بعد اللقاء بالشباب والطلاب اليهود .. حضرة الرئيس، هل لنا من لقاء ؟ - سامية الزبيدي

بواسطة قراءة 2154
بعد اللقاء بالشباب والطلاب اليهود .. حضرة الرئيس، هل لنا من لقاء ؟ - سامية الزبيدي
بعد اللقاء بالشباب والطلاب اليهود .. حضرة الرئيس، هل لنا من لقاء ؟ - سامية الزبيدي

وحلمت في يقظتي أنك ونحن في موجة الشباب وموضة دورهم، ستسعى للقاء نخبة من الشباب الفلسطيني خصوصا بعد ما أثير من لغط حول اتفاق الإطر، ولقائك بنحو 200 من طلاب الجامعات "الإسرائيليين" .

ولئن كان في وصف البعض اللقاء بـ"التطبيع" سخافة، فإن في لقائك مع الشباب الفلسطيني وجاهة.

فنحن حضرة الرئيس أحوج ما نكون الآن لأن نسمع منك شفاهة، كم بقى بيننا وبين تحقيق ثوابتنا مسافة؟.

وإن كان في الأفق بعض التفريط، فإنه لن يضيرك حضرة الرئيس معنا بعض التحضير.

فأنا حضرة الرئيس أود حقاً أن أعرف هل أُوطئ نفسي وأطفالي على الاستقرار في مكعبات الإسمنت في مخيم جباليا، وآلَفَ رائحة العفن والرطوبة المنبعثة من أزقته؟، وهل أسلم بأنني وإياهم إلى بيت داراس الشاسعة المخضبة بالزعتر وشجر الزيتون لن نعود، وأن رائحة زهر اللوز والليمون ستضحى مجرد رواية عن الجدود؟.

هل لك أن تطمئننا حضرة الرئيس على مصير إخوتنا في مخيمات اليرموك وعين الحلوة وجرش والدهيشة والبريج وووو؟ أي نوع من التوطين ينتظرهم؟ هل "يُؤمن" الحق في عدم الموت جوعاً أو مرضاً أو بشظية صاروخ أو قذيفة أو رصاصة متفجرة؟ وهل "يوفر" لكل منهم هوية وجواز سفر؟.

وهل سترفع الحواجز التي تذل شعبنا في الضفة الغربية بعد أن نعطي خير أرضنا للمحتل؟.

وهل ستتمكن جدران المسجد الاقصى وأرضيته من الصمود أمام جاذبية الفراغ الذي يصنعه الصهاينة في صمت تحته في بحثهم عن هيكلهم المزعوم؟ وهل سيحظى أهلنا في أكناف بيت المقدس بحقهم في البقاء في منازلهم، وإعادة ترميمها أو بنائها؟ وهل سيتمكن عمود هذا الشعب (الفلاح) المتروك لنخر الاستيطان وعهر المستوطنين من الوصول إلى أرضه وقطف زيتونه في سلام؟.

حضرة الرئيس : ماذا نقول لشعوب أكثر من 25 دولة عبر العالم تستعد لإحياء "أسبوع مناهضة الفصل العنصري "الإسرائيلي"" الشهر القادم؟ هل ستوجه حضرتك سفراءك عبر العالم لتريحهم من عناء الاجتهاد والسفر، وتطمئنهم بأن جدار الفصل العنصري أضحى مزاراً تاريخياً بين "دولتين"؟ وأن أهلنا في الـ 48 استراحوا من عناء التمييز وباتوا مواطنين كاملي الأهلية في الدولة الفلسطينية؟.

حضرة الرئيس : هل لك أن تضمنا شباب وشابات من قطاع غزة المطحون الى وفدك الزائر لنسمع منك عن وصل الجسد بممر آمن، وماء آسن، وكهرباء لا تنقطع، وعمل لا يحصى، ورزق لا ينضب؟.

حضرة الرئيس

تدرك وندرك أنك لست صلاح الدين، ولا تملك عصا الأمير، وفي عصرك لن تتحرر فلسطين.

وقبلك اعتقد الكثيرون أن بقائهم يؤخر الانهيار، وتوهموا أن غيابهم سيعجل الاندثار.

لا تخش شيئاً حضرة الرئيس، فقط أعد للبيت وحدته، وأعط للشباب فرصته.

فهل لنا من لقاء؟.

 

المصدر : شبكة قدس الإخبارية بتصرف موقع فلسطينيو العراق

20/2/2014