بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مالك الملك المتنزه عن الجور والمتكبر عن الظلم المتفرد بالبقاء السامع لكل شكوى والكاشف لكل بلوى والصلاة والسلام على من بعث بالسيف بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا .
الصبر هي عادة المتقين ونحن اليوم في أشد الحاجة اليه من كثرة الابتلاءات والمصائب (الحمدلله) فالبعض ربما لم يصبر على الابتلاء ويقول (لماذا أنا يا رب) استغفر الله الابتلاء عادة يكون ليختبر العبد فقد قال الله تعالى :(وَلَنَبلُوَنّكُم بِشَىءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأموَالِ وَالأَنفُسِ وَالثّمَراتِ وَبَشِرِ الصّابِرين) [لبقرة:155] آيه واضحة لا نحتاج الى تفاسير لها وقد قال الله تعالى أيضا (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر:10] .
وكلنا يعرف ان الصبر انواعه ثلاث :
1. الصبر على المعاصي
2. الصبر على الطاعات
3. الصبر على الابتلاءات
ونحن نحتاج في الصبر الى الاستعانة بالله والتوكل عليه والالتزام بأوامره وبسننه وعدم اليأس ، كن مع الله في العسر واليسر يكون معك واعلم ان الامة لو أجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك كما حدثنا نبينا (عليه الصلاة والسلام) .
يجب ان يكون صبرك هو محبة الله لا لتبيان أنك قوي او لأغراض أخرى فيجب ان تكون أعمالك خالصة لله لوجه الكريم فقط .
وجميعنا يعلم قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وصبرهم على الابتلاء وكلنا نعلم قصة يونس عليه السلام ووجوده وصبره في بطن الحوت وأيضا قصص كثيرة فالصبر هي التي تبين حقيقة المؤمن وتبين أيمانه بالله والإيمان بقضاء الله وقدره فالبكاء والكلام الكثير والمشاكل سوف تكون نتيجة هذه الاعمال سلبية .
يجب أن نحسن الظن بالله تعالى في حتى ولو وصل الأمر للمستحيل يجب ان تبقى مع الله تعالى وأعلم انك الفائز في آخر الامر .
قال رجل لعنترة ..ما السر في شجاعتك وأنت تغلب الرجال ؟
فقال عنترة ..ضع إصبعك في فمي وخذ أصبعي في فمك وعض كل واحد منهم الأخر فصاح الرجل من الألم ولم يصبر فأخرج له عنترة إصبعه ..وقال ..بهذا غلبت الأبطال ...أي بالصبر والاحتمال .
انظروا معي اخوتي الى هذه القصص الثلاثة عن الصبر :
القصة الاولى :
يحكى أن رجلا من الصالحين مر على رجل أصابه شلل نصفي والدود يتناثر من جنبيه وأعمى وأصم وهو يقول ..الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه فتعجب الرجل ثم قال له : يا أخي ما الذي عافاك الله منه لقد رأيت جميع المصائب وقد تزاحمت عليك فقال له ..اليك عني يا بطال فإنه عافاني إذ أطلق لي لسانا يوحده وقلبا يعرفه وفي كل وقت يذكره .
القصة الثانية :
قال الأحنف بن قيس ..شكوت إلى عمي وجعا في بطني فنهرني وقال ..إذا نزل بك شيء فلا تشكه إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله عن نفسه ولكن اشك لمن ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عنك ، يا ابن أخي إحدى عيني هاتين ما أبصر بها من أربعين سنة وما أخبرت امراتي بذلك ولا أحدا من أهلي .
القصة الثالثة :
يحكى أن أحد الصالحين كان إذا أصيب بشيء أو ابتلي به يقول خيرا وذات ليلة جاء ذئب فأكل ديكا له فقيل له به فقال ..خيرا ثم ضرب في هذه الليلة كلبه الكلف بالحراسة فمات فقيل له فقال خيرا ثم نهق حماره فمات فقال ..خيرا إن شاء الله فضاق أهله بكلامه ذرعاً ونزل بهم في تلك الليلة عرب أغاروا عليهم فقتلوا كل من بالمنطقة ولم ينج إلا هو وأهل بيته فالذين غاروا استدلوا على الناس الذين قتلوهم بصياح الديكة ونباح الكلاب ونهيق الحمير وهو قد مات له كل ذلك فكان هلاك هذه الأشياء خيرا وسببا لنجاته من القتل فسبحان المدبر الحكيم .
فالقصد من هذا الكلام يا اخواني المسلمين عامة وأهلي في قبرص خاصة اعلموا انه عندما تكونوا مع الله وتصبروا على ما أصابكم فاعلموا ان الفرج قريب بغذن الله والمؤمن قوي وأنتم بإذن الله مؤمنين وصابرين فيا اخواني في قبرص أوصيكم الدعاء الدعاء - الاخلاص الاخلاص - الثبات الثبات ولا تنسوا قيام الليل والإكثار من قراءة القرآن الكريم والاستغفار والتضرع الى الله والحذر من المنافقين المتربصين .
اللهم ارحم أهلنا في قبرص اللهم كون معهم وفرج همهم اللهم إنهم ضعفاء وأنت القوي اللهم إنهم فقراء وأنت الغني اللهم عليك بكل من ظلمهم أو ساعد في ظلمهم اللهم عليك بالجواسيس الخونة اللهم أنصر من نصرهم وأخذل من خذلهم اللهم يسر أمورهم وأحفظهم وأحرسهم وانصرهم .
أخوكم
عمر علي السرمدي (أبو خطاب)
12/6/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"