مخيم الهول محطة جديدة في رحلة عذاب فلسطينيي العراق

بواسطة قراءة 8233
مخيم الهول محطة جديدة في رحلة عذاب فلسطينيي العراق
مخيم الهول محطة جديدة في رحلة عذاب فلسطينيي العراق

فلسطينيو العراق / متابعات

لم تنته بعد حكاية العذاب التي بدأها الفلسطينيون في مختلف أماكن تواجدهم ، إلا أن الفلسطينيون في العراق كان لحكايتهم لونٌ آخر من العذاب واستمرارية نوعية ، فبعد أن خرجوا عام 1948 إلى العراق مكثوا مع أبناء الشعب العراقي متجاورين في أحيائهم يفرحون لفرحهم ويحزنون لحزنهم بقوا وكأنهم جزء من العراق  ومتمسكين بهويتهم الفلسطينية بنفس الوقت ، إلى أن جاء الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 ليفرق بين المرء وزوجه ويزرع أبشع أنواع التمييز العنصري بين أبناء العراق ، وكان فلسطينيو العراق كبش فداء معمعة الديمقراطية الأمريكية المدعاة .لم يجد بعض الفلسطينيون سبيلاً أمام طاحونة الموت في بغداد إلا الهرب حفاظاً على أطفالهم ونسائهم ، وبدأت رحلة التهجير المريرة في أول محطةٍ لهم بعد العراق في مخيم طريبيل بين الحدود الأردنية العراقية بعد رفض أي جهةٍ لاستقبالهم إلى حين قرار الحكومة السورية بإدخالهم إلى سوريا ، وبالفعل دخل هؤلاء هم وبعض القادمين من داخل العراق ليصلوا إلى مخيم ( الهول ) التابع للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والذي يبعد ( 700 كم ) تقريباً شمال شرق العاصمة السورية دمشق والذي وصل عددهم إلى ( 304 أفراد ) وفور وصولهم وزعوا على الخيام بحسب الأسرة .

مخيم الهول  

المهندس ريمون يوسف مدير مخيم الهول يقول :أنشأ المخيم عام 1991والذي استقبل أكثر من عشرة آلاف شخص حتى الآن ، ونقوم الآن بتأمين أهم الاحتياجات الضرورية للعوائل الفلسطينية في المخيم ، كما نقوم بتقديم الخدمة بكافة أشكالها للعوائل حيث تتوفر أغلب الاحتياجات الضرورية من مركز صحي ومياه حلوة صالحة للشرب ونسعى مع الحكومة السورية على تأمين كافة الاحتياجات الضرورية في المخيم ،كما تقوم المفوضية والأنروا والحكومة السورية بالتعاون لإيجاد حلول دائمة لهؤلاء اللاجئين .

هل حدث أي اتفاق بين المفوضية والأنروا بشأن هؤلاء ؟

المفوضية تهتم بجميع العوائل التي تم احتجازها على الحدود وهناك اتفاق بين المفوضية والأنروا على إيجاد حلول دائمة للاجئين الفلسطينيين وطبعاً هناك مباحثات بين الحكومة السورية والأنروا والمفوضية بهذا الخصوص ، حالياً العوائل الموجودة هي تحت حماية المفوضية ، وفي حال تمت الموافقة لإدخالهم إلى سوريا أو في دول أخرى هذا موضوع خاص بالحكومة .

هل هناك محاولة لتوطين اللاجئين في كندا ما مدى صحة ذلك؟

جاء إلى هنا 18 من اللاجئين الفلسطينيين من العراق في نوفمبر 2005 و تقدمت السفارة الكندية بموافقتها على توطينهم في كندا .وحالياً سيتم توطين الـ 18 شخص في كندا ، ولا يمكن أن تتدخل الحكومة السورية أو المفوضية في ذلك .بشكل عام نرى أن هذا المخيم عبارة عن خيام و ليست هناك أبنية  حجرية أي أنه مؤقت ما هي مدة الإقامة ؟المفوضية وافقت على استقبال العوائل الفلسطينية في مخيم الهول وبشكل مؤقت وحسب معلوماتي أن المدة لن تتجاوز الشهر وإن شاء الله يتم الاتفاق على استقبالهم في دمشق.

