القاهرة : انطلاق فعاليات مؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين بالدول المضيفة

بواسطة قراءة 2509
القاهرة : انطلاق فعاليات مؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين بالدول المضيفة
القاهرة : انطلاق فعاليات مؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين بالدول المضيفة

جدد المتحدثون في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المشرفين تشديدهم على ضرورة تقديم مزيد من الدعم لتحسين أحوال اللاجئين الفلسطينيين والتخفيف عنهم، كما أدانوا السياسات "الإسرائيلية" العدوانية بحق الشعب الفلسطيني.

ويمثل فلسطين بالمؤتمر المستمر لمدة أربعة أيام: رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية زكريا الأغا، ونائب رئيس دائرة شؤون اللاجئين محمد أبو بكر، وسكرتير أول جمانة الغول من مندوبية فلسطين لدى الجامعة العربية.

بدأ الاجتماع بقيام مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية المصرية السفيرة مي طه خليل بتسليم الرئاسة لرئيس وفد فلسطين زكريا الأغا، وبالتأكيد على أهمية تقديم الدعم والمؤازرة للاجئين والشعب الفلسطيني.

واستعرض الأغا في كلمته أوجه الانتهاكات "الإسرائيلية" بحق الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، وتأثير التقليصات في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' على أوضاع اللاجئين في الدول المضيفة.

وأشار إلى أن "إسرائيل" تمادت في عدوانها وغيها، وأن سياستها تقوم على إنكار الآخر، وعلى قلع الأشجار وإجبار الفلسطينيين على الرحيل من القدس أو بقية المناطق الفلسطينية.

وأوضح أن "إسرائيل" ما زالت تواصل بناء الجدار الفاصل والاستمرار في بناء المستوطنات وتوسيعها في الضفة الغربية والقدس، والتي زادت وتيرتها بلا هوادة بعد انطلاق المفاوضات برعاية أمريكية عبر بناء آلاف الوحدات السكنية والتي كان آخرها الأسبوع الماضي إعلان طرح عطاء بناء 1200 وحدة استيطانية في مستوطنات بالضفة الغربية والقدس، وذلك في خطوة استفزازية تؤكد أن خيار حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" هو التوسع والتهويد وسلب الأرض الفلسطينية.

وقال الأغا، إن هذا العدوان بشكله الاحتلالي الجديد المستمر ضدنا يمضي قدما في تقويض المفاوضات وتدمير حل الدولتين وتدمير الأرض والإنسان الفلسطيني لكي يبقى شعبنا تابعا وخاضعا لهذا الاحتلال.

وأكد أن منظمة التحرير الفلسطينية عزمها الأكيد للمضي قدما في مسيرة السلام رغم العدوان "الإسرائيلي" وسعيها الجاد في إنجاح المفاوضات وتحقيق السلام، وفق مقررات الشرعية الدولية وأن قرار قبولها ببدء المفاوضات مع "إسرائيل" جاء استجابة للمصالح الفلسطينية، وإعطاء فرصة للإدارة الأميركية التي ترعى عملية السلام واستنادا إلى الضمانات والتأكيدات الأميركية لوقف النشاطات الاستيطانية.

وأشار إلى أن "إسرائيل" تتبنى وتنتهج العقلية الاستيطانية والعنصرية التي ما زالت تدمر وتنسف كل الجهود لاستئناف المفاوضات مثلما دمرت ونسفت كل اتفاقات السلام المبرمة وتحاول أن تفرض علينا الاحتلال بأشكال جديدة، وأبلغنا الإدارة الأميركية بذلك وأكدنا لهم أننا لن نسمح أن تكون المفاوضات غطاء وستارا سياسيا لتمرير مشاريعها الاستيطانية على الأرض الفلسطينية حيث طلبنا من الإدارة الأميركية التدخل العاجل لوقف كافة الممارسات الاستيطانية التي تقوض العملية التفاوضية، وأن خيار الانسحاب من المفاوضات في حال استمرار الاستيطان بهذا الأسلوب.

