الشرق الأوسط : فلسطينيو العراق يطلبون المغادرة حتى إلى الصحراء

بواسطة قراءة 4844
الشرق الأوسط : فلسطينيو العراق يطلبون المغادرة حتى إلى الصحراء
الشرق الأوسط : فلسطينيو العراق يطلبون المغادرة حتى إلى الصحراء

بغداد ـ أ.ف.ب:

 

يواجه اللاجئون الفلسطينيون في العراق مصاعب عدة، وخصوصا منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين، ازدادت حدتها مع اندلاع اعمال العنف الطائفي اخيرا بحيث بات العديد منهم يطلب المغادرة الى اي جهة حتى ولو كانت «الصحراء».

 

وقال احدهم معرفا عن نفسه باسم ابو احمد (مواليد بغداد 1955) في حي البلديات (شرق) «نعاني من الحصار في الداخل والخارج، نتمنى العيش في الصحراء ولو كان بإمكاننا الحصول على جواز سفر لما بقي فلسطيني في العراق». وقد اعلن القائم بالأعمال الفلسطيني دليل القسوس الاثنين الماضي ان 89 فلسطينيا من حملة الوثائق العراقية «غادروا هربا من الاوضاع الامنية الحالية المتردية باتجاه الاردن لكن السلطات هناك تمنع ادخالهم فباتوا عالقين في المنطقة العازلة».

 

لكن قوات الحدود العراقية اعادت الاربعاء الفلسطينيين من المنطقة العازلة الى الجانب العراقي اثر اتصال هاتفي بين وزير الخارجية هوشيار زيباري مع نظيره الاردني عبد الاله الخطيب حول «ضرورة التوصل الى معالجة هذه المسألة بشكل انساني». وتابع ابو احمد ان «هؤلاء غادروا نتيجة الظروف، فنحن نعاني الكثير ولسنا قادرين على التحرك. مجرد كوننا فلسطينيين تنهال علينا التهم والشتائم، الكثير من شبابنا لا يستطيعون الخروج من منازلهم».

 

واضاف «خرج مهندس من منزله في حي المعلمين قبل فترة فوجدت جثته في اليوم التالي، نحن لسنا طرفا في صراع هنا». واوضح ان «القتل على الهوية خلق ردة فعل ادت الى الخروج للصحراء. كان المغادرون يريدون الذهاب الى مخيم الرويشد على الجانب الاردني من الحدود (..) كل ما نريده هو السكن في خيمة لكي نرى في الصباح اولادنا فوق الارض لا تحتها».

 

وقد اكد القسوس ان «ما لا يقل عن 55 فلسطينيا قتلوا في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين قبل ثلاث سنوات».

 

من جهته، قال ابو اركان (50 عاما) «نعاني من مداهمات كثيرة اثناء حظر التجول واستفزازات مستمرة من قبل دوريات الامن وسيارات مدنية اخرى لكن عندما نشعر بالخطر نطلب الحماية من الأميركيين الذين يتجاوبون معنا». وعدد مشاكل يواجهونها وخصوصا «تجديد الاقامة كل شهرين»، موضحا «نريد العيش بأمان دون التعرض لنا من قبل اي جهة لاننا لسنا طرفا في المعادلة ولا علاقة لنا باي طرف»، كما طالب بـ«منحنا هوية للتجول بدلا من الاقامة وجواز مرور».

 

ووزعت قبل ايام منشورات موجهة «الى الخونة من الفلسطينيين الوهابيين التكفيريين النواصب الصداميين البعثيين الساكنين في منطقة الشؤون في مدينة الحرية عليكم مغادرة اماكنكم خلال 10 ايام والا سنقوم بتصفيتكم. التوقيع سرايا يوم الحساب». وقال فلسطيني رفض ذكر اسمه «نكبتنا بدأت في مايو (ايار) 2005 عندما وجهت اصابع الاتهام الى اربعة فلسطينيين في بغداد الجديدة ويوم 12 مايو في العراق بالنسبة لنا يوازي يوم النكبة، اي 14 مايو وقيام دولة اسرائيل».

 

وأكد ابو اركان «كنا قبل سقوط النظام نتلقى المعاملة ذاتها من العراقيين». لكن مصدرا عراقيا نفى ذلك مؤكدا ان الفلسطينيين «تمتعوا بامتيازات كبيرة ابان النظام السابق بينها اعفاء من الرسوم الجمركية والرسوم العقارية واعفاء ابنائهم من شروط القبول في الجامعات».

 

واضاف «لقد تم منحهم حق الملكية في اي مكان بينما حرمنا من التملك في بغداد اذا لم نكن من سكانها وفقا لإحصاء عام 1959 كما سكنت مئات العائلات في مجمعات مجانية دون مقابل كما انهم كانوا غير مشمولين بالخدمة العسكرية».

 ووفقا لاحصائيات المفوضية العليا التابعة للامم المتحدة هناك 34 الف فلسطيني في العراق بينهم حوالي 23 الف لاجئ في بغداد. وتتركز مناطق سكنهم في البلديات (شرق) والزعفرانية (جنوب) والحرية والطوبجي (غرب) والدورة (جنوب) وبغداد الجديدة والأمين (شرق).