لم تتغيب القوى "التقدمية والديمقراطية" الفلسطينية ومؤسساتها عن المشاركة الفعلية بالتحضير للمنتدى الاجتماعي وما زالت تعتبر قوة اساسية مشاركة بلجنته التحضيرية، فقد حضرت كافة جلسات النقاشات وهي تمثل 8 مؤسسات فلسطينية، وتكون بذلك تمثل الاغلبية من المؤسسات الفلسطينية القائمة فعليا بالبرازيل، اطلقت عليها اسم الاتحاد "الديمقراطي" للمؤسسات الفلسطينية بالبرازيل وهي تسمية مؤقتة .
هذه الحركة ايضا لم تأتي من فراغ، وانما جاءت كحتمية للرد على الواقع الرديء الذي تمر به الجالية الفلسطينية ومؤسساتها وغياب التنظيم، فلا يعقل اطلاقا ان يستمر الاحتلال وتستمر معاناة شعبنا الفلسطيني ويبقى نشطاء جاليتنا الفلسطينية ومؤسساتها خارج اطار الفعل المساهم للتمرد على هذا الواقع والخروج منه باتجاه تفعيل الجالية ومؤسساتها للقيام بواجبها الوطني اتجاه القضية الفلسطينية .
يتبلور اليوم بوسط الجالية اطارا جديدا سيكون الى جانب اطار اتحاد المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل الذي تأسس ببداية الثمانينات، وقد عبر السفير الفلسطيني عن قلقه حول هذه التشكيلة الجديدة، واكد على وحدة الجالية ومؤسساتها، ورغم اعترافه بانه لا يمكنه عمل اي شيء لتجاوز الوضع الرديء هذا، الا ان القوى "الديمقراطية والتقدمية" تؤكد على حقوقها بالتعبير والمشاركة، فالوحدة الوطنية تعني حق القوى بالمشاركة العملية بكل ما يخص الجالية ولا تعني الاحتواء للقوى والاراء الاخرى، بمرحلة تمر بها قضيتنا الفلسطينية بازمة ومازقا يهدد كل الانجازات التي حققتها مسيرة نضالية معمدة بالدم منذ انظلاقة الثورة الفلسطينية عام 65 .
فلا يتحمل مسؤولية هذا الوضع اولئك الذين رفضت مشاركتهم ليكونوا ضمن اطار المؤسسة التنظيمية للجالية التي كانت ممثلة بالاتحاد سابقا، وانما يتحمل المسؤولية الاساسية قيادة الاتحاد التي تعاملت مع تجمعات الجالية والاراء بطريقة استقصائية للتجمعات والاراء، وهذا جعل قطاعات واسعة من الجالية اما ان تبتعد عن المؤسسة الفلسطينية القائمة او البحث عن اشكال اخرى لتنظيم نفسها .
ان جاليتنا الفلسطينية تكن كل احترام وتقدير للجاليتين اللبنانية والسورية ومواقفهما المبدئية اتجاه القضية الفلسطينية، كما ان جاليتنا الفلسطينية لن تسمح لمن كان ان يلعب دورا مخربا ومسيئا لجاليتنا ومؤسساتنا وقضيتنا الفلسطينية بالبرازيل، كالدور الذي يقوم به سكرتير اتحاد المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل ذو الاصل اللبناني، على مدار 30 عاما منذ تعيينه كموظف بمكتب منظمة التحرير الفلسطينية، حيث يقوم باستغلال موقعه كمسؤول بالاتحاد وسكرتيرا له لزج الاتحاد بموقع ليس من المفروض ان يكون به، حيث عبرت العديد من القوى البرازيلية اشمئزازها من تصرفاته ومواقفه، فالشرخ بحركة التضامن البرازيلية مع الشعب الفلسطيني هي نتيجة انحياز اتحاد المؤسسات الفلسطينية الى احدى الاحزاب البرازيلية بدلا ان يكون على الحياد وخارج اللعبة السياسية والحزبية البرازيلية، وهذا ترك سلبيات على العلاقات مع الاحزاب البرازيلية، هل الاتحاد الفلسطيني ايضا هو مؤسسة جماهيرية تتنافس للسيطرة عليها الاحزاب البرازيلية؟ وهذا احدى الاسباب التي جعلت نشطاء التيار "الديمقراطي والتقدمي" العمل لحماية الجالية والفلسطينية ومؤسساتها لتكون خارج اطار اللعبة الحزبية البرازيلية، ولتتمكن جالتنا الفلسطينية من طرح القضية الفلسطينية على المجتمع البرازيلي وقواه الحزبية والسياسية بوجهة النظر الفلسطينية التي تشكل الاجماع الفلسطيني وتحافظ على الوحدة الفلسطينية .
كان من المفترض اي يكون اتحاد المؤسسات الفلسطينية على مسافة واحدة من كل القوى البرازيلية الحزبية والسياسية والعمالية والنقابية والنسائية والطلابية، الا ان تمكن سكرتير الاتحاد بان يحول الاتحاد الى مؤسسة جماهيرية حزبية لاحد الاحزاب البرازيلية، وهذا غير خافي على القوى البرازيلية بموقعه بسكرتيرية العلاقات الدولية بالحزب، حيث باقدامه على هذه الخطوة شكل طعنة بحملة التضامن البرازيلية مع الشعب الفلسطيني من خلال تقسيمها، وساهم باضعافها، وهذا الحق الضرر بحملة التضامن البرازيلية والعالمية مع نضال الشعب الفلسطيني .
من هنا وافقت المؤسسات والقوى الحزبية البرازيلية بمشاركة الطرف الاخر من الجالية الفلسطينية باي نقاش خاص بالقضية الفلسطينية، ودعوة قوى التيار "الديمقراطي والتقدمي" لمحاضرات ونقاشات ومشاركات على مستوى البرازيل، وباخر اجتماع للجنة التحضيرية البرازيلية للمنتدى الاجتماعي العالمي – فلسطين حرة، حيث ترأس اتحاد المؤسسات إدارة جلسة الصباح والاتحاد "الديمقراطي" ترأس إدارة الجلسة الثانية بفترة الظهيرة، كما شارك الاتحاد "الديمقراطي" ضمن وفد سكرتيرية المنتدى التي التقت سكرتير رئيسة الجمهورية البرازيلية للبحث بوسائل دعم الحكومية البرازيلية للمنتدى .
ان البدء بتشكيل الاتحاد "الديمقراطي" للمؤسسات الفلسطينية بالبرازيل بحاجة الى مزيد من الجهود من قبل النشطاء من ابناء الجالية الفلسطينية، ونشطاء الاتحاد بحاجة الى مراجعة جادة للمرحلة السابقة، ودراسة معمقة لافضل العلاقات مع القوى البرازيلية السياسية والاجتماعية والنقابية والنسائية والطلابية دون المساس بالجالية الفلسطينية او زجها باي صراعات حزبية وسياسية بالبرازيل، وهذه المهمة التي يجب انجازها من اجل بناء مؤسسة متينة وقوية تحفظ للجالية الفلسطينية دورها هو التحدي الذي يواجه نشطاء الجالية من التيار "الديمقراطي والتقدمي" اضافة الى وجهاء الجالية لتعرية مواقف لا تخدم الجالية ومؤسساتها ووحدتها، ولأن تبقى جاليتنا ومؤسساتها على مسافة واحدة من كافة الاحزاب والقوى البرازيلية وبالاخص القوى المناصرة والمؤيدة للحقوق والثوابت الفلسطينية .
جادالله صفا – البرازيل
11/09/2012
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح
بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"