اللاجئون الفلسطينيون المعاناة مستمرة بمخيمات الشتات

بواسطة قراءة 3360
اللاجئون الفلسطينيون المعاناة مستمرة بمخيمات الشتات
اللاجئون الفلسطينيون المعاناة مستمرة بمخيمات الشتات

وفي ظل ما يحدث في المنطقة الفرسان من متغيرات، ومع قرب الذكرى الـ40 ليوم الأرض الفلسطيني والتي صادر الاحتلال أراضي الفلسطينيين عام 1976، وإلى اليوم، تعد أوضاع اللاجئين الفلسطينيين جزءًا من تلك الصراعات وازدادت مأساة اللاجئين خاصة في الأردن ولبنان، وسوريا والعراق بسبب الصراعات حتى دخلوا من لجوء إلى لجوء new، ومن موت إلى موت آخر.

 

وتعرّف الأونروا اللاجئين الفلسطينيين: هم أولئك الأشخاص الذين كانوا يقيمون في فلسطين خلال الفترة ما بين يوليو 1946، وحتى مايو 1948، والذين فقدوا بيوتهم ومورد رزقهم نتيجة حرب 1948.

 

58  مخيما معترفا به

ويعيش ثلث اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا، في 58 مخيما معترفا به للاجئين في كل من الأردن ولبنان والجمهورية الفرسان السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

 

بدأت حالة اللاجئين تتدهور في الدول الفرسان منذ عام 1990  بعد احتلال العراق للكويت حيث كانوا أول من "هنأ" صدام حسين بغزو الكويت، وهي الدولة التي كانت تدعم منظمة #التحرير الفلسطينية بملايين الدولارات سنويا، ولكن العديد من الفلسطينيين هربوا من الكويت لغياب القانون والنظام والفوضى التي عمت فيها بعد احتلال العراق لها.

 

وبعد تحرير قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة للكويت طرد من هذه الدولة الغنية بالنفط نحو 200 ألف فلسطيني، انتقاما لدعمهم غزو صدام حسن لأراضيها، علما بأن 150 ألف فلسطيني آخر كانوا قد فروا من الإمارات النفطية قبل الحرب لتوقعهم احتمال وقوع غزو آخر وخوفهم مما قد يتعرضون له بعد تحرير الكويت.

 

وقد استقر معظم الفلسطينيين الذين غادروا الكويت بمحض إرادتهم أو طردوا منها في الأردن لكن أصبح للأردن مخاوف من ازدياد عدد اللاجئين، ورغم التقديرات التي تشير إلى أن الفلسطينيين يشكلون أكثر من نصف عدد سكان الأردن، تعتمد الأسرة الهاشمية الحاكمة في سلطتها على قاعدة الدعم القبلي غير الفلسطيني. ومنذ عام 1970، عندما نشبت معركة بين القوات الأردنية ومنظمة #التحرير الفلسطينية للسيطرة على المملكة، أصبحت مسألة كم عدد الفلسطينيين المقيمين في البلاد من المحظورات .

 

وفي لبنان لا تختلف معاناة الفلسطينيين عن الدول الأخرى، ويقدر عدد اللاجئين في لبنان حوالي 474,053 لاجئ مسجل لدى الأونروا، يعيشون في 15 مخيما، ويشكل اللاجئون الفلسطينيون ما نسبته عشر سكان لبنان التي تعد حاليًا دولة صغيرة مكتظة بالسكان.

 

ومن الناحية الرسمية يقوم كل من الأردن ولبنان بإبقاء حدودهما مفتوحة لجميع اللاجئين من سوريا. ولكن بخلاف السوريين الذين يمكنهم دخول لبنان بحرية لمدة تصل إلى ستة أشهر، يحصل الفلسطينيون على إذن إقامة لمدة أسبوع واحد فقط. وبمجرد أن تنتهي صلاحية هذه الإقامة يجب عليهم دفع 50,000 ليرة لبناني (33 دولار أمريكي) كل شهر لتجديد تلك الإقامة.

 

5.3 مليون لاجئ

وأوضحت سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين 'الأونروا' أن عدد اللاجئين الفلسطينيين بلغ نحو 5.6 مليون لاجئ، وقد شكّل اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في الضفة الغربية والمسجّلون لدى الأونروا بداية العام الجاري ما نسبته 17% من إجمالي اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث، مقابل 24% في قطاع غزة.

 

وبلغت نسبة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن المسجّلين لدى الأونروا، حوالي 40% من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين، في حين بلغت النسبة في لبنان 9%، وفي سوريا 10% من اللاجئين الفلسطينيين المسجّلين لدى وكالة الغوث.

