توطين الفلسطينيين
..معناه اعطاءهم الجنسية العراقية ليصبحوا مواطنين ..حسب مفهوم المواطنة
التي ظهرت الى الوجود بعد الحرب العالمية الاولى كبديل عن الهوية
الإسلامية العثمانية المندثرة
اي قبل سقوط العثمانيين والاحتلال البريطاني لم يكن هناك شيء اسمه
عراقي و سوري وفلسطيني وسعودي
الكل يحملون الجنسية العثمانية الاسلامية
ولهم حرية التنقل و التملك و تقلد الوظائف الحكومية
والكل عليه الفريضة الجهادية
وبعد سقوط العثمانيين ظهرت الهوية الوطنية العلمانية التقسيمية على
يد بريطانيا
وعلى يد الذين جاؤا من بعدها
وكان عهدا اسودا على الإسلام السني
وعهدا سعيدا للاسلام الشيعي ...المزيف
ورغم ان الوطنيين السنة ..بكل ما جرّوه على امتهم من المصائب و
الويلات
في تحجيم اسلامهم
واستبدال الولاء السني بالولاء الوطني التافه
مما استفاد منه التشيع ايّما فائدة
وها هم اليوم يعارضون فكرة الاقليم السني
ليسلموا للشيعة سكين الوطن الواحد... لنذبح به
وهم لا يملكون من مشروع لصد الطائفية الشيعية سوى النحيب و العويل
فمن المؤكد ان هؤلاء الوطنيين السنة سيقولون ان هذا سيضر بالقضية
الفلسطينية
رغم معرفتهم ان فلسطينيي المخيمات و الشتات اصبحوا اضعاف اضعاف
فلسطينيي الداخل
وان "إسرائيل" لن تسمح بعودتهم الى ديارهم
كما ان دول الطوق "الإسرائيلي" تعارض توطينهم مثلما دول
غير الطوق
واذ سالتهم قالوا ان التوطين سيضر بالقضية الفلسطينية
وهل القضية الفلسطينية ..قضية الفلسطينيين فقط
هل هي قضية وطنية ام اسلامية بالدرجة الاولى
سيعارض الوطنيون السنة ..لان معاييرهم علمانية وطنية
وربما خشوا.. ان يزاحمونا في الارض و الرزق
و ربما لمرض في النفوس
وربما لان الشيعة العراقيين قد اشتروا دينهم و ضمائرهم
لهذا السبب سيستفز العنوان هؤلاء السنة ..دون الاسلاميين
ذوي المرجعية الاسلامية ..في قياس كل الامور
كل الامور ...بلا استثناء
الشيعة حاربوا كل عناصر قوة السنة في العراق :
منذ 2003 ..مرورا
باغتيالات 2003 و 2004 بحق رموز السنة
مرورا بدعم الامريكان و مجلس الحكم
مرورا بكتابة الدستور و احداث 2006 و 2007
وظهور الصحوات السنية
مرورا بمحاربة الصحوات السنية
وسد الطريق امام القائمة العراقية بعد 2010
مع دمج الميليشيات في الاجهزة الامنية
عامل واحد مشترك .. وهو
اضعاف السنة .. وصولا الى تركيعهم .. كسنة ايران بالضبط
ولو اضفنا الى كل هذه المآسي السنية
ان الشيعة يرفضون الاقليم السني كقوة مستقبلية لسنة العراق
ضاربين عرض الحائط دستورهم الذي كتبوه
ومعتمدين على ان امريكا ستقوم باسكات حلفاءها من الحكام السنة في
منع تبني قضية سنة العراق
وحتى الذي يريد التدخل
يتدخل على خجل ..ووجل
بل ان المالكي نفسه وقد سمعته باذني هاتين
اعلن عن مخاوفه من الشرق الاوسط الجديد لتوطين الفلسطينيين
والرجل بكل حقده الاصفر يستقرأ المستقبل
ويرفض كل ما من شأنه تقوية سنة العراق
بعد ان قضى على كل ما من شأنه.... تقوية سنة العراق
ويعلم ان توطينهم ورقة قوية جدا بيد سنة العراق
لو اقنعوا بها الامريكان..
ولو اقنع سنة العراق ....بها الامريكان
لفرض السنة شروطهم بحماية كل منطقة و جيب سني على ارض العراق من شر
الشيعة بما فيها احياء بغداد و البصرة و شمال الحلة و ديالى و سامراء
ان توطينهم لن يكون مجانيا ..لوجه "إسرائيل"
بقدر ما فيه من الاجر و الثواب العظيم في انقاذ امة من العيش
الذليل في شتات الدول العربية
واسترجاع قوة السنة الايلة الى السقوط .. في اقليم لهم
الامريكي هو من يضغط على الشيعي :
لا تتصوروا ان هناك
دولة عربية او اسلامية قادرة على الضغط على شيعة العراق
..في الوقت الراهن على الاقل
امريكا تقدر.. نعم
نحن نكره امريكا بسبب الاحتلال... نعم
ولدعم الشيعة و"إسرائيل" ... نعم
لكن شأنا ام ابينا
الساحة فارغة ممن يضغط على الشيعة و ايران معا
بما يكفل الحفاظ على حقوق السنة في العراق
حقوق الفيدرالية
حقوق المناطق تحت سيطرة الشيعة
الزام الشيعة بالكف عن التامر على الوجود السني
كل هذا و اكثر لو وافقنا
ونحن نخاطب الامريكي ..على توطين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والاردن
هذا ليس اعترافا "بإسرائيل"
بقدر ما هو تنفيس عن كربة شعب سني مشرد
بهوية مزيفة.... صنعتها بريطانيا قبل تسعين سنة
لكي يفرّج الله تعالى همنا و غمنا ...بالمقابل
انها معادلة ..اسلامية ..فيها من الخير ما لا يعلمه الا الله
فالفلسطينيون ..من اصعب شعوب الارض على التشيع
وهم اشد ما يكره الشيعة على وجه الارض
وصدقا لم ار شيعيا واحدا ..يحب الفلسطينيين
رغم كل ما يصب فوق رؤوسهم من العذاب
فهم شوكة بوجه الشيعة و اليهود في ان واحد
وسياتي اليوم الذين يقفون بوجه الاثنين
لكسر ظهر الاثنين
وربما كان هذا اليوم ليس ببعيد
نعم ستفرح "إسرائيل"..لهذا المقترح السني
وستضغط على امريكا لدعم الاقليم السني بالقوة
وربما رغم انف شيعة العراق وسنته المترددين
وستضغط امريكا على شيعة بغداد الذين لا يفهمون سوى منطق القوة
الم يقل رسول الله صلى الله عليه و سلم لنعيم بن مسعود في حصار
الخندق وهو يمكر باليهود والكفار معا :
خذل عنا ما استطعت .. فان الحرب خدعة
واي حصار على سنة العراق اكثر مما هم فيه
محمد محمد حسين
23-3- 2013
المصدر : موقع الحقيقة
24/3/2013