فوائد لأهل فلسطين من قصة يوسف عليه السلام – وليد ملحم

بواسطة قراءة 7343
فوائد لأهل فلسطين من قصة يوسف عليه السلام – وليد ملحم
فوائد لأهل فلسطين من قصة يوسف عليه السلام – وليد ملحم

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم :

أما بعد :

إن من القصص العظيمة التي اختارها الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم هي قصة يوسف عليه السلام وقد وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها من أحسن القصص فقال جل شانه :

{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } [يوسف : 3] ، وهذه القصة العظيمة تحوي الكثير والكثير من الفوائد والعبر والعظات : وقد كان عمر رضي الله عنه يقرأ بها في صلاة الفجر بل لما طعنه المجوسي كان يقرأبسورة يوسف .

قال ابن عطاء : لا يسمع سورة يوسف مخزون إلا استراح إليها .

وقال العلامة القرطبي :

ذكرالله أقاصيص الأنبياء في القرآن ، وكررها بمعنى واحد ، وفي وجوه مختلفة ، وبألفاظ متباينة ، على درجات البلاغة والبيان ، وذكر قصة يوسف عليه السلام ولم يكررها ، فلم يقدر مخالف على معارضة المكرر ، ولاعلى معارضة غير المكرر ، والإعجاز واضح لِمَنْ تأمل ، وصدق الله : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ } .

قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي في معرض كلامه عن قصة يوسف عليه السلام :

" وفي هذه القصة من العبر والفوائد والحكم ما يزيد على ألف فائدة لعلنا إن وفقنا الله أن نفردها في مصنف مستقل " .

تحمل قصة يوسف عليه السلام المعاني العظيمة للصبر على البلاء وفضله وحسن عاقبته, فمن قمة الإبتلاء الى قمة التمكين,ومن ظلمة الجب الى كرسي الملك , وتحمل القيم العليا للوفاء ومقابلة المعروف بمعروف مثله .وتحمل قمة الصفح والعفو عند التمكين وكثير من تلك المعاني التي نفتقر اليها ويعز وجودها في عصرنا .

إن مجتمعنا الفلسطيني المبتلى ليحتاج الى العبر والمثل العليا التي تحويها تلك القصة العظيمة وذلك لوجود بعض أوجه الشبه بما يتعرض له إخواننا الفلسطينيين وبين ما ذكره الله سبحانه وتعالى في ثنايا تلك القصة العظيمة .

وقد استفد ت من الكتاب القيم للشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي في الفوائد المستنبطة من قصة يوسف عليه السلام بل قد كانت جل تلك الفوائد نصا من كتابه رحمه الله رحمة واسعة .

من فوائد قصة يوسف عليه السلام :

1. الابتلاء بفقد الولد أو الأبوين :

لقد ابتلى الله سبحانه وتعالى يعقوب عليه السلام بفقد أحب أولاده إليه وهو يوسف عليه السلام وفي المقابل أبتلي يوسف عليه السلام بفقد حنان الأبوين ورعايتهما ونشأفي وسط هو غريب عنه .

فماذا كان موقف يعقوب وابنه يوسف عليهما السلام تجاه هذا الابتلاء ؟ هذا ما اخبرنا به الله سبحانه وتعالى :

{ وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } [يوسف : 18] ، وفي موضع آخر قال جل وعلا : { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } [يوسف : 83] .

لقد كان موقف يعقوب ويوسف عليهما السلام هو الصبر بل اعظم أنواع الصبر وهو الجميل الذي ليس فيه اعتراض ولاتبرم على قدر الله بل الاستسلام الكامل لهذا القدر وتو كيل الأمور لله سبحانه وتعالى .

وبالنسبة لأهلنا الفلسطينيين وبسبب تسلط العدو اليهودي عليهم فقد الكثير منا أما إبنه أو أخيه أو أبيه خلال المعارك التي خاضها الفلسطينيون وعلى مدى عمر الاحتلال اليهودي فكم قتل منهم أو فقد ولم يعلم أثره بل يروي لنا الكبار من أهل فلسطين أن البعض من أهلنا وخلال هجرتهم قد تركوا أبنائهم لعدم القدرة على نقلهم أو إطعامهم لشدة الحال أبان ذلك الوقت فعلينا بقدوتنا يعقوب ويوسف عليهما السلام حيث صبرا الصبر الجميل وكم عاقبة الصبر حميده ولو أن طعمه مر فقد قال جل وعلا : { ... إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر : 10] .

2. هجرة يوسف عليه السلام :

لعظم أجر الهجرة فقد ابتلي الكثير من الأنبياء عليهم السلام بها , ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولذا قال له ورقة بن نوفل :

" هذا هو الناموس الذي أنزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا يا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أومخرجي هم ؟ " قال : نعم لم يأت رجل قط بمثل ماجئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا " [1] .

وفي فضل الهجرة قال تعالى :

{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَاللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } [التوبة : 20] ، فقد هاجر ابراهيم ولوط وموسى عليهم السلام .