 

والأونروا أو وكالة " غوث" هى منظمة إغاثية دولية بدأت عملها عام 1950 بتقديم الرعاية الصحية الأساسية مجاناً ولكنها لا تملك سوى أموال إضافية محدودة للاجئين الجدد .

 

وبسبب الصراع الدائر في سوريا منذ 5 سنوات تشرد اللاجئين الفلسطينيين الذي كان قد وصل عددهم في سوريا أكثر من 528,711 لاجئ فلسطيني كانوا يعيشون في 9 مخيمات رسمية 3 غير رسمية.

 

أما اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في العراق حاليا، فهم أيضا يدفعون أيضا ثمنا باهظا، فقد تراجع عددهم هناك منذ عام 2003 من 25 ألف إلى 6 آلاف، ويقول ناشطون فلسطينيون إن العراقيين يخوضون معركة تطهير عرقي بحق السكان الفلسطينيين المقيمين في بلادهم، حيث تقدم ميليشيات شيعية على الاعتداء عليهم وتهويلهم بشكل ممنهج.

 

انتهاكات للمليشيات

وأكد ثامر مشينش، رئيس رابطة فلسطينيي العراق، أن الفلسطينيين يواجهون انتهاكات غير مسبوقة للقانون واعتداءات متزايدة، محذرا بأن ميليشيات مختلفة في العراق تعتدي على الفلسطينيين بين الحين والأخر في إطار سياسة ممنهجة تستهدف إبعادهم عن العراق.

 

و اتهم مشينش في تصريحات صحفيه له السلطة الفلسطينية بعدم تقديم الدعم للفلسطينيين في العراق، وبأنها لا تقوم سوى بإطلاق التصريحات العقيمة.

 

بدوره، ذكر غازي فخري ـ عضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن وكالة الغوث بدأت في الانهيار بسبب قلة التمويل مع ازدياد أعداد اللاجئين، مشيراً إلى أن هناك ضغوط من اللوبي الصهيوني العالمي بمساعدة بعض الأنظمة الفرسان لتقليص دور الأونورا من أجل عدم الحديث عن لاجئين فلسطينيين مستقبلاً.

 

وأضاف فخري في تصريحات لـ"#مصر الفرسان" أن الكيان الصهيوني، يريد التخلص من قضية اللاجئين ، بأبعادها الديموغرافية، من خلال عملية خلط مقصودة بين شعوب اللاجئين في الشرق الأوسط. وهذه المحاولة الإسرائيلية تندرج في سياق خطة طويلة الأمد يجري تنفيذها منذ عشرات السنين .

 

وأوضح أن إسرائيل تضغط من أجل إغلاء الأونروا على أن تتولى مفوضية اللاجئين أمور اللاجئ الفلسطيني كأي لاجئ بشكل عام، من دون حق العودة، وهو ما يضعف موقف السلطة الفلسطينية في عدم المطالبة بحق عودة المهجرين من الفلسطينيين.

 

وطالب فخري المجتمع الدولي وخاصة الدول الفرسان بتحمل مسؤوليتهم تجاه اللاجئين، واستيعابهم وعدم اعتبارهم مواطنين درجة ثالثة، وتطبيق المبادئ الدولية لحقوق الإنسان لضمان حقوق المشردين.

 

إفشال منظمة الغوث

وقال  السفير الفلسطيني السابق سعيد كمال ـ وعضو السكرتارية الدائم بمنظمة تضامن الشعوب الفرسان، أن وضع اللاجئين في المخيمات المختلفة مأساوي بسبب انخفاض ميزانية انفاق وكالة الغوث في الصحة والتعليم ما يؤدى إلى انتشار الفقر وبالبطالة غي ظل دم سماح بعض الدول الفرسان وخاصة لبنان من تشغيل الفلسطينيين .

 

وأضاف في تصريحات لـ"#مصر الفرسان" أنه لابد أن تتحول ميزانية وكالة "الأونروا" تطوعية من الدول المانحة إلى إلزامية، كترجمة مسؤولية المجتمع الدولي تجاه قضية اللاجئين، بدلا من الزج باللاجئين في القضايا السياسية الخاصة بالدول التي تستضيفهم، ففي لبنان تستقطب الأحزاب السياسية اللاجئين لاستخدامهم في اللعبة السياسية من أجل تقديم بعض التسهيلات لهم.

 

وأوضح أن مخططات الصهاينة بدأت تتضح بخصوص اللاجئين من خلال إفشال منظمة الغوث، مؤكدا أنه لن يكون هناك حلول عادلة ونهائية للقضية الفلسطينية إذا لم يتم الاعتراف بحق اللاجئ الفلسطيني بحق العودة إلى وطنه الذي طرد منه.

المصدر - مصر العربية