ضياء ايوب- دمشق- المجموعة 194-8/7/2008:
خمسة مليارات دولار تحول يومياً من الدول الصناعية المستهلكة للنفط إلى الدول المنتجة له، ولو احتسبنا حصة الدول العربية لوصلت إلى ما يزيد عن ثلاثة مليارات دولار. هذا في وقت يستجدي فيه لاجئو التنف والوليد قطرات المحروقات من المركبات العابرة على الحدود العراقية ـ السورية.
الصورة بشعة هناك على الحدود، صيفاً انقطاع كهرباء المولدات، ويضاف إليها شتاءً البرد القارس الذي لن تقي منه مدافئ باردة لم تعرف الوقود إلا نادراً. وفي الوقت الذي دعا فيه الرئيس الفنزويلي أوغو تشافيز الدول المنتجة للنفط لتحمل فاتورة زيادة أسعار النفط للدول الأكثر فقراً فإن ذوي القربى يغضون الطرف عن إلقاء فتات ذهبهم الأسود، للاجئين الفلسطينيين على الحدود العراقية.
المبادرة السودانية لنقل اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الوليد صارت من الماضي ـ كما هو واضح ـ واصطدمت بعدد من الجدران العملية المتعلقة بتمويل عملية النقل، وما تم من نقل أعداد محدودة منهم إلى أربع جهات الأرض ـ إلا الدول العربية ـ على أسس إنسانية لا يعتبر بأي حال من الأحول حلاً لمشكلتهم. السلطة الفلسطينية متلهية بصراعاتها الداخلية التي صار الحديث عنها نوعاً من اجترار الذات، والركض وراء سراب تسوية مع الجانب الإسرائيلي حتى نهاية فترة بوش. الواضح أن دور حركة اللاجئين الفلسطينيين حول العالم محصور في جانب إعلامي ضيق، وإذا ما قارنا هذا الدور مع فترات سابقة فإن الحقيقة المرة أن هذا الدور شهد تراجعاً كبيراً، إذ صارت معاناة اللاجئين الفلسطينيين في العراق قسماً من خبزنا اليومي ـ بحكم العادة والتعود ـ.
وهو ما يطرح علينا جميعاً ـ كمؤسسات ولجان عاملة في مجال الدفاع عن حق العودة ـ إطلاق آليات جدية وجديدة لحل هذه المعضلة الإنسانية، تنطلق من عرض هذه المأساة على صناع القرار في الدول العربية. وقد أخذت «المجموعة 194» على عاتقها كتابة الورقة السياسية الموجهة لأطراف عربية من منطلق ـ الانتخاء ـ بعروبتها والصلة الأخوية التي تجمعنا .