وكذلك يوسف عليه السلام قد ترك الأرض التي ترعرع فيها الى أرض ثانية غريبة عنه , لكن ماذا كان موقفه من تلك الهجرة لقد حول تلك المحنة الى منحة بإذن الله , كان يوسف عليه السلام يستثمر كل مناسبة للدعوة الى الله والتذكير به حتى مكنه الله ونصره,  وكذلك على أهلنا الا يستسلموا لمصيبة ترك الأوطان والأحباب من الأهل والأصدقاء بسبب هجرتهم المتكررة من بلد الى آخر, بل عليهم أن يسثمرا تلك الهجرة في تربية الأجيال التي تطالب بحقنا ولكن على هدي دين الاسلام .

3. سجن يوسف عليه السلام :

لقد تعرض يوسف عليه السلام للسجن ظلما وعدوانا فهو أراد حفظ عرضهم فسجنوه , فقابلوا الإحسان بالإساءة , لكن يوسف عليه السلام كان يسثمر كل فرصة لنشر دين الله جل وعلا , وكان عليه السلام يتبع الأسلوب الحسن والرفيق في توصيل المعلومة المفيدة الى الآخر , وهذا ما وضحه القرآن في تعامله من رفقائه في السجن حيث استغل يوسف عليه السلام حاجتهما لتعبير الرؤيا في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى , وقد وصفوه بأنه من  المحسنين اي ان تعامله كنا طيبا معهما .

وكذلك بالنسبة لنا أهل فلسطين فقد تعرض الكثير من شبابنا الى السجن من قبل العدو اليهودي الغادر ومنذ دخول الاحتلال الى أرضنا , لذا على إخواننا في السجون اليهودية التعامل الطيب مع نزلاء السجن , وليكن يوسف عليه السلام هو قدوة حسنة لهم , وكذلك عليهم أن يستثمروا أوقاتهم في تعليم اخوانهم في السجن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وبنفس الوقت عليهم إستغلال الفراغ في دراسة العلوم الشرعية وتقوية مواهبهم العملية في كافة المجالات .

4. ومن الفوائد الحث على التحرز مما يخشى ضره : لقوله تعالى : { قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } [يوسف : 5] .

يعتبر الفلسطيني العدو الأول لليهود وذلك لأنه صاحب الأرض التي إغتصبها ذلك اليهودي لذا فإن  الفلسطيني مراقب ومتابع سواء كان داخل فلسطين أو خارجها من قبل عملاء اليهود , فينبغي على إخواننا ان يكونوا حذرين وخاصة في مناطق التماس مع اليهود أو الشك بوجود جاسوس يعمل لهم , وهذا مما يستفقاد من هذه القصة وهو التحرز مما يخشى ضره فلا يعطى اليهود معلومة مجانية قد تضر بالفلسطينيين أو بالشخص نفسه .

5. ومنها : أن من الحزم إذا اراد العبد فعلا من الأفعال أن ينظر اليه من جميع جوانبه ويقدر كل إحتمال ممكن , وأن الإحتراز بسوء الظن لا يضر إذا لم يتحقق بل يحترز من كل احتمال يخشى ضرره , وكما قال تعالى : { قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [يوسف : 64] .

بسبب تصدى أبناء شعبنا لمشاريع العدو اليهودي يجب عليهم دراسة كل أمر يقدمون عليه دراسة متأنية ويحسبون النتائج المترتبة عليه سواء إن كانت ايجابية أو سلبية , ويكونوا حذرين في التعامل مع أي أمر .

6. ومنها : الحذر من الذنوب خصوصا الذنوب التي يترتب عليها ذنوب أخر , ويتسلسل شرها , كما فعل إخوة يوسف بيوسف عليه السلام فإنه نفس فعلهم عدة جرائم .

إن الذنوب أحد أهم اسباب الهزيمة قال تعالى { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوعَن كَثِيرٍ } [الشورى : 30] , لذا فعلى أهل فلسطين , إذا أرادوا النصر على اليهود وإسترداد أرضهم أن يبتعدوا عن الذنوب ويتحروا الأعمال الصالحة لأنها من أهم أسباب النصر .

7. ومنها : أن الأخلاص لله تعالى أكبر الأسباب لحصول كل خير واندفاع كل شر ، كما قال تعالى : { ... كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ } [يوسف : 24] .

نعم إن الإخلاص لله تعالى أساس كل خير ولا تقبل الأعمال إلا به لذا فعلى أهل فلسطين أن يخلصوا في جهادهم لله تعالى ويحتسبوا مصائبهم عند الله , وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) [2] .

8. وتدل القصة على أن : الولايات الكبار والصغار لا بد لمتوليها ان يكون كفوا في قوته وأمانته وعلمه بأمور اولاية قال تعالى :  { وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ } [يوسف : 54] .

من هذه الاية يفهم بان الملك طلب استخلاص يوسف عليه السلام لنفسه لما رأى فيه من علامات النبوغ والفهم والأمانه وهذا ما ذكره يوسف عليه السلام عندما قال له اجعلني على خزائن الأرض : قال تعالى : { قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } [يوسف : 55] .

