الخلاص في تحقيق الإخلاص ( 1-20 ) (1)

بواسطة قراءة 2710
الخلاص في تحقيق الإخلاص ( 1-20 ) (1)
الخلاص في تحقيق الإخلاص ( 1-20 ) (1)

آيات قرآنية وأحاديث صحيحة.. أقوال ومواقف فريدة.. لطائف ونفائس نافعة.. عبر ومواعظ مهمة؛ جمعتها في قضية عظيمة وموضوع نحتاج إليه بعدد أنفاسنا، هو " تحقيق الإخلاص " لله سبحانه وتعالى، في جميع أقوالنا وأعمالنا واعتقاداتنا، لأن العبد مهما بذل واجتهد وتعب وأدى الفرائض والطاعات وجميع العبادات، فإنه لا يحصل على الأجر إلا إذا حقق الإخلاص لله سبحانه وتعالى في عمله، وأن يكون وفق ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام.

فالقضية جِدُّ مهمة فلا نجاه إلا بتحقيق الإخلاص، وما هلك من هلك إلا بالشرك أو الرياء وحب الثناء والمحمدة، وعليه أحببت التذكير بهذه الوقفات لتكون عونا لنا ودليلا وواعظا ومذكرا لتحقيق الإخلاص لله سبحانه وتعالى، وأن نتعاهد النية دائما ونُحَسِّن الطوية، علَّنا ننال مرضاة الله – عز وجل- ونحظى بقبول الطاعات، فلا خلاص إلا بتحقيق الإخلاص.

 

1-    قال تعالى( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) البينة:5، قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وجه الله، وطلب الزلفى لديه[1].

2-    يقول عليه الصلاة والسلام:( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ).[2]

حظ العامل من عمله نيته، فإن كانت صالحة فعمله صالح، فله أجره، وإن كانت فاسدة فعمله فاسد، فعليه وزره.[3]

3-    يقول أبو  مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي حَمْزَةَ: وَدِدْتُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ الْفُقَهَاءِ مَنْ لَيْسَ لَهُ شُغْلٌ إلَّا أَنْ يُعَلِّمَ النَّاسَ مَقَاصِدَهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ وَيَقْعُدَ إلَى التَّدْرِيسِ فِي أَعْمَالِ النِّيَّاتِ لَيْسَ إلَّا، فَإِنَّهُ مَا أَتَى عَلَى كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ إلَّا مِنْ تَضْيِيعِ النِّيَّاتِ.[4]

4-    قال تعالى( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )البقرة:112.  أي: أخلص لله أعماله، متوجها إليه بقلبه.[5]

5-    قاعدة: النية الفاسدة تفسد العمل الصالح، والنية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد.

6-    على المسلم أن يعلم: أن ما كان لله دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.

7-    الإخلاص دُرَّة قلوب المؤمنين.. وسلعة المتقين.. وتجارة الفائزين.. وغنيمة المُخبتين.. وطريق الصالحين.. وثمرة العارفين.. وخلاصة الربَّانيين..

8-    الإخلاص: هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة. وهو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين. وهو التوقي من ملاحظة الخلق حتى عن نفسك.[6]

9-    قيل: الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق. ومن تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله.[7]

10-                       قال الفضيل: ترك العمل من أجل الناس: رياء. والعمل من أجل الناس: شرك. والإخلاص: أن يعافيك الله منهما.[8]

11-                       قال الجنيد: الإخلاص سر بين الله وبين العبد. لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده. ولا هوى فيميله.[9]

12-                       قيل لسهل: أي شيء أشد على النفس؟ فقال: الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب.[10]

13-                       قال بعضهم: الإخلاص أن لا تطلب على عملك شاهدا غير الله، ولا مجازيا سواه.[11]

14-                       قال مكحول: ما أخلص عبد قط أربعين يوما إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.[12]

15-                       قال يوسف بن الحسين: أعز شيء في الدنيا: الإخلاص. وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي. فكأنه ينبت على لون آخر.[13]

16-                       قال أبو سليمان الداراني: إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء.[14]

17-                      قال السعدي: عنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود، وسعيه في نفع الخلق، كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه، فلا إخلاص ولا إحسان.[15]

18-                      قال سهل بن عبد الله: الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله تعالى خاصة.[16]

19-                       قال الربيع بن خثيم: كُلُّ مَا لا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ يَضْمَحِلُّ.[17]

20-                       قال الحسن: مَنْ تَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِسِوَى مَا يَعْلَمُ اللَّهُ مِنْهُ, شَانَهُ اللَّهُ.[18]

 

22/4/2016م

 



[1]نفسير السعدي.

[2]متفق عليه.

[3]جامع العلوم والحكم.

[4]المدخل لابن الحاج العبدري (1/6).

[5]تفسير السعدي.

[6]مدارج السالكين (2/91).

[7]مدارج السالكين(2/92).

[8]مدارج السالكين(2/92).

[9]مدارج السالكين(2/92).

[10]مدارج السالكين(2/92).

[11]مدارج السالكين(2/92).

[12]مدارج السالكين(2/92).

[13]مدارج السالكين(2/92).

[14]مدارج السالكين(2/92).

[15]تفسير السعدي ص40.

[16]إحياء علوم الدين(4/381).

[17]الزهد لأحمد بن حنبل ص272.

[18]التاسع من فوائد أبي عثمان البحيري ص61، مخطوط.