إيهاب سليم- السويد :
كوارث نكبات أزمات,حال العراق اليوم الذي احتضن الآلاف في سابق عهده حتى تحول شعبه إلى لاجئ ولكن أين أصحاب الأمس؟؟فبعد أن فقد اللاجئ العراقي والفلسطيني النازح من العراق إلى البلدان العربية والصحراء كل ما يملك ,تحول هذا اللاجئ للعيش تحت خط الفقر بل ونكبة اللجوء هنا تكون أسوء من نكبات اللاجئين الصوماليين والأفارقة والفارق شاسع ما بين دور الأمم المتحدة في انتشال الفقراء الأفارقة وبين تجاهلها في انتشال المشردين العراقيين والفلسطينيين,هنا نضع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين(انكور) التابعة للأمم المتحدة بين قوسين,هذه المنظمة الأممية أنشأت للدفاع عن اللاجئين في كل مكان وزمان وتوفير لهم قوت حياتهم لكن ما نشاهده اليوم مختلف تماما حيث نرى إن اللاجئين الفلسطينيين في الصحراء يفتقدون لمشفى للعلاج في مخيم الوليد مع توفير لهم مواد غذائية تكون في الغالب ما بين التلف أو التالفة أما اللاجئين العراقيين في البلدان العربية فإنهم يعيشون الموت ببطيء بين انتظار معاملات أشهر عدة وبين التناسب العكسي لاستنزاف أموالهم في هذا البلد.
في اتصال هاتفي مع احد الأخوة الفلسطينيين النازح في مخيم الوليد في صحراء الرمادي حيث الأفاعي والعقارب وحرارة الصيف والحروق الجلدية ...قال:زوجتي أصيبت بنوع من السرطان الحميد في الرحم بسبب حياة المخيم وللأسف لا وجود للمفوضية العليا في المخيم فتم نقل زوجتي سريعا إلى بغداد وأدخلت مستشفى دار النجاة الكائن في منطقة الكرادة وتم إجراء لها عملية استئصال رحم وبعدها قررت الاتصال بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين عبر الانترنيت قبل أن تتوجه إلى المخيم مرة أخرى,حيث أكمل قائلا:أرسلت زوجتي كافة أوراقها الطبية التي تثبت إصابتها بسرطان حميد في الرحم وإجراء لها عملية جراحية في بغداد إلا أن المفوضية العليا أجابتها:لماذا عدت إلى بغداد؟؟ .
فما هو المطلوب من هذه الأخت يا ترى؟؟هل ترغب المفوضية أن تموت في الصحراء دون رعاية طبية ؟؟ .
وفي اتصال هاتفي آخر مع لاجئ فلسطيني في العراق قال:قدمت طلبا للجوء إلى المفوضية العليا عبر الانترنيت فجاء لي رد بأنهم مشغولين حاليا بالعطلة الصيفية؟؟؟وان ردهم سيكون فيما بعد!!!.
فهل هذه مفوضية مسئولة عن حياة اللاجئين أم أن ضغوط واقعة عليها فعليا من قبل الإدارة الأمريكية ؟؟
وفي اتصال هاتفي مع لاجئ عراقي يقطن في سوريا منذ ست أشهر,قال:ذهبت إلى مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في دمشق وقررت أن أتقدم بطلب للجوء ,وحينها عرض عليه احد الموظفين أن يساعده مقابل مال,أكمل قائلا:بالفعل أعطيته المال من اجل طلب اللجوء لكن حتى الآن أعيش مجرد خيال في واقع الفقر.من هذه القصص القصيرة وبعض القصص الطويلة التي أسردت من قبل العديد من المشتكين,يمكن أن نضع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بين قوسين فدورها بات يتطابق مع السياسة الأمريكية وخارجيتها ,فان أرادت المفوضية أن تعود لمسؤوليتها التي أوجدت له فعليها أن تعود إلى أحضان اللاجئين وعدم الانصياع إلى الضغوطات فالجميع يدرك أن محنة اللاجئين تتفاقم والأسوأ منه رحلات نوري المالكي المكوكية إلى الدول التي تحتضن اللاجئين لإعادتهم!!
فمن أولى آن يتم إعادة اللاجئين والمهجرين في داخل بغداد أم التوجه إلى الصحراء العراقية والبلدان العربية والأوربية لإعادتهم إلى المجهول دون سكن يؤويهم أو قطعة خبز تكسر جوعهم أو بسمة طفل بملابس جديدة!!.
ليس غريبا على هذه المفوضية فأزمة مخيم نهر البارد والدور المتسلط الأمريكي أثبتت انعدام وجود دور أممي في بلد يمكن أن يعتبر أفضل البلدان العربية لتتحرك المفوضية فيه ولاسيما أن لبنان شهد سلسلة من الحروب والنكبات ما كان حصيلته إلى نجاح الأمم المتحدة بدرجة متفوقة بمعالجة نكبات اللاجئين في السابق أما اليوم,يتوجب دراسة عمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وباقي مؤسسات الأمم المتحدة في ظل تسلط الإدارة الأمريكية وتنصيب نفسها(شرطي دولي).