الملالي هم مَن قتل الفلسطينيين في العراق .. المعركة :- الشيخ لطيف السعيدي

بواسطة قراءة 2427
الملالي هم مَن قتل الفلسطينيين في العراق .. المعركة :- الشيخ لطيف السعيدي
الملالي هم مَن قتل الفلسطينيين في العراق .. المعركة :- الشيخ لطيف السعيدي

ولكن المعركة في العراق ، وفي بلاد العرب والإسلام ، من حيث الإستمرار والشدة ، تختلف عن سواها من معارك الأرض على مر العصور والدهور ، لأن العدو جارٌ قديم همجي بربري يتربص الفرص القذرة ، يجيد التخفي وراء تراب الهوام وآلات الغازي المحتل وجنده ، سواء أن كانت حيوانية ، كما يحدثنا التاريخ عن معركة ذي قار وغزو جنكيزخان وغيره، أو آلات تكنولوجية ، كما شاهدنا ونرى منذ أكثر من ثلاثين سنة ، وآخِرها الغزو الأمريكي بقيادة الأرعن الأحمق بوش .

وعلى أية حال جيء بالحكم الصفوي الجديد في طهران بتعاون دولي ودوافع صهيونية عالمية على رأسها أمريكا ، كي تبدأ وتستمر فصول جديدة من المعارك والحروب في هذه المنطقة المهمة والحيوية من العالم ، لتخفيف الضغط على الكيان الصهيوني ، ولتستمر الهيمنة الدولية على المنطقة لنهب ثرواتها وخياراتها ، لتبقى في حالة فقر وتخلف ، وجهل ومرض ، بعيدة عن ركب التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي .

فمنذ بداية هذا الحكم الشعوبي الصفوي في طهران شَكَّلَ المليشيات الصفوية الإرهابية في إيران ولبنان ، وكَوَّن خلايا نائمة في دول أخرى ، وعلى الفور نفَّذت هذه المليشيات موجة إرهابية في المنطقة العربية بإغتيالات وتفجيرات ، بدأت في بغداد أوائل ثمانينات القرن الماضي ، مصحوبة بتصريحات حادة ، تنتقص من العرب والإسلام ، تغطيها موجة إعلامية ، تدَّعي الدفاع عن الفلسطينيين والعرب المقهورين بزعم ملالي طهران  ، ثم إنتشر هذا الإرهاب والتفجيرات إلى دول الجوار العربي تحت غطاء الإسلام والدفاع عن فلسطين أيضاً ، وهم أي الملالي مَن قتل الفلسطينيين في العراق وقبله في لبنان ، حيث إخراج المقاومة الفلسطينية ، ثم مجزرة صبرا وشاتيلا ، بمساعدة أمريكا والصهيونية العالمية ، بغطاء محاربة الكيان الصهيوني.

إنَّ الصفوية الجديد في طهران ، نفذت الكثير من العمليات الإرهابية ، وعمليات إغتيال كثيرة لزعماء كبار معارضين للنظام الصفوي الجديد ، من مختلف الشعوب الإيرانية كشهبور بختيار  ، وزعماء أحوازيين وأكراد وبلوش وتركمان وغيرهم في عواصم مهمة من العالم.

والغريب أن المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنها المدافعة عن حقوق الإنسان ، لم يحرك ساكن إتجاه هذا الإرهاب المفزع حيث ضربت التفجيرات عواصم ومدن مهمة في الشرق الأوسط ، إضافة إلى الإغتيالات الكثيرة في عواصم مهمة من العالم  ، ومنها عواصم غربية.

 ويتظاهر الغرب إعلاميا أنه ضد هذه الجرائم ويدينها فقط، بنفس الإسلوب الذي أدان به جرائم الكيان الصهيوني منذ نشأته ولكن لا قرار ، وإن صدر قرار فَيُسَوَّف ويتآكل بالتقادم ، وهذا ما يحصل بشكل أخف لصالح إيران الصفوية اليوم، بل هناك من يساعد إيران الصفوية بحجة مكافحة "الإرهاب" ، الذي يرمى به العرب والإسلام لأجندة معروفة ، والكل يعلم أن إيران هي من صنع الإرهاب من خلال المليشيات التي ضربت في مكة وعواصم أغلب البلدان العربية ( والمعروف أينما وجدت المليشيات وجد الإرهاب ) .

كذلك في السر يتعاون المجتمع الدولي مع ملالي طهران ويغذي حربها ضد العراق ، ويصمت عن جرائمها الداخلية ، التي تشيب منها الأطفال ، كقتل وإحتجاز المعارضين الإيرانيين الرافضين للحكم الصفوي الجديد ، أمثال طلقاني وشريعة مدار ومنتظري وغيرهم ، وهذا ما يُثبِت صحة ما ذهبنا إلية ، من أن الحكم الصفوي الجديد في إيران جاء بإرادة دولية وصهيونية ، لأسباب ومصالح مدروسة بعناية شديدة.