وثمن الأغا قرار الاتحاد الأوروبي القاضي بإخراج المستوطنات من أي اتفاق مستقبلي مع أي من دول الاتحاد، وعدم التمويل أو التعاون أو تقديم المنح الدراسية لأي أطراف "إسرائيلية" في المستوطنات المقامة في مناطق الضفة الغربية وشرقي القدس، حيث تعتبر خطوة سياسية هامة لدعم الحقوق الوطنية لشعبنا والتأكيد على عدم شرعية الاستيطان.

وتطرق ما يتعرض له اللاجئون من مشاكل، خاصة الصحية والبيئية والاجتماعية وقال إنه يجب التركيز على ضرورة العمل على تطويق الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها الأونروا والتي يجب أن نتمسك بها من أي وقت مضى.

وقال إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في مخيمات سوريا ومخيم اليرموك هو خير دليل على كون الفلسطينيين في دائرة الاستهداف والتهجير.

وأدان الأغا ما يتعرض له أبناء شعبنا من تنكيل وتهجير واستباحة المخيمات ونزوح أكثر من 80% من ساكنيها بعد تدمير عدد من المخيمات وسقوط الآلاف من القتلى والجرحى ونزوح عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى دول الجوار فهناك 80 ألف من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا نزحوا إلى لبنان، و2000 لاجئ نزحوا إلى الأردن، و10 آلاف لاجئ نزحوا إلى مصر، وما يقارب من 1500 لاجئ نزح إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى تشريد ما يقارب 300 ألف لاجئ من مخيماتهم إلى المدن السورية بحثوا عن ملاذ آمن.   

 وشكر الدول العربية المستضيفة للاجئين الفلسطينيين على 'جهودها للتخفيف من معاناتهم، والسهر لخدمتهم'، مطالبا وكالة 'الأونروا' بتقديم مزيد من الدعم والخدمات للاجئين.

وقال إن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر الصراع ومفتاح السلام وتتعرض لمحاولة التهميش وتطرح بعض الدول الغربية حلولا للتوطين تتنافى مع القرار 194، الذي ينص على حقهم بالتعويض والعودة.

كما سيناقش المؤتمر الذي سيستمر 4 أيام قضية اللاجئين الفلسطينيين ونشاطات وكالة 'الأونروا' وأوضاعها المالية وتأثير الأزمة المالية الأخيرة على خدماتها، إلى جانب متابعة توصيات الدورة 89 لمؤتمر المشرفين.

كما يستعرض المشاركون في الاجتماع جهود الأمانة العامة على المستوى الدولي لدعم الموقف الفلسطيني، إضافة إلى بحث ومناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية وآخر التطورات بشأن قيام الحكومة "الإسرائيلية" ببيع أملاك اللاجئين الفلسطينيين والتصرف فيها.

يشارك في هذا الاجتماع ممثلون عن الدول العربية المضيفة للاجئين وهي: الأردن ولبنان ومصر بالإضافة إلى فلسطين، كما يشارك ممثل عن منظمة المؤتمر الإسلامي.

ومن جانبها قالت مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية المصرية السفيرة مي طه خليل إن الوضع الخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة جراء اعتداءات "إسرائيلية" خلف أوضاعا إنسانية بالغة الخطورة وتسببت في تدهور اقتصادي في الأرض الفلسطينية.

وأشارت في كلمتها الافتتاحية في المؤتمر إلى أن مصر تؤكد مساندتها لموقف القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس سواء على صعيد استئناف المشاورات سعيا للحصول على حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة.

وقالت خليل إن القدس تعتبر من أهم المواضيع التي ستناقش في هذا المؤتمر، معربة عن قلقها الشديد إزاء الانتهاكات التي تشهدها المدينة على أيدي متطرفين يهود، فضلا عن الاستيطان والمشاريع التي لا تتوقف وتهجير الفلسطينيين الذين لا يمتلكون هوية "إسرائيلية" ويجب وضع حد لهذا الانتهاك الخطير الذي يهدد هوية القدس الشريف.

 

المصدر : وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية – وفا

25/8/2013