فقدت العقل لكني لست بمجنون
شرحت للعالم قضيتي من أجل أن أعيش وأحيا كبقية الشعوب في هدوء وسكون
و يكون لي ذكر وأكون
كم هو صعب أن لا يكون لك وجودٌ وإن كان لك فأنت ذليل محتقر مهيون
فكيف هو السبيل إلى أن أكون
عندما كانت قضيتي بندقيتي
كنا كشجرة عالية لها فروع وجذور وغصون
ربما لم تكن قد أثمرت لكنها كانت حتماً ستثمر وتكون
كل الحناجر هتفت والشفاه أيدت وكنا في القلوب والعيون
بالأمس كانت القضية لها قاعدة وثوابت وأصول
واليوم صارت قضيتنا مصافحة وتخاذل ومهزلة وجنون
ضاع الحق وانقلبت كل الموازين
ضاع كل ما بناه وأسسه الأولين
ضاعت الحقوق من وراء المساومين
فقدنا عزتنا وكرامتنا عند ضياع بندقيتنا
وجرينا خلف حلم زائف مجنون
صار حلمنا وهمُنا طاولة المفاوضات بلا ضامن ولا مضمون
نسينا "الشهداء" والجرحى والدماء التي سالت
وروت الأرض كالأم الحنون
فقدنا الإحساس بالنصر ما عاد يهمنا سوى الإيجاب والقبول وفتح ملفات
وغلق العيون
إلى متى سيستمر ذاك التفاوض المجنون
هذه وصية من "الشهيد" إلى قادة العهد الجديد
وهذه وصية من الفقيد إلى أصحاب الرأي الرشيد
ونداء من العقيد إلى إلى حام الحمى والمجد التليد
نداء ومعه تحية وقبلة وهدية
ووصية ما بعدها وصية
إلى من حُمَلوا الأمانة والمسؤولية
لا تُسقطوا من أيديكم البندقية
فبها ابتدأت الثورة وعندها ستنتهي القضية
لا تُسقطوا من أيديكم البندقية
فبها ستُرفع راياتنا وتُعرف الهوية
إياكم ثم إياكم أن تُسقطوا البندقية
فبدونها لا حياة لكم ولا حرية
عادل العمرو
13/5/2012
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"