ما هي الإجراءات التي تمت بين المفوضية والحكومة والأنروا لنقلهم إلى دمشق ؟ إلى أين وصلت هذه المحادثات ؟

ليس لدي علم إلى أين وصلت المحادثات لكنها موجودة بهذا الخصوص .لكن بالنسبة للمساعدات جميعها تقدم من المفوضية وأرجو تساهم الأنروا بدفع جزء من تكاليف الخدمات في هذا المخيم .

هل تمت زيارة من الاونروا بعد وصول اللاجئين من طريبيل ؟

الانروا رافقت اللاجئين من معبر التنف الحدودي ( سوريا – العراقإلى مخيم الهول من خلال فريق يتألف من 8 أشخاص هم عبارة عن طاقم طبي وآخر اجتماعي ؟في حال رفضت الأنروا أن تضع اللاجئين تحت ولايتها هل سيبقى اللاجئون هنا ؟أتوقع أن تبقى العوائل في مخيم الهول . 

كيف يمكن أن تحل مشكلة التعليم أو الصحة بالنسبة للأطفال أو من هم في سن المدرسة ؟

نحن مباشرة بعد وصول العوائل أنشأنا روضة أطفال لمن هم في سن 3 – 6 سنوات ولدينا حالياً روضة تضم ( 45 – 50 )  طفل ، ووجه السيد محافظ الحسكة تعميم باستقبال كل أبناء الفلسطينيين في مخيم الهول في مدارس الحسكة وتغطية مصاريفهم من الحكومة والمفوضية ونحن جاهزون لتسجيل كافة الأطفال في مدارس الحسكة .

وزير الدولة لشؤون اللاجئين الدكتور عاطف عدوان :

وفي خطوة هي الأولى من نوعها قام الأستاذ الدكتور عاطف عدوان بزيارة مخيم الهول في الحسكة ، حيث التقى الدكتور عدوان مع أبناء اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق لحوالي خمس ساعات تقريباً تفقد خلالها الدكتور عدوان المخيم برفقة مدير المخيم المهندس ريمون يوسف ، واطلع على أحوال الأهل هناك حيث عاين على مدار خمس ساعات ظروف حياتهم في المخيم حيث تفقد الدكتور عدوان كافة مرافق المخيم حيث زار المركز الصحي هناك واطمئن على أحوال طفل كان يعاينه احد الأطباء ، كما زار الدكتور عدوان روضة الأطفال في المخيم ، ثم أطلع السيد مدير المخيم  الوزير على المستودعات التابعة للمخيم التي يوزع منها الطعام على اللاجئين ، وقد اجتمع الدكتور عدوان بكافة الموجودين في المخيم من أبناء الفلسطينيين واستمع لمطالبهم بشكل موسع وأجاب الدكتور عدوان على مطالبهم وسجلها ، بعد ذلك قام الدكتور عدوان بصلاة الظهر جماعة مع أبناء المخيم وتبادل مع أبناءه أطراف الحديث ، ثم تناول الدكتور عدوان طعام الغداء مع أبناء اللاجئين الفلسطينيين في المخيم وجلس معهم بعد ذلك في جو عائلي طالما افتقده اللاجئون عبر رحلة عذابهم ، ثم تقدم الدكتور عدوان باسم الحكومة الفلسطينية بهدية لكل فرد من أفراد اللاجئين الفلسطينيين في الهول عبارة عن مبلغ من المال قدمها بيده ، ثم زار الدكتور عدوان خيمة أحد اللاجئين الذي توفيت أمه في بغداد ليعزيه بمصابه ويواسيه ، ثم اجتمع عشرات الأطفال من أبناء الفلسطينيين في المخيم حول الوزير عدوان ووقف الدكتور عدوان بينهم وحمل بعضهم وداعبهم لترتسم الابتسامة على شفاه أطفالٍ عاشوا ونموا وسط البكاء والنحيب ، وفي نهاية جولة الوزير طرحت عليه الأسئلة التالية :

