لا إله إلا الله : أي لا معبود بحق إلا الله وغير الله إن عبد فباطل، قال تعالى (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير ) سورة الحج 62وسورة لقمان 30.
وقال تعالى (فاعلم أنه لا إله إلا الله )سورة محمد 19.
فضل لا إله إلا الله:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه ) ) رواه البخاري.
شروط لا إله إلا الله: حتى نحقق المعنى المذكور ونحصل الفضل العميم والأجر الكبير لابد من تحقيق هذه الشروط
الشرط الأول: العلم بمعناها نفيا وإثباتا، المنافي للجهل:
قال تعالى (فاعلم أنه لا إله إلا الله)سورة محمد الآية 19.
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة) رواه مسلم.
الشرط الثاني: اليقين المنافي للشك:
وذلك بأن يكون قائلها مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقينا جازما فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن فكيف إذا دخله شك، قال تعالى (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون )الحجرات 15.
فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا إي لم يشكوا فأما المرتاب فهو من المنافقين والعياذ بالله الذين قال تعالى فيهم (إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون )التوبة 45.
الشرط الثالث: القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه، المنافي للرد.
قال الله تعالى (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون35*ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون)الصافات 35.36.
وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدي الله الذي أرسلت به ) رواه البخاري.
الشرط الرابع: الانقياد والاستسلام لما دلت عليه، المنافي للترك.
قال تعالى (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى )لقمان22.
ومعنى يسلم وجهه أي ينقاد، وهو محسن أي موحد، والعروة الوثقى هي لا اله إلا الله.
وقال تعالى (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون )الزمر54.
أي ارجعوا إلى ربكم واستسلموا له.
الشرط الخامس: الصدق المنافي للكذب.
وهو أن يقول هذه الكلمة مصدقا بها قلبه فإن قالها بلسانه ولم يصدق بها قلبه كان منافقا كاذبا قال تعالى( الم *أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون*ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )العنكبوت1-3.
الشرط السادس: الإخلاص المنافي للشرك والنفاق والرياء والسمعة:
والإخلاص هو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك.
قال تعالى (فأعبد الله مخلصا له الدين)الزمر2.
وقال تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)البينة5.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه) رواه البخاري.
الشرط السابع: المحبة لهذه الكلمة العظيمة المباركة ولما اقتضته ودلت عليه ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها، وبغض من ناقض ذلك.
قال تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله)البقرة165.
وقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه)المائدة54.
عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) رواه البخاري.
فأهل لا إله إلا الله يحبون الله حبا خالصا وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره وهذا ينافي مقتضى لا إله إلا الله.
الشرط الثامن: الكفر بالطواغيت:وهي المعبودات من دون الله والإيمان بالله ربا وخالقا ومعبودا بحق.
قال تعالى ( قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم)البقرة 256.
وعن طارق بن أشيم رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قال ( لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله) رواه مسلم.
فلا إله إلا الله جمعت بين النفي والإثبات " فلا إله " نافي و" إلا الله " إثبات العبادة لله وحده لا شريك له.
فقول الله إله لا يكون توحيدا لأنه لا ينفي وجود إله آخر، فيجب نفي كل الآلهه ما سوى الله وإثباتها لله.
وقد جُمعت هذه الشروط الثمانية في هذين البيتين التاليين :
عـلم يقيـن وإخـلاص وصـدقك مع *** مـحأـبـة وانـقـيـاد والـقأبـول لـها
وزيـد ثـامنها الكفـران منـك بـمـا *** سـوى الإله مـن الأشيـاء قـد ألها
أخوكم: وليد ملحم
10/3/2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"