شهر بالكمال
والتمام بعد عودة طاهر خازيندار من زيارة بعض الجامعات في السويد، الى مدينة نابلس
في الضفة الغربية، حيث يعيش مع عائلته منذ سنوات عدة. اقتحم عشرة جنود "إسرائيليين"
بيت عائلة خازيندار في حوالي الساعة الثالثة صباحاً، وتم القبض على الطفل البكر
للعائلة التي تتشكل من أربعة أطفال، أب وأم حامل تم تصويب السلاح عليها ومنعها من
التحرك أو حتى طرح الأسئلة بحسب والدة طاهر، فادية خازيندار.
الأمر لم يقتصر على إعتقال تعسفي
لشخص قاصر، دون وجود إذن بذلك، بل أن الجهة "الإسرائيلية" أنكرت تماماً
وجود طاهر لديها خلال الثلاثة أيام الأولى من الاعتقال، وذلك رغم لجوء والدة طاهر
الى الإعلام السويدي والقنصلية السويدية في القدس.
حتى أن "الإسرائيليين"
تابعوا إنكار وجود الطفل لديهم، عند محاولة الخارجية السويدية معرفة ما الذي حل
بطاهر. وبحسب رئيسة العلاقات العامة لدى الخارجية السويدية ، خارلوتا أوزاكي
ماسياس، أنكرت السلطات "الإسرائيلية" في البداية وجود مواطن سويدي لديها
، حتى أن توضح إليهم أن طاهر خازيندار هو سويدي الجنسية.
ورداً على ما جاء على لسان
خارلوتا أوزاكي ماسياس، أكدت والدة طاهر على أنها اعلمت الجنود الذين إعتقلوا
أبنها، بأن طاهر يحمل الجنسية السويدية منذ الليلة الأولى.
رغم مرور عشرة أيام على اعتقال
الطفل طاهر خاسندار ، بتهمة الشروع بإعمال إرهابية، ورغم الوعد الذي قطعته "إسرائيل"
، بالسماح للدبلوماسيين السويديين بزيارة طاهر، إلا أن شيئاً من هذا لم يحصل.
فبحسب مسؤولة العلاقات العامة لدى الخارجية السويدية لا يوجد في معاهدة فينا
للعلاقات الدبلوماسية بين الدول، ما يلزم "إسرائيل" أو أي بلد آخر في
الوضع ذاته، بتحديد موعد معين أو عاجل لزيارة معتقل ما، حتى لو كان طفلاً.
بحسب والدة طاهر، تدل طريقة
الإعتقال والتهم الموجه لإبنها على أن جهاز الأمن الداخلي في "إسرائيل"،
المعروف بالشاباك والخاضع مباشرة لرئيس الحكومة، هو من قام باعتقال طاهر، مما يعني
بأن التلميذ الذي جاء للسويد منذ شهرين لدراسة إحتمالية الإلتحاق بجامعة ستوكهولم
فرع الهندسة، قد يمثل أمام المحكمة العسكرية.
للتأكد من تلك الإحتمالية، طرح
القسم العربي في الإذاعة السويدية بالأمس هذا الموضوع أمام مسؤولة العلاقات العامة
لدى الخارجية السويدية، وطلب منها تحديد الجهات الرسمية "الإسرائيلية"
التي تتواصل معها الخارجية السويدية، لكنها أكدت آنذاك على انها تفتقد للمعلومات
الوافية، وستأتي بها في اليوم التالي. وعند اتصالنا بها صرحت ، خارلوتا أوزاكي
ماسياس بأنها لا تستطيع "التكهن" فيما إذا سيعرض الفتى على المحكمة
العسكرية من عدمه، خاصة أن التحقيقات ما زالت جارية.
أما عن الجهات الرسمية "الإسرائيلية" التي يتم التواصل
معها من قبل وزارة الخارجية، فرفضت خارلوتا الإفصاح عنها، مشيرة الى أن الخارجية
عادة لا تقوم بالإفصاح عن تلك التفاصيل لكنها تؤكد على ان الاتصال الأساسي يتم عبر
الخارجية "الإسرائيلية"، وبأن السويد تقوم بدورها الدبلوماسي لكنها لا
تستطيع ضمان الحقوق القانونية لطاهر كونها غير مخولة للتدخل بقضاء دولة أخرى .
إلى ان تسمح السلطات "الإسرائيلية" بزيارة الديبلوماسيين
السويديين لطاهر والى إنتهاء مجرى التحقيق في قضيته، تبقى هنالك أسئلة كثيرة تدور
في رأس والدة الفتى التي تخشى حتى بالتفكير بما قد يحل بإبنها.
المصدر : راديو السويد باللغة
العربية – أرابيسكا
2/10/2013