جاء الإعلان عن القرار السوري باستقبال الفلسطينيين في طريبيل بعد محادثات وزير الخارجية الدكتور الزهار والرئيس السوري بشار الأسد ، كيف تنظرون لهذه الخطوة ؟

نثمن باسم الشعب الفلسطيني وباسم الحكومة الفلسطينية في وزارة الخارجية ووزارة شؤون اللاجئين هذه الخطوة المباركة والتي تدل على الأخوة بين الشعب الفلسطيني والسوري ، وما تفضل به الرئيس السوري  بشار الأسد هو خطوة في الاتجاه الصحيح وهي خطوة تشير على أن ما جرى يؤكد العمق العربي وأن الشعب الفلسطيني ليس وحده وأن الأخوة في سوريا يمثلون سنداً له ،وهي خطوة رائعة نأمل من الله أن تتصرف الدول العربية كما تصرفت سوريا .

ماذا يمكن أن تقدموا كحكومة وكوزارة شؤون لاجئين لهؤلاء في هذا المخيم ؟

الأخوة في المخيم هم تحت ولاية المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والتابعة للأمم المتحدة وهم أيضا تحت ولاية الأنروا ، ونحن لا نستطيع أن نقوم بدور مهم في ضوء الالتزامات الدولية وفي ظل عدم التنسيق حتى الآن مع الحكومة السورية ، ولكن في حال وجود أي خدمة يمكن أن نقدمها وأي شكل من أشكا ل الدعم فلن نتأخر بإذن الله تعالى .وفي نهاية الجولة شكر السيد الوزير كلاً من المهندس ريمون يوسف على عنايته واهتمامه بشؤون الفلسطينيين في المخيم ، كما شكر وفد الحكومة السورية في محافظة الحسكة الذي رافقه للمخيم على حسن استقبالهم .

أبو أحمد مسؤول لجنة الفلسطينيين من المخيم :

رجل كبير السن عندما تراه ترى تاريخ عشرات السنين من التشرد القهر وتقرأ في عيونه أمل شعبٍ بأكمله كان الأكثر لفتاً للانتباه في المخيم والأكثر حيوية وأملاً بالخلاص ، يواصل الليل بالنهار ويسهر على خدمة أبنائه وأهله من الفلسطينيين اللاجئين في المخيم ، هذا ما رأيناه واستنتجناه قبإيهاب تيم الناطق باسم الفلسطينيين في المخيم :    
نعاني من ظروف المخيم بشكل عام ، والجو السيئ والمغبر لأننا في منطقة صحراوية ،وكمطالب نؤكد على أول مطلب والأساسي وهو حق العودة ، ثم  تحسين ظروف حياتنا بنقلنا إلى دمشق لنعيش الحياة الكريمة التي يستحقها البشر ، وأن يتم تحسين ظروف المخيم الحالي من كهرباء للخيام وتحسين الوضع عموماً ، وكلمة أخيرة نوجه شكر للحكومة الفلسطينية التي بذلت جهوداً كبيرة لرفع المعاناة عنال أن يرافقنا رحلتنا داخل المخيم ، وزاد من إعجابنا بهذا الرجل وصف مدير المخيم المهندس ريمون يوسف له بأنه يمثل قائد الفلسطينيين هنا وأنه يحمل أعباء كثيرة عن مدير المخيم بخصوص الفلسطينيين في المخيم .

إيهاب تيم الناطق باسم الفلسطينيين في المخيم :    

نعاني من ظروف المخيم بشكل عام ، والجو السيئ والمغبر لأننا في منطقة صحراوية ،وكمطالب نؤكد على أول مطلب والأساسي وهو حق العودة ، ثم  تحسين ظروف حياتنا بنقلنا إلى دمشق لنعيش الحياة الكريمة التي يستحقها البشر ، وأن يتم تحسين ظروف المخيم الحالي من كهرباء للخيام وتحسين الوضع عموماً ، وكلمة أخيرة نوجه شكر للحكومة الفلسطينية التي بذلت جهوداً كبيرة لرفع المعاناة عنا