العالمي للسلام بالمنتدى الاجتماعي العالمي التاسع المنعقد بالبرازيلي بجمع تواقيع على مذكرة لرفعها للامم المتحدة لتقديم قادة الكيان الصهيوني الى محكمة الجنايات الدولة لمحاكمتهم على جرائمهم ضد الانسانية.
لقد اكدت كافة القوى البرازيلية المناصرة والمؤيدة للحقوق الفلسطينية مرة اخرى انها لن تترك الشعب الفلسطيني وحده يواجه مصيره، واعتبرت هذه القوى ان انتصار الشعب الفلسطيني هو انتصار لكافة القوى المناضلة من اجل الحرية والاستقلال، ورغم الرؤية الايجابية والتحليلية السليمة والصحيحة لطبيعة الصراع مع هذا الكيان، الا ان هناك بعض التصرفات الغير مقبولة التي حاولت تشويه عملية الصراع، والاساءة الى المقاومة والصمود الفلسطيني في قطاع غزة، وهذه التصرفات كانت هي بالاساس تصرفات ناتجه عن سوء نية ونوايا واهداف غير شريفة، وهي:
1. العراك بالايادي امام السفارة الاسرائيلية بين المتظاهرين الفلسطينين، والتي كان سببها مجموعة محسوبة على نهج التسوية والاستسلام بالبرازيل لمنع المتظاهرين الفلسطينين من مواصلة مسيرتهم الى السفارة المصرية لتسليم رسالة تطالب الحكومة المصرية بفتح معبر رفح، فاالجالية الفلسطينية ببرازيليا تعرف جيدا من يقف وراء هكذا اعمال مشبوهة ومن يقف وراء هذه الافراد المدسوسة.
2. محاولة بعض العناصر المدسوسة من جهات معروفة توجهاتها، مطالبة منظمي المظاهرات والمسيرات بمدينة ساوبولو من اصدار بيانات تحمل حماس مسؤولية العدوان الاسرائيلي على غزة، في الفترة التي كان يتواجد بها السفير الفلسطيني بساوبولو، حيث فشلت هذه المحاولة وكان موقف القوى البرازيلية والعربية والفلسطينية موقفا رافضا لتحميل المسؤولية لحماس.
3. قيام احد النواب العرب ببرلمان ولاية ساوبولو من خلال ندوة مشتركة مع رئيس الكونفدرالية "الاسرائيلية" على احدى محطات التلفزيون المحلية الواسعة الانتشار من تحميل المسؤولية لحماس العدوان على قطاع غزة.
4. قيام احد ابناء الجالية الفلسطينية بمدينة بورتو اليغري بولاية الريو غراندي دوسول بالمشاركة بمهرجان مع رئيس الفيدرالية "الاسرائيلية" من اجل السلام ليؤكدوا على ان الصراع يحل من خلال المفاوضات
ففي مرحلة يواصل بها شعبنا للتصدي لجرائم الكيان الصهيوني ومجازره بحق شعبنا تخرج عناصر مشبوهة لتعبر عن انهزاميتها وتأمرها على شعبنا الفلسطيني ونضاله بدلا ان تكون بالصفوف النضالية، وهذه العناصر برؤيتها السلبية تبحث عن مواقع لها من خلال رهانها على انهزام المقاومة، فقد كان صوت المقاومة وصمود شعبنا بقطاع غزة، هزيمة للكيان الصهيوني وهزيمة لهذه العناصر الجبانة ولمن يقف ورائها.
نعم شعبنا يبحث عن السلام، ولكن ليس سلام الجبناء والمساومين والمتساقطين، شعبنا يبحث عن السلام بعد اعادة كامل حقوقه الوطنية والشرعية الغير قابلة للتصرف، وعلى راسها حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني، هذا هو السلام المنشود، والسلام الذي نبحث عنه، ولسنا اليوم بحاجه ان نمد يد السلام لهذا الكيان الذي يحرمنا من وطنا ويواصل مجازره بحق شعبنا، ويرتكب جرائم بشعة بحق الانسانية.
المسيرات والمظاهرات والتحركات الشعبية والجماهيرية التي حصلت بالبرازيل، هتفت للمقاومة بغزة وصمودها وصمود شعبنا بالقطاع، لم تهتف للتفاوض والمساومة، واهم الدروس التي نستخلصها بالبرازيل، ان نهج التسوية والمساومة والمفاوضات ادى الى تراجع حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني، وهذا ما حصل، حيث لم تتمكن جاليتنا الفلسطينية من اقامة نشاطاتها بعام النكبة 15/05 حيث فشلت اغلبها، كذلك فشلت العديد من نشاطاات يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، واكدت المقاومة الفلسطينية من خلال تصديها للعدوان الصهيوني على قطاع غزة على وحشية هذا الكيان فاعادة القضية الفلسطينية الى مكانتها الدولية والشعبية والجماهيرية.
جادالله صفا
البرازيل
01/02/2009