وآداب الضيافة ، لدليل واضح على حملة منظمة ضد الوجود الفلسطيني من قبل أحزاب سياسية وميليشيا مسلحة تُظهر خلاف ما تبطن ؟!!، وصمت رهيب ومباركة الحكومة الحالية !!!؟؟؟ وبتوالي الأحداث بدأت تتجلى المواقف وتتمايز الصفوف ، وباعتبارات غير مسؤولة ومجحفة من خلال إقحام الفلسطينيين في الاضطرابات الطائفية والعنصرية والسياسية التي تشهدها البلاد ، مع أنهم أكدوا مرارا وتكرارا من أنهم ضيوف على جميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم وتوجهاتهم ، ويُحزنهم ما يجري من أحداث مؤلمة في المشهد العراقي ، إلا أن نار الفتنة أبت إلا أن تلفحهم والاعتبارات معروفة ؟!!.وكثرة الاعتداءات وتكرارها عليهم من قبل جهات حكومية وغير حكومية ، مع أنهم يعيشون الواقع العراقي ويؤازرون ويتضامنون مع أشقائهم العراقيين ، متمثلا بالاستنكار الواضح والمعلن منهم لما حصل من تفجيرات آثمة لمراقد الأئمة رضي الله عنهم في سامراء ومطالبتهم بدرء الفتنة وإخمادها بين أبناء الشعب الواحد ، إلا أن الذي حدث يوم الأربعاء الموافق 22/2/2006 في أعظم انتهاك لأكبر مجمع للفلسطينيين في العراق لوصمة عار سيسطرها ويشهد لها التاريخ على المعتدين والمؤازرين والمؤيدين لهم .فبعد أن أُذيع بيان في تمام الساعة الواحدة ظهرا من قبل بعض الحسينيات القريبة من مجمع الفلسطينيين في البلديات ، حول ما جرى من تفجير آثم للمراقد في سامراء ، وتضمن الخطاب حث على المظاهرات وهتافات ضد من وصفوهم ( بالتكفيريين والإرهابيين والوهابيين ؟!! ) بدأ الهجوم بإطلاقات كثيفة على بعض المساجد في المنطقة ، وفي هذه الأثناء اقتربت سيارة تابعة للشرطة العراقية من جامع القدس لتأمين الطريق لأكثر من عشرة سيارات نوع بيكب ولاندكروز وكيا وأنواع أخرى ونزل منها أعداد كبيرة من المسلحين الذين يرتدون ملابس سوداء ويحملون أسلحة مختلفة ( من قاذفات وأحاديات وبي كي سي وكلاشنكوف ) تم تطويق الجامع واقتحامه بطريقة همجية تتنافى مع كل القيم الإسلامية ، بل لا تمت للإسلام بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد لأن المسجد هو بيت من بيوت الله وأطهر بقعة وهو عام لجميع المسلمين ، وتم كسر الباب الرئيسي فيه وإطلاق النار بشكل كثيف داخل باحة المسجد وحرمه وجدرانه وتكسير غرفة الإمام والعبث بحاجياتها وامتهان القرآن الكريم ورميه بالأرض وإطلاق النار بداخلها مُصوِّبين تجاه لوحة معلّقة فيها صورة المسجد النبوي في المدينة المنورة وكأنهم بفعلتهم هذه يستهدفون الرسول عليه الصلاة والسلام ؟!! ، واقتحام بيت إمام المسجد وإصابة عدد من أجهزة التبريد بإطلاقات وكسر بعض الشبابيك ، كما ولم تنج قاعة المآتم من إطلاقات ، وأفاد شاهد عيان أن كلاما دار بينهم فأراد أحدهم ضرب قبة المسجد فنهاه شخص آخر عن ذلك على رأسه عصبة من عمامة حمراء واحتدم جدالا بينهما ، وآخر أراد التصويب باتجاه المجمع السكني إلا أن الإطلاقات لم تخرج لعطل أصاب سلاحه ، ثم مكثوا نصف ساعة تقريبا وخلفوا مشهدا همجيا بربريا بكل ما فيها من معاني مع كتابات بنَفَس طائفي وعدائي وعنصري لمصلّي المسجد الذين معظمهم من الفلسطينيين ؟!! ومن هذه العبارات ( الوهابية أعداء الإسلام ؟!! الوهابية أعداء العراق ؟!! لا مجال لأنصارالوهابية بعد اليوم ؟!! ) وعبارات أخرى من هذا القبيل على المحراب وإحدى السواري والجدران من الخارج ، وكتبوا على براد الماء ( الماء للإسلام فقط ؟!! ) وكأنهم يعتبرون الفلسطينيين كفارا ؟!!ثم ما هذا المنطق الرجعي والتصور اللاإنساني ومبدأ الاحتكار وإزدراء الآخرين ، فإن الماء من حق الجميع حتى الكفار ؟!! لذلك فهم يستبيحون دماءهم وأعراضهم وأموالهم ، وكتبوا على باب المسجد ( مغلق ؟!! ) .