من منا يريد العودة ؟– لؤي عيسى

بواسطة قراءة 2901
من منا يريد العودة ؟– لؤي عيسى
من منا يريد العودة ؟– لؤي عيسى

أنت تريد و أنا أريد و الله يفعل ما يريد

كيف نعود و من أي بقعة أرض سننطلق ! كيف سنبدأ هل سنبدأ من جديد ، هل سيهبنا الله العمر المديد !!! هل أنا أهذي هل فقدت عقلي و أصبح فكري شريد !!! هل عرفتم عن ماذا أتحدث وبماذا أفكر ! فأنا لا أنساه و لن أنساه ما حييت وهناك الآلاف منا بانتظاره انه حقنا انه كرامتنا و عزتنا انه إثبات أصلنا و جذرنا ...

نعم إن (( حق العودة ((   شرياننا في الحياة هذا الحق الذي يبخسه البعض ترياق  الحياة بالنسبة لنا ، لقد شتتونا من بعد تشريدنا مرات و مرات .

قلت لكم من أي بقعة أرض سننطلق ، نعم فأنا في بلد و أخي في بلد آخر كذلك أبي  وأمي و سائر أفراد الأسرة الواحدة تكاد لا تجد اثنين منهم في بلد واحد ، تقطعت بنا الأوصال ، دمرونا عذبونا حرمونا من أبسط حقوقنا في الحياة حتى عيدنا لولا مخافة الله ليس عيد ، هل للعيد طعم إذا لم تقبل رأس ويد والديك في الصباح ! أطفالنا ليس هناك من عم أو خال كي يزورهم ويعيدهم  لكي يشعرون كما يشعر سائر الأطفال !

هذه أبسط النواقص التي نشعر بها جميعا في حياتنا وقد عايشناها وافتقدناها و نحن أطفال ... وها هي تتكرر الآن و يمر بها أطفالنا .

و الإجابة هنا أننا جميعا يجب أن نتمسك بهذا الحق كي نخلص ذممنا عند الله أولا وأمام أطفالنا ثانيا و بين أنفسنا ثالثا . فهذا الحق ليس ملكك أو ملكي ... انه ملك  أجيال و من بعدها أجيال و من منا يريد أن تبقى سلسلة التشرد و التشتت قائمة فينا كما السرطان المستشري في الجسد المتهالك !!!

أما بالنسبة للبدء من جديد ... لماذا لا نبدأ من جديد إذا كنا سنبدأ على قواعد ثابتة متينة  فالبنيان التي يكون أساسها ضعيف تتساقط  و تتهاوى كما حدث معنا في ليبيا و الكويت و العراق ولا نعلم متى ستحدث كارثة تشرد وتهجير جديدة ، لا نعرف زمانها ومكانها ... لكن التجارب علمتنا أنها آتيه لا محالة واحدة تلوه الأخرى .

فلا مكان لنا ولن تسعنا ارض سوى أرضنا هناك جذورنا تشعبت و بها بذورنا سوف تغرس .

و ما العمر المديد إلا أطفالنا الذين من حقهم أن ينعموا بحيات مستقرة و وطن يحتضنهم في السراء و الضراء .

لذلك ولما مررنا به من متاعب في رحلة الهجرة و التشرد التي ذقنا بها طعم المرارة وما زلنا نتجرعها ، علينا جميعا التمسك بحقنا الشرعي و الأزلي حق العودة ، ليس التمسك به عن طريق الحديث في مجالسنا الخاصة أو عندما نسأل من أحد ولكن يتوجب علينا أن نثبت للعالم أننا شعب أبى النسيان ، أننا نربي جيلا بعد جيلا على حب الأوطان ، و من هنا ومن موقع" فلسطينيو العراق " نوجه النداء لكم يا شبابنا في الخارج أن تتماسكوا و تتوحدوا و خصوصا بعد ما مررنا به سويتا من أعمال قتل و تعذيب و تهديد و تهجير و لم نجد أرض تسعنا فقد ضاقت بنا بلاد من يدعون الإسلام وسدت جميع أبواب الدول العربية بوجوهنا .

أنتم يا من في الخارج صوتنا المسموع أين أنتم من فلسطين أين أنتم من الأقصى لقد عرفناكم رجالا ... و ستبقون رجالا بأذن الله ولا أحد يستطيع أن ينكر وطنيتكم أسمعوا صوتنا للعالم تجمعوا وترابطوا و شاركوا بكل الفعاليات التي تدعم قضيتنا الفلسطينية ، تابعوا الأخبار و لا تتركوا فعلتا لأبناء القردة والخنازير إلا وتفضحوها ساعة واحده لن تضركم إذا تجمعتم ورفعتم الأعلام الفلسطينية و تظاهرتم مظاهرة سلمية ،،، لن تضركم و لكن صدقوني أنها سترضيكم وتشعركم أنكم قدمتم شيء لبلادكم التي لها كل الحق عليكم ... أثبتوا للعالم أجمع أننا شعب لا يعرف اليأس و لا الكلل و لا الملل ، شعب يتعب ولا يتعب ، ارفعوا صوتكم بالعالي (( لاجئين لو العمر مضى وعدت السنين ، راجعين ولادك يا فلسطين )).

أدامكم الله وحفظكم ، و من الله التوفيق .

 

15/10/2009

بقلم: لؤي عيسى

 

موقع" فلسطينيو العراق " أول موقع ينشر هذا الخبر

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"