والمتتبع  للنظام المجوسي الصفوي الجديد في طهران ومليشياته الشعوبية ، يجد أنها تزداد يوما بعد يوم ، عابرة الحدود بين الدول العربية والإسلامية ، بعيدة عن الكيان الصهيوني ، ناشرة الإرهاب والدمار في المنطقة العربية ، من خلال معارك تتمدد تدريجيا في بلاد العرب والإسلام ، بغطاء أمريكي صهيوني تحت شعار محاربة "الإرهاب" ، متمثلة بداعش وراعش وغيرها من المسميات ، التي تفتعلها إيران والصهيونية وتلقي بها على العرب والإسلام.

بذلك توفر الحماية للكيان الصهيوني بصورة غير مباشرة ، من خلال إشغال العرب والمسلمين بمعارك وحروب جانبية ، لتخفيف الضغط على الكيان الصهيوني ، أو بصورة مباشرة ، كإعلان الحرب على العرب والإسلام من خلال المليشيات الشعوبية التي تحارب في العراق واليمن ولبنان وسورية وغيرها دفاعاً عن الكيان الصهيوني.

أمريكا والغرب ودول القرار ، لم ولن يسمحوا لأي قوة حقيقية تهدد الكيان الصهيوني بعيدة كانت أو قريبة ، فإنْ وجدت هذه القوة ، فتدمر على الفور دون مراجعة مجلس الأمن أو غيره ، وهذا ما حصل لطالبان في أفغانستان ونظام الحكم الوطني في العراق ، فكيف يسمحوا لإيران الصفوية الجديدة ومليشياتها المُتكاثرة والمحيطة بالكيان الصهيوني ، بالتواجد والنمو والتطور العسكري على مستوى الأفراد والصواريخ والتقنية وغيرها ، وهي معادية للكيان الصهيوني بزعمهم ؟؟؟!!!! وهل أمريكا عاجزة عن إزالة القدرات الإيرانية الصفوية الجديدة المزعومة ومليشياتها الناعقة ليلاً نهاراً ، بإزالة الكيان الصهيوني من الوجود ، كما جاء على لسان الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، وزعماء المليشيات الشعوبية الصفوية المتناثرة في بلاد العرب وعلى حدود الكيان الصهيوني نفسه ؟؟؟!!!.

أم هناك إتفاقات وعقائد ومصالح سرية تجمع هؤلاء وتوحدهم بإتجاه هدف واحد وعدو واحد قديم هو العرب والإسلام ؟؟؟!!!.

إذن المعركة الحقيقة تحت كل العناوين واليافطات التي "تتغنى" فيها وسائل الإعلام المختلفة حسب ما تشاء ، هي ضد العرب والإسلام وما دونها كذب ورياء.

وما المعارك الحامية في الفلوجة والرمادي والمنطقة الغربية بصورة خاصة والعراق بصورة عامة وسورية ومصر ولبنان واليمن والبحرين ، إلاّ معارك حق ضد باطل ، وإسلام ضد كفر ونفاق وزندقة ، فهي معارك عز وشرف ورفعة ، فمن دخل معسكرها نال كل ذلك دنيا وآخر ، ومن دخل معسكر الأعداء نال الخسة والعار والذل في الدنيا وفي الآخرة بإذن الله.

إيران المجوسية الصفوية تدرك أن النصر من العرب والإسلام كقاب قوسين أو أدنى ، ولكنها تصر بعناد ، إعتقاداً منها بإقامة دولة كسرى ، بغطاء ديني صفوي ، بمساعدة الصهيونية العالمية ودول القرار ، وذلك ما جاء على لسان علي لاريجاني عندما قال ( إذا وقف العرب أمام إيران "العظمى" ، سنعيدهم إلى مكة ، كما قبل ١٤٠٠ سنة ). مستوحياً ذلك من كلام بريمر الحاكم الأمريكي في العراق ، عندما قال ( نحن أرجعنا لكم العراق ، بعد أن أُخذ منكم قبل ١٤٠٠ سنة ، فتمسكوا به ).

أمريكا ومن والاها تدرك أن المعركة لمصلحة العرب والإسلام ، رغم الفارق في التسليح ونوعيته ، والدعم الدولي وحتى التخاذل الإقليمي.

كذلك إيران تدرك أنها لم تنتصر على شعب العراق أبداً وهذا ما يثبته التاريخ ، ولكنها تكابر وتتصور أنها تخدع العراقيين والعرب والمسلمين بعقائد فلسفية فاسدة.

 

الشيخ لطيف السعيدي / لندن

٢٨/ ربيع أول /١٤٣٥ هجرية

٢٠١٤/٠١/٢٩ ميلادية

 

المصدر : موقع العراق للجميع بتصرف موقع فلسطينيو العراق

29/1/2014