فلسطيني يقهر الإعاقة.. وتقهره الميليشيات – حسن مقشر

بواسطة قراءة 5005
فلسطيني يقهر الإعاقة.. وتقهره الميليشيات – حسن مقشر
فلسطيني يقهر الإعاقة.. وتقهره الميليشيات – حسن مقشر

عمر عاهد أبو الهيجاء مواليد 25/12/1982 من سكان العراق (بغداد – الدورة - عمارات الصحة)، ولد عمر وهو مصاب بشلل ولادي حيث ولد معوّقاً من طفولته ولا يمارس حقه كطفل من اللعب والحركة الطبيعية كباقي الأطفال، لكنه لم يستسلم لمرضه فقرر أن يتغلب عليه، وذلك من خلال الدراسة، فهو يطمح إلى أن يكون شخصاً له مكانه في مجتمع الأصحاء من خلال الشهادة العليا، أي الشهادة الجامعية.

تقدم عمر للدراسة في المدارس الاعتيادية، ولكن جاءه الرفض وذلك بسبب حالته الصحية، فدخل معهد المنار للعَوَق الفيزيائي، وأنهى الدراسة في المدارس الابتدائية، ولم يكن الأول على المعهد فحسب، بل على المنطقة كلها، وأكمل الدراسة المتوسطة والإعدادية في المدارس الاعتيادية تحت إشراف لجنة طبية تقوم بالكتابة بدلاً منه وحصل على شهادة البكالوريا التي تكون صعبة على الإنسان السليم.

رغم المرض، واصل حلمه في الحصول على الشهادة، فتقدم للدراسة الجامعية وحصل على مقعد في جامعة الموصل (كلية الآداب/ علم الاجتماع)، لكن حالته المرضية والإعاقة منعتاه من الذهاب للدراسة، فقام بإجراءات تحوّله إلى جامعات بغداد، وطموحه وأحلامه لم تتوقف، فحصل على مقعد في جامعة بغداد في نفس القسم (آداب/ علم الاجتماع)، وكان فرحاً فيه لأنه بدأ في تحقيق حلمه الأخير هو الحصول على الشهادة الجامعية.

بدأ الدراسة بالجامعة، ولكن الحلم لم يستمر، والسبب بطش الميليشيات. لماذا؟ اسمه عمر! الأمر الآخر هو اختطاف أخيه وزوج أخته، وعُثر عليهما قتيلين، وأدّى هذا الحادث إلى أن يضطر عمر إلى ترك بغداد والتوجه إلى مخيم التنف ليوقف حلمه وتتحطم معنوياته حيث يعيش حالة نفسية صعبة أدّت إلى تدهور حالته الصحية ليخسر المجتمع الفلسطيني خريجاً جامعياً اسمه عمر عاهد أبو الهيجاء الذي فعلت فيه الميليشيات ما لم يفعله العوَق والمرض.

هذا نموذج من معاناة أحد الطلاب الفلسطينيين الذين خرجوا من العراق ولم يحققوا أحلامهم بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة.

عمر ليس الأول ولن يكون الأخير، فالعشرات من الشبان والشابات الفلسطينيين تركوا مدارسهم وجامعاتهم بفعل التدهور الأمني في العراق، وها هي المخيمات الصحراوية لفلسطينيي العراق تعجّ بالخريجين وأصحاب الشهادات وقد ضاع مستقبلهم بين حجارة صحراء المخيم..

فلكم الله أيها المشردون هنا وهناك!

حسن مقشّر- العودة