أقول هذا الكلام متجهاً به إلى رئيس وزراء كندا (ستفين هاربر) بمناسبة
إلقائه لخطاب يتماهى مع الفكرة الصهيونية، ويمتلئ بالعنصرية الحاقدة على
الفلسطينيين والعرب، حيث دعا العرب إلى الاعتراف بيهودية دولة الاحتلال، والتوقف
عن وصف "إسرائيل" بالدولة العنصرية على غرار جنوب أفريقيا قبل تحررها من
النظام العنصري.
كان (هاربر) في خطابه يقف على يمين نتنياهو وليبرمان ، وكان (ملكياً أكثر
من الملك) بل كان صهيونياً أكثر من الصهاينة أنفسهم، مما دفع ببعض أعضاء الكنيست
من الوسط العربي لمقاطعته، واتهامه بأنه ليكودي قبل الانسحاب من الجلسة احتجاجاً
على خطابه العنصري البغيض.
إذا كان (هاربر) صهيونياً ،متعاطفاً مع الصهيونية، ويدافع عن يهودية الدولة
وبقائها، فإنه بإمكانه منح "إسرائيل" مساحة أكبر من فلسطين المحتلة على
الأراضي الكندية الواسعة الشاسعة الفارغة من السكان، وعندها يكون قد حل مشكلة
أصدقائه الصهاينة، ومشكلة أعدائه من الفلسطينيين والعرب. وبإمكانه هو أن يتعايش مع
العنصرية الصهيونية، وأن يدافع عنها، وأن يوفر لها الاستقرار المفقود، وفي هذه
الحالة فقط سيكون منصفاً لها، وسيكون محباً حقيقياً "لإسرائيل".
يقال إن (هاربر) جاء إلى المنطقة ليبحث مع نتنياهو الدور الذي يمكن أن
تلعبه كندا في عملية توطين اللاجئين الفلسطينيين في كندا، في ضوء الاتفاق المحتمل
الذي يمكن أن تبرمه "إسرائيل" مع محمود عباس. إن ما قاله (هاربر) أمام
الكنيست "الإسرائيلي" يكشف عن نفسية معادية لما هو عربي وفلسطيني، ولا
أحسب أن فلسطينياً واحداً يمكن أن يفكر في الهجرة إلى كندا بعد أن استمع إلى هذا
الخطاب العنصري العدائي.
إن خطاباً عنصرياً وعدائياً كخطاب (هاربر) لا يكفي فيه الشجب والاستنكار،
بل يجدر بفلسطين والشعوب العربية أن تفجر حملة إعلامية لمقاطعة كندا تجارياً
وسياسياً، بعد أن كشفت كندا عن حالة عداء تفوقت فيها على الليكود نفسه، لدرجة أن (هاربر)
وصف السياسة الأوروبية بالنفاق لأن دولاً في الاتحاد الأوروبي تقاطع منتجات
المستوطنات. إن ما قاله (هاربر) هو علامة على هوان العرب عند كندا، كما هو علامة
على انحياز غير مسبوق للصهيونية.
المصدر : فلسطين أون لاين
23/1/2014