فهل
بتصريحه هذا وقع رفع الحجاب ليظهر حقيقة الصراع العقائدي مع الكيان الصهيوني ؟ .
الأغبياء
في أمة الإسلام والعرب أوجعوا رؤوسنا بمقولة ضرورة فصل الدين عن الدولة اقتداءا
بالغرب لكن هل فصل الغرب فعلا الدين عن الدولة ؟ .
فلنأخذ
أولا الكيان الصهيوني
ألم
تقم دولتهم على حلم "توراتي" وهي "العودة إلى أرض الميعاد التي
وهبها الله لبني إسرائيل وهي هبة أبدية ولا رجعة فيها" حسب زعمهم ؟ .
أليس
هناك تحالف بين الصهيونية "المسيحية" و"الإسرائيلية" في
"الإيمان بعودة المسيح المشروطة بقيام دولة إسرائيل"، وتجمّع اليهود في
فلسطين، وبناء "هيكل سليمان بعد هدم المسجد الأقصى" ؟ .
فإن
هدم المسجد الأقصى وبناء العيكل مطلب إلهي منصوص عليه في التوراة المحرفة كما
يعتقد "مسيحيو" الغرب ، فضلا عن يهود الشرق والغرب ، أليسا "نجمة
داود" و"هيكل سليمان" رمزا للدين ؟ .
ثم
لننظر ما يسمى الحرب على "الإرهاب"
ألأم
يقع تحالف "مسيحي إسرائيلي" لبدء الحرب تحت شعار "التحضير لعودة
المسيح" كما أعلن الرئيس رونالد ريغان عن ذلك ؟ .
لم
يتوقف ( ريغان ) في انتخابات الرئاسة عن الحديث عن هرمجدون أي الحرب الكبرى بين
"إسرائيل" وأعدائها ومن أقواله : " إن نهاية العالم قد تكون في
متناول أيدينا ... إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيشهد هرمجدون". وقد
كان ريغان أن التزامه القيام بواجباته (ومنها إضعاف العرب وخصوصا جيران
"إسرائيل") تمشيا مع إرادة الله .
ولنعد
إلى ما قاله بوش بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 ... فقد اخذ المشعل عن ريغان في
"الحرب المقدسة" وقال ان الحرب على "الإرهاب" ستبدأ وأن الله
أمره في منامه بالقضاء على أشرار العالم وأن حربه ستكون صليبية .
بل
ان بوش اعتبر المسلمين هم يأجوج ومأجوج الذين يجب القضاء عليهم في "حربه
المقدسة" .
فعن
مجلة "لونوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية أن الرئيس بوش اتصل بالرئيس الفرنسي
شيراك قبل أيام من غزو العراق ليحثه على تغيير موقفه. أدلى بوش في هذا الاتصال
بحجج كثيرة حول عدالة الغزو أو الحرب، لينتهي إلى القول أن هذه الحرب إنما هي
تنفيذ لإرادة الله ، وليست شيئاً أقل من ذلك ، أو غير ذلك . وتابع بوش يقول وسط
ذهول الرئيس الفرنسي لما يسمع وعجزه عن فهمه ووتفسيره : "اسمع يا صديقي
الرئيس: لقد أخذت على عاتقي تخليص العالم من الدولة المارقة والشريرة وسأعمل على
خوض معركة "هرمجدون" بكل ما أوتيت من قوة، من أجل القضاء على
"غوغ" و"ماغوغ".." .
ولم
يفهم شيراك كما تقول النوفيل أوبسرفاتور، ما الذي قصده بوش بمعركة
"هرمجدون" وبما سماه "غوغ" و"ماغوغ"!! فما ان اقفل
الهاتف حتى استدعى مستشاريه في القصر وروى لهم ما قاله له بوش حول ان العناية
الإلهية تدعوه لغزو العراق. ولكن ما طلبه شيراك من هؤلاء المستشارين وعلى وجه التحديد
هو إفادته بسرعة عما عناه الرئيس الأميركي بالعبارات بالعبارات الثلاث التي اشكل
فهمها عليه وهي "هرمجدون" و"غوغ" و"ماغوغ" .. ويبدو
أن المسألة استلزمت وقتاً للحل ذلك أن الطائفة الكاثوليكية التي يدين بها أكثر
الفرنسيين لا تركز على مثل هذه العبارات الواردة في التوراة. لذلك اتصل مستشارو شيراك
بزعماء الفرع الفرنسي للفرقة "الإنجيلية" التي ينتمي إليها بوش ليسألوهم
عن فحوى هذه العبارات .. عندها توضح كل شيء : فبوش يعتقد ان المعركة الكونية
الحاسمة بين قوى الخير وقوى الشر ستجري قريباً في العالم في مكان يسمى في التوراة
"هرمجدون" ، ان "غوغ" و"ماغوغ" هما
"يأجوج" و"مأجوج" الورادان في سفر حزقيالن الشريران اللذان
يأتيان من بابل إلى "إسرائيل" في محاولة لسحقها. ولما كان بوش مع
"إسرائيل" بالطبع على أساس ان وجودها ضروري "للمجيء الثاني
للمسيح" ، فإنه يسارع إلى المنطقة للقضاء على "يأجوج"
و"مأجوج" مستبقاً ضربتهما المتوقعة "لشعب الله المختار"!.
