يبدو أن تلك الشعارات التي عفا عليها الزمن وأكل وشرب من العروبة والقومية واصطناع الحدود كانت شماعة وسلم لتمكين المحتلين من الأراضي العربية وبأيدي عربية للأسف ، ولا يوجد تفسير لما يحصل للفلسطينيين في العراق إلا أن تلك الأنظمة والحكومات كشرت عن أنيابها لخدمة المستعمرين الجدد والمصالح الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة ، وإلا فلماذا هذا التشديد والتغليظ على الفلسطينيين القادمين من العراق ، مع العلم أن الأردن وسوريا يدخلها من هب ودب من مختلف الجنسيات !!!؟.
عبدالرحمن فاروق عيسى القدسي فلسطيني كان قدره أن يولد في العراق عام 1987 ونشأ هناك إلا أن الظروف الصعبة التي ولد ونشأ فيها وعائلته اضطرتهم لمغادرة البلاد ودخول الأراضي الأردنية عام 2002 ، وهذه من النوادر والقضايا الصعبة والآن من المستحيلات تكاد تكون .
عاش هذا الشاب طيلة تلك الفترة في الأردن وعندما أراد زيارة ورؤية أعمامه وأولاد عمه في سوريا والقادمين من إيطاليا ولم ريهم منذ مدة طويلة ، فما كان منه إلا أن ذهب للسفارة السورية في عمان ليسألهم عن طريقة الدخول للأراضي السورية فأجابته إحدى الموظفات هناك بأن سهل للغاية ما عليه إلا الذهاب وسيدخل مباشرة لأنه لديه إقامة في الأردن ، فقط يدفع 50 دولارا رسوم الفيزة ويعامل معاملة العراقيين ( هذه الكلمة التي طالما سمعناها ولم تطبق بالشكل الصحيح ) .
وفعلا قرر السفر بتاريخ 21/9/2008 إلى سوريا عن طريق البر وبعد تجاوز تعقيدات نقطة الحدود الأردنية ( وهذا فقط التشديد للفلسطيني وخاصة مواليد العراق !!!) التي استوقفته قرابة نصف ساعة وسين وجيم وصل إلى نقطة الحدود السورية .
وبدأ الحوار بينه وبين أحد الضباط السوريين :
فقال للضابط : مرحبا أنا فلسطيني وعندي وثيقة سفر عراقية وعليها إقامة أردنية وقد قالوا لي بالسفارة في عمان بتدفع خمسين دولار رسوم الفيزا وبتدخل .
أجاب الضابط : أعوذ بالله !!؟.
قال عبد الرحمن : شو فت جني !!؟.
قال الضابط : استنى اشوي !.
ثم ذهب الضابط إلى ضابط آخر وقال لعبد الرحمن روح لغاد اشوي !!!.
وقام عبد الرحمن بمتابعتهم من بعيد حتى رآهم ذهبوا إلى الضابط الكبير الذي يترأسهم وقاموا بالتكلم معه .
فقام الضابط الكبير بالتأشير من بعيد بيده لعبد الرحمن بازدراء آمرا إياه بالرجوع وإنه لن يدخل سوريا .
ثم ذهب عبد الرحمن مرة أخرى إلى شباك الضابط وقال له : لماذا تتصرفون هكذا هل يوجد عليكم تشديد ، وليش السفارة حكتلي هيك ، قال له الضابط ما بتعرف شي .
فقال له عبد الرحمن : طيب ليش فاتحة ؟!!!.
ثم أجابه الضابط : انتى مو بتحكي بأنه عمك هون خليه ايروح على دائرة الهجرة وايجيبلك موافقة .
ثم أخذ أدراجه وعاد إلى الأردن .
الجدير بالذكر بأن ابنة عم عبد الرحمن واسمها ليان فادي عيسى القدسي قد اعتقلت من قبل السلطات السورية في وقت سابق من هذا العام لمدة 24 ساعة قبل أن تغادر إلى إحدى الدول العربية عند أقاربها وتم إدراج اسمها ضمن قائمة المنع من دخول الأراضي السورية لمجرد أنها تجاوزت مدة إقامتها في سوريا وحرمت أيضا من رؤية أهلها ، ما اضطر بقية أفراد أسرتها إلى أن يعودوا إلى العراق وما فيه من مخاطر خوفا على بقية الأفراد من الاعتقال .