لذا ينبغي على أهلنا التعلم من هذه الاية بان لا يولوا شؤونهم الا الحفيظ العليم وهذا يشمل مثلا قادة الجماعات والتنظيمات المتصدرة للمشهد الفلسطيني , كذلك يشمل وجهاء الجالية الفلسطينية في الشتات , ونحن كفلسطينيين كم عانينا من إهمال هذه النقطة المهمة .

9. ومنها : المشاورة نافعة في كل شيء حتى في تخفيف الشر : لهذا تشاور أخوة يوسف عليه السلام فيما يعملون به : قتل أو طرح في الأرض , ثم استقر رأيهم على رأي من أشار عليهم بإلقائه في الجب ليلتقطه بعض السيارة . ففيه شاهد للقاعدة المشهورة : ارتكاب أخف المفسدتين أولى من أغلظهما .

يستفاد مما تقدم أن على اخواننا أن يكثروا من التشاور وخاصة مع أهل الفهم والعلم والدين منهم مع العلم أنهم في كرب ومواجهة لعدو شرس , فأي تصرف خاطيء وغير محسوب ستكون عواقبه وخيمة .

10. ومنها : أن العمل بالشريعة فيه إصلاح الأرض والبلاد . واستقامة الأمور , والعمل بالمعاصي من سرقة وغيرها فساد ذلك لقولهم : قال تعالى : { قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كنَّا سَارِقِينَ } [يوسف : 73] ، وكم في القرآن من التصريح أن العمل بالمعاصي ومخالفةالرسل فساد للأرض .

كم عانى شعبنا من تسرب المناهج العلمانية والماركيسية الى صفوف بعض التنظيمات الفلسطينية بل الى صفوف بعض مفكريه , ولم نجني من هذه الأفكار الا الحنظل كما يقال . كما ان طاعة الله  والإبتعاد عن المعاصي هي مفتاح كل نصر وقدوم كل خير ولنا في تاريخنا المشرق أكبر دليل .

11. ومنها : ان الله يتبلي أنبياءه واصفياءه بالشدة والرخاء  والسرور والحزن واليسر والعسر , ليستخرج منهم عبوديته في الحالين بالشكر عند الرخاء والصبر عند الشدة والبلاء , فتتم عليهم بذلك النعماء كما ابتلى يعقوب ويوسف عليهما السلام , وكذلك غيرهم من أنبيائه وأصفيائه .

ولا يَظن أهل فلسطين أن الذي ابتلوا به هو غريب عن سنن الله فكم عانى الأنبياء وصفوة خلقه, لكن علينا أن نتبع خطى الأنبياء عليهم السلام في التعامل مع هذا البلاء ليتحول الى نعمة وفضل من الله سبحانه وتعالى .

12. ومنها : ان الفرج مع الكرب فإنه لما اشتد الكرب بيعقوب عليه السلام قال : قال تعالى : { وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ } [يوسف : 84] وقال : قال تعالى : { يَابَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } [يوسف : 87] .

ينبغي على أهلنا الفلسطينيين أن لا تغيب هذه القواعد والعبر عن عقولهمفأن الإحساس بقدوم الفرج يشجع الإنسان على العمل ولا يسلمه الى اليأس والقنوط , وأنه كلما زاد البلاء فقد اقترب الفرج , فإن يعقوب عليه السلام لما فقد أولاده الثلاثة قال : { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } [يوسف : 83] , أما لما فقد يوسف عليه السلام لوحده قال :

{ وَجَآؤُواعَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَاتَصِفُونَ } [يوسف : 18] .

13. ومنها أنه ينبغي للعبد أن يتضرع الى الله دائما في تثبيت إيمانه ويعمل الأسباب لذلك . ويسأل الله حسن الخاتمة وتمام النعمة . كما قال يوسف عليه السلام : قال تعالى : { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } [يوسف : 101] .

لذا علينا كقلسطينيين إن من الله علينا بالنصر الجزئي أو الكلي أن نعزو هذا الخير لله دائما ونتضرع اليه أن يحفظه علينا وهذا ما فعله يوسف عليه السلام عندما اعطاه الله الملك , لأنه بالشكر تدوم النعم .

هذا ما استطعت أن أذكره من فوائد في قصة يوسف يمكن لأهلنا الإستفادة منها, ويوجد الكثير من الفوائد غيرها لمن أر اد أن يستقصي ويبحث ,كما لايغيب أن في قصص جميع الأنبياء عليهم السلام من العبر العظيمة التي يمكن أن نستفيد منها في مسيرة حياتنا وفي صراعنا مع عدونا اليهودي , وقد وصى الله سبحانه وتعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأتباعهم عليهم السلام فقال جل وعلا :

{ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } [الأنعام : 90] .

نسأل الله النصر والتمكين لاهلنا الفلسطينيين خاصة وكل المسلمين عامة وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين .

 

أخوكم : وليد ملحم

22/2/2012

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"

 


[1] متفق عليه

[2] في صحيح الجامع رقم : 6417