صراع مع النفس – علي الدح

بواسطة قراءة 2492
صراع مع النفس – علي الدح
صراع مع النفس – علي الدح

أسئلة تدور في ذهن اصغر طفل فلسطيني عاش وما زال في ضياع  السطوة العربية المسلسلة بسلاسل وقيود الديمقراطية المزمعة والتي يحلم بها كل تافه يتنصل من عروبته اسطر قليلة تعبر عن ما في داخلنا من أحزان وقهر لا يبوح به احد قد تدور إحداث ما نعيش مع المقربين لاكن دون التعمق في الحدث .

تبدأ المعانة من أول يوم جيء الاحتلال إلى بغداد فلكم أحببنا هذا البلد الكريم الذي ضمنا بين أحضانه سنين وسنين الذي تعلمنا منه كل القيم والدروس والعبر الإنسانية التي ما بات يتصف بها بلد في الوقت الراهن ، بعد دخول المحتل بدأت الآم المخاض العسير الذي ولد عنه طرد كل فلسطيني وعربي من ارض الرافدين ليمتطي صهوة جواده الروافض الذين لم ترفع لهم راية إلا في ضل النكسات الإسلامية خاصة والعربية عامة . ومنذ تلك الأيام وأحداثها المظلمة نعيش في سبات متخوفين من المستقبل والمجهول فصرنا كمن يدور في دوامة نبحث لنا عن ملاذ ينقذنا وينقذ أجيال من أبنائنا وأحفادنا هذا ما نعانيه ويعانيه كل أب يرد الخير لأطفاله  ينشد المستقبل ليرى ما أهدي له من ربه يكبر أمام عينيه ولكن يفكر هل سيذهب هذا الحلم سدى ؟؟؟ .

البحث عن مأوى

منذ سنين مضت ونحن نبحث عن مأوى يلملم لنا جراحاتنا ويكف دموعنا  ويضمنا بين ذراعيه ويعيد لنا الأمل حتى ولو كانت دويلة  فحقنا مسلوب ولا يوجد من يأخذه لنا في ضل بلاد عربية متناحرة الدولةُ مع الدولة والشعبُ مع الدولة والكل مع نفسه ، نحن نعيش ولكن تائهون بلا مأوى ولا نصير في غربتنا سواء كانت في بلاد عربية أو غربية وأقول كما قال الشاعر عن الغربة :

هل يعلم الصّحبُ أني بعد فرقتهم
أبيت مع نجوم الليل سهرانا
أقضي الزمان ولا أقضي به وطراً
وأضل الدهر أشواقا وأشجانا
ولا قريب إذا أصبحت في حزنٍ
إن الغريب حزين حيثما كانا

 

الكل منا يحتاج إلى حنان الأم وعطف الأب والى إخوة يقفون معنا في السراء والضراء كلنا متعطشون لهذا الحنان فمنا من يظهره ومنا من يضمره ولكن الأم هو بلدنا المحتل والأب هو القيادة والإخوة هم العرب فلكم نحن بحاجة إلى وقفة صمت لنتذكر أمجاد امتنا وكيف كانوا متعاضدين مع بعضهم البعض نعم هي ليست أوهام ولا حكايات من نسج الخيال إنما حقائق تاريخية سطروها بدمائهم التي نحسبها بإذن الله زكية ، نسأل الله أن يصحوا من غفلتهم ويستفيقون ليعيدوا أمجاد آباءنا وأجدادنا ويعيدوا للعرب هيبتهم بعد أن ضاعت .

 

بقلم : علي الدح

1/12/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"