ولننظر
ماذا فعلوا بالعراق عند احتلالها ؟ .
إن
ما يتعرض له العراق اليوم ما هو إلا حرب دينية في المقام الأول فهذا الحلف بين
"إسرائيل" والولايات المتحدّة هو حلف عقائدي عسكري تغذيه النبوءات
التوراتية والإنجيلية المزرة .
وما
فعلوه في العراق في الحرب الثانية لهو بلا شك منطلق من موروث تاريخي وديني ،
فالموروث التاريخي يتمثل في سبي اليهود إلى بابل على يد نبوخذناصر وطاد يقضي عليهم
نهائيا فكانت الرغبة في الانتقام ، واليهود يعتقدون بأن تخريب دولتهم الثانية
سيكون أيضا على أيدي البابليين وهم أهل العراق ، لذلك رغبوا وبقوة في ضرب العراق
وتدميرها انتقاما من "وعد المرة الأولى في السبي البابلي وتفاديا لوعد
الآخرة" .
(المرة
الثانية) كما في قوله تعالى : { ... فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآَخِرَةِ
لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ
مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا }
[الإسراء : 7] .
فطبقوا
ما أمرتهم به كتبهم في الانتقام من العراق .. ونصوص عديدة جاء فيها ضرور تدمير
العراق لانطلاق مجدهم الحقيقي مثل النص المذكور في الإصحاح 18 من كتاب الرؤيا الذي
يقول عن العراق "افعلوا بها ما فعلت بكم وضاعفوا لها جزاء ما اقترفت ..
انزلوا بها من العذاب والشقاء على قدر ما عظمت نفسها وترفهت .. هكذا تدفع بابل
المدينة العظمى فتختفي الى الأبد .. لن يسمع فيك عزف موسيقى بعد اليوم ولن تقوم
فيك صناعة بعد الآن .. الخ .
هذا
في الأخير قليل من كثير مما يدار في التحالف الصهيوني "المسيحي" الذي
يتحرك من منطلق ديني وعقائدي ضد المسلمين ما في الكتب المحرفة إلى أن أعلن اليوم
أوباما في زيارته لفلسطين المحتلة أن "إسرائيل" دولة يهودية وهو ما ينذر
بالخطر لأننا قد نتفاجئ بإعلان الحرب المقدسة بإسم الدين ضد المسلمين
"الأشرار" والذي يجب تطهير الأرض منهم ثم يأتي المسلمون ويلوكون علكة
فصل الدين عن الدولة .
ولكن
سننتهي قريبا من خرافة الانتخابات وكتابة دساتير ما أنزل الله بها من سلطان وتبقى
فصول هذه الدساتير حبرا على ورق وسيأتي الله بقوم يواجهون أعداء الأمة من منطلق
عقائدي أيضا لتكون الحرب متكافئة فكريا ووجدانيا وعقائديا .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى
الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
[المائدة : 54] .
ليواجه
هؤلاء القوم أعداء الأمة في حرب عقائدية تدار إلى حد الآن من جانب واحد وهو
التحالف "المسيحي" اليهودي ومعه المنافقون من أمة الإسلام والعروبة ..
وكما خبرت كتب الأعداء الدينية أن المجد لهم ولا يقام هذا المجد إلا بإبادتنا فإن
البشارات عندنا كثيرة بأن الغلبة ستكون للإسلام في حرب شديدة يتكلم فيها الحجر
والشجر وتزول بعد "إسرائيل" والنظام الفاشل والظالم .
فافصلوا
ما شئتم دينكم عن الدولة وأما تحرك المجاهدين فسيكون على أرض الواقع ليأخذ الصراع
مع أعداء الله والبشرية طابعه الحقيقي ، وقد أخبرنا الله عن أصل صراعهم معنا :
{
... وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ
دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ
وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ
وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
[البقرة : 217] .
ليلى العود
22/3/2013
المصدر : موقع الصدى