فهذه العبارات التي كتبت ما هي إلا رسالة واضحة من قبل هؤلاء لعموم الفلسطينيين بأنكم محسوبين على الوهابية ؟!!! الذين هم أعداء الشيعة كما يصرحون ويزعمون ودمائهم مستباحة ، وهذه سابقة خطيرة جدا يتعرض لها الفلسطيني في العراق منذ عام 1948 ، حيث لا يوجد تفسير آخر لهذه العبارات غير التحريض المباشر في استهداف الفلسطينيين باعتبارهم وهابيون ( فهي أسهل ذريعة للنيل منهم ) مما يؤدي إلى أنهم أعداء يجب قتلهم ؟!!! في حين أن الفلسطينيين لا يريدون النسبة لطائفة أو فئة أو جهة معينة إلا أنهم مسلمون عربا ؟!!! وهم ضيوف على الشعب العراقي بأكمله سيعودون إلى بلادهم ولو بعد حين . وبعد ذلك انسحبوا من المسجد بعد أن دنسوه وانتهكوا حرمته وقدسيته ،واعتقلوا أحد الفلسطينيين كان قرب المسجد ، وانتاب أهالي المجمع القلق والخوف واستهجان لما ما حدث لمسجدهم ، حتى وصلت سيارات حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية واستبشر الناس خيرا لوجود جهة أمنية لحمايتهم ، وفي هذه الأثناء سقطت قذيفة هاون وسط إحدى العمارات قرب شقة سكنية إلا أنها لم تنفجر ، وبعد ساعة تقريبا جاءت مجاميع أخرى بأعداد كبيرة يرتدون الزي الأسود بسيارات مدنية مختلفة ودراجات هوائية واقتربوا من المسجد وبأسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة ، وتكلموا مع قوات حفظ النظام وكأنهم ليسوا بخارجين عن القانون ، ثم تراجعوا قليلا وانسحبت قوات حفظ النظام ليتركوا المجال لهم بالاعتداء هذه المرة على العمارات السكنية للفلسطينيين واقتحموا المجمع وكان من كلامهم ( أخرِجوا لنا الأربعة الذين فجروا بغداد الجديدة ؟!!مع أنهم أبرياء واعتُقِلوا ظلما وعدوانا ) واعتدوا على إحدى النساء بالضرب وأطلقوا النار بشكل كثيف وعشوائي ليصيبوا خمسة من الفلسطينييين بإصابات متفاوتة ، وقد تصدى لهم عدد من أبناء المجمع دفاعا عن أعراضهم وأموالهم ودمائهم ( لا غير وخلافا لما يروجون ) بالحجارة وبأنفسهم وببعض الأسلحة الخفيفة وسط تكبيرات مدوية مستغربين من هذا الاعتداء ، كل ذلك بمرأى ومسمع من سيارات الشرطة التي كانت قرب الحادث وسيارات حفظ النظام التي يفترض أنها جاءت لحماية الفلسطينيين من هؤلاء المعتدين الخارجين عن القانون ؟!! وكذلك ما جرى كان قريبا من نظر القوات الأمريكية إلا أنهم لم يتدخلوا إلا بعد فوات الأوان وذلك بمجيء ثلاثة همرات أجبرت المعتدين على الفرار باتجاه حسينية الزهراء حيث تنتظرهم الشرطة وقوات حفظ النظام لمساندتهم ؟!!! ثم عادت الهمرات إلى مكانها وكأن شيئا لم يحدث ؟!! فهل يوجد ظلم وحيف وعدوان أكبر من ذلك ؟!!! إن هذه الأحداث والفعلة الدنيئة ليست عفوية بل مبيتة ومنظمة وحاولوا من خلالها حرق الأخضر مع اليابس وخلط الأوراق لكون الوجود الفلسطيني في العراق هو الحلقة الأضعف ؟!!وبدلا من تهدئة الأوضاع وتقديم الاعتذار عما جرى ودرأ الفتنة وطمئنة أهالي المجمع بالأمان والاستقرار ، بدأت التحريضات والوشايات الكاذبة لقلب الحقيقة وعكس القضية حتى يظهر الفلسطيني بصفة الإرهاب والتخريب والاعتداء على العراقيين ، ومن ذلك :مداهمة لواء الذيب لجامع القدس وتطويقه وتفتيشه أثناء صلاة الظهر من يوم الخميس الموافق 23/2/2006 وتطويق نصف المجمع السكني بحجة وجود عناصر إرهابية تجلب الأسلحة للمنطقة بسيارات الإسعاف ، مع وجود ملثمين معهم يرتدون ملابس سوداء قادوهم لبعض الأماكن في المجمع في محاولة للنيل بشتى الطرق من الفلسطينيين ، ويا سبحان الله المظلوم بدلا من مساندته والوقوف معه وهو مستضعف وضيف على هذه البلاد يقومون باستفزازه ومحاولة تجريده من السلاح المسموح به قانونا للدفاع عن نفسه ؟!! والأدهى من ذلك والأمر أن المعتدي يسرح ويمرح في الطرقات وبمختلف الأسلحة وبمرأى من سيارات الشرطة وقوات الداخلية الأخرى من غير أي مسائلة بل وبمباركة ملحوظة .إذن ماذا يعني هذا التصرف بحق الفلسطينيين في المجمع من خلال العمل على تجريدهم من أي شيء يدافعون به عن أنفسهم في ظل الفوضى العارمة وعدم سيادة القانون ، وإطلاق العنان لجهات أخرى لكي يفتكوا بالعزل ويتسنى له النيل منهم بكل راحة وهدوء ؟!! فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل على هذا الظلم الكبير .
فنحن في زمان انقلبت فيه الأمور والموازين فأصبح الظالم مظلوم ؟! والمعتدى عليه الأعزل إرهابي ؟! لا يجوز له أن يدافع عن نفسه بأي وسيلة ، فأي غابة نعيش فيها في بلد الديمقراطية ؟!! وهل بقي للإنسانية من وجود مع هذه الانتهاكات ؟؟؟؟؟ الواقع العملي ينطق بالجواب !!!
امتهان وعبث واضح بممتلكات المسجد |
التكفيريون الجدد الذين فعلوا ذلك هم أعداء الإسلام والعراق |