ألا هل بلغت يا شعب فاشهد - زهير السبع

بواسطة قراءة 1838
ألا هل بلغت يا شعب فاشهد - زهير السبع
ألا هل بلغت يا شعب فاشهد - زهير السبع

لقد سبقني أخي العزيز محمد الماضي بمقاله السابق ( حلم انه ابن الرئيس ) !!!!  ( لكن ) أنا سأفترض اني الرئيس فكيف سأكون ؟؟؟؟ .

( لـكن ) .. لم أسمع أو أقرأ شيئاً كان مبتدأه ( لـكن ) !!! ( ربما لأني لا أقرأ كثيرا ) .. لـكن لا يمنع أن أستخدمها لبعض الوقت  لتسريب أحد الافتراضات - التي تحوم وتزن في عقلي الباطن - فهنا مرتع خصب لكل .. حالم متفائل .. وناقم يائس .. وثائر غاضب .. وغائر جبان .. كتّابا وقرّاء مهتمين وغير مهتمين .. معنيين وفضوليين .. وأحبابنا الجواسيس .. أؤكد على الجواسيس لأن الموضوع يهمهم وربما يسعدهم .

عودا إلى ( لـكن ) .. سأسرّب الافتراض التالي وأتبعه بــ  - لـكن -  فورا :

أنا الرئيس الآن والرأس الكبير في دولة عربية ( ولـكن ) بالتأكيد بعد أن تتغير كل مفاهيمي التي رسخت بعقلي عبر السنين .. إن كان بالتجربة الشخصية العملية أو النظرية والسمعية والحسية ، وبناءا عليه سيكون الشعب كل الشعب عدوي الأول والأخير باستثناء السادة اللقاليق الطراطير وزراء ومستشارين وأعوان وحراس ومساعديهم الكلاب البوليسية .. فهؤلاء خلاني الخدم إلى حين انتهاء صلاحيتهم التي أحددها أنا وحدي أنا .

أما أنتم الناخبين لي يا معشر المواطنين الخونة .. لو فتحت عقل كل واحد منكم من عالمكم إلى جاهلكم ومن غنيكم إلى فقيركم شبابكم وشيوخكم سأجد الكثير الكثير منكم يأملون ويتمنون ويحلمون في صحوهم ومنامهم أن ينصبوا لي مشنقة أو يرموني بالرصاص ومنهم من يريد أن يصنع لي خازوقا على مزاجه بمواصفات ضيع عمره وهو يتفنن في تخيله – خشبي .. معدني .. مدبب أو مثلث أو مبروم - ومنكم من يريد إذابتي بالأسيد بعد أن يستنبط  أساليب وطرق ليتمتع بتعذيبي والقليل منكم يريد محاكمتي محاكمة عادلة كمحاكمة ( احد الرؤساء ) ؟؟؟!!  .

ويلكم مني .. الويل ثم الويل لكم جميعا سيقول بعضكم أني ظلمته بظني هذا  ..ربما هذا صحيح  ولـكن ـــ منهاجي وسياستي المكافئة فردية لخلاني الخدم والعقوبة جماعية لمعشر المواطنين الخونة .. لكم أن تعيشوا تحت أقدامي شئتم أم أبيتم مع وعدي لكم أن تبقوا متنعمين بظل بسطاري إلا من تكبر منكم على عطفي ولملم ما تبقى من إنسانيته وهاجر فهذا مواطن عاق إلى أن يعود عن غيه فأرجعه حياته الأولى وحظيرته الأولى ، أما من تفكر وتدبر وخازوقا لي نجر .. فستثكله أمه وخاله وعمه .. وأما أبيه الذي لم يربيه .. (فجيفة ) رعيتنا ورعاعنا سنسقيه .

أما أنتم صفوة أهلي وعشيرتي والأصدقاء المقربون الذين تقفون ورائي بالصلاة تتغامزون وتتثاوبون .. لكم ما لي وعليكم ما علي عدا كرسيي هذا فمن تسول له نفسه الدنيئة أن يسحبه من تحتي فلا يلومن إلاّ نفسه إذا وجدها من الأحياء كلوا واشربوا واهنئوا ما استطعتم واجمعوا وأكثروا من خيراتي فإني باسط يداي لكم ما دمتم في طاعتي واعلموا أني أطلقت أيديكم على الحثالة - شعبي – واطمئنوا فشكواهم لن تصلني فأنا أصم أعمى عنكم وإن مررها غبي من حجابي فلا تخافوا ولا تحزنوا فسيفي لن يصل رقابكم وإنما سأكف يد أحدكم عن المشتكي إلى حين تكف الأرامل عن البكاء والنواح .

أما أنتم يا معشر المنتفعين من كرسيي هذا .. فاسمعوا واعووا .. أعلنتم  السمع والطاعة صاغرين رغم أنوفكم وليس بدافع المحبة والرضا وعليه فإني سأؤمن عليكم بحرية النهب والسلب والاختلاس والرشوة وليكن معلوم لديكم أن ما تسرقوه من خزائني هو بمثابة الدين والأمانة فمتى انتكستم على أعقابكم أطلقت عليكم كلابي فيأتوني بكم وبأموالكم لتتفسخ أجسادكم في غياهب سجوني وتعود أموالي لخزائني يا لصوص .

أما أنتم معشر كبار التجار وأواسطهم ..لا تظنوا بأني مصدق ولائكم الأعمى لي وعليه فأنتم بمأمن من بطشي ما دام المال شغلكم الشاغل فضاعفوا أموالكم وأملاككم ومارسوا تكبركم وتجبركم على حثالتي الفقراء وزيدوهم فقرأ وعوزاً واجعلوا سعيهم رغيفهم وحلمهم سقفاً يؤويهم .. هذا مداكم ولا تمدن أعينكم إلى شيء ما أنتم ببالغيه ولا تعينوا مارقاً أو فاسقاً يطمح بما ليس له ومن ارتكب منكم حماقة كهذه وأعمته الحمية .. فسأسلخ جلده عن لحمه .. وأسحب نخاع عظمه .. فيصبح باكياً حليب أمه .

ألا هل بلغت .. يا شعب فاشهد .

ملاحظة : أتحدى جميع الرؤساء إن لم يكن هكذا اسلوب حكمهم .

 

زهير السبع

11/2/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"