تمثل الصحافة الحرة والمستقلة بكل أنواعها احد أهم أركان الحرية والتي لا يمكن أن تقوم إلا في مناخ ودي صادق حر تحكمه الأخلاق قبل القانون لا تحكمه الاندفاعية والتشهير والتبلي وفقدان الحكمة والرزانة بشرفية المهنة مهما قدمنا من تبريرات وأيا كان مصدر التبريرات أو هدفها ، ويعتبر احترامها لكتابها المعيار الحقيقي الناضج الذي يقاس به مدى ممارسة وتمتع الأفراد بنعمة الحرية واحترام حقوق الآخرين ، ومدى حب الناس لها نتيجة تمتعها بحصافة عملها ، وحرية الصحافة جزءا لا يتجزأ من حرية الرأي إذا كان موزونا وراقيا .
لقد كثرت المجاملات بين بعض الكتاب للصحافة والصحافة للكتاب على أساس غياب المصلحة العامة تحت حب الشهرة من خلال فن التضليل والمجاملة ، بعضهم يعتبر المجاملة فنا راقيا ولكن واقع الحقيقة يقول إنه حيثما تنتهي المجاملة يبدأ .... إنهما رافدان لا يلتقيان أحدهما عذب زلال والآخر مج مر نقيضا له حتى إذا ما التقيا لا يمتزجان وإذا امتزجا لا يتجانسان معا ، المجاملة وسيلة يتقمصها الكثير لجذب الناس أو قد تكون طريقا وسبيلا لإرضاء الآخر نعيشها اليوم بشكل اطرادي مع تزايد تعقيدات الحياة ، إن أغلب الأقلام الهلالية قد زيفت عيونها وأقلامها سيرت وعقولها غسلت هذه هي الحقيقة المرة يخالفون الحقائق والمنطق ويشترون الألقاب والإنجازات يناصرون من يريدون ويرشقوا من يريدون لكن على حساب أنفسهم وسمعتهم وعلى صحفهم فهم ذلك مهما يبالغون فإنهم مكشوفون بل هم معترون الحقيقة كالشمس لاتحجب بغربال ، دروس ودروس طرحتها وتطرحها المصداقية أمام البعض من الذين يتصورون أن القلم مجرد سهم يرشق في الأجساد والسمعة والشرف بدون وازع من ضمير دروس في النقد العنيف الذي يحقق الهدف بدون أن يجرح أو يدمي مئات القراء الذين أدمنوا قراءات تشرح الواقع الاجتماعي المرير إلينا وتثبت للجميع أن القلم الصحفي الحقيقي يمكن أن يصبح سلاحا في مواجهة الفساد والرذيلة وضعاف النفوس وباقة زهور لمن يخدم الوطن والناس بصدر عار لا تأبطه وتثكله المخاوف وهو في اسر عرين الأسود الزائفة والخزي والعار لحملة التضليل والتطبيل والتشهير ، ويا إعلامنا الحبيب نحن لا نحتفل بك ولا بأنفسنا ولا بأسمائنا إنما بشعبنا وجرحنا فما أروعك وأنت تزاوج ما بين المصداقية والتألق والإصرار على رفع راية الحرية والصدق .
بقلم مريم العلي
13/9/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"