الشتات الفلسطيني والحنين لأي وطن منه ؟ - الزيداني

بواسطة قراءة 2061
الشتات الفلسطيني والحنين لأي وطن منه ؟ - الزيداني
الشتات الفلسطيني والحنين لأي وطن منه ؟ - الزيداني

البعض فينا قد مر بمرحلة أجبرته الظروف على ترك وطنه و الابتعاد عنه و عندما يترك وطنه هل سيجد في الوطن الآخر موطنا له ، أنا دائما أتسائل لماذا نحنُ للوطن بعد كل المغامرات و التنقلات في أرض الله الواسعة ، لماذا بعد مرور تلك السنين ما يزال هو الحلم الأول لنا بعد كل محاولات الهروب منه في الماضي .

يا ترى ما هو تعريف الوطن في مفهوم الآخرين ؟، هل هو المكان الذي عشت فيه ، أم المكان الذي تنتمي إليه ، أم المكان الذي وجدت فيه نفسك المكان الذي تربيت فيه ، المكان الذي ترعرعت بداخلة ، أم هو بداية حياة صادقة جديدة لك .

أم لماذا لا اسميه نقطة البداية البسيطة الآمنة ، ألا نعتقد أن الوطن هو نقطة البداية ، قد لا يكون الوطن هو وطن بمعنى الكلمة كأن نحمل اسمه معنا ، فهناك الكثير مِمن يحملون اسم وطنهم و هم أكثر خذلاناً و نكراناَ له !.

بعضنا بعد كل مغامراته و نجاحاته و صعوده للقمة إلا أنه يَحِن للعودة إلى بيته القديم إلى طفولة  حياته السابقة ، إلى ما كان عليه سابقاً ، ربما اعتقد فيها الأمان و البراءة ، فكلما زادت شهرتك و زادت نجاحاتك وأصبحت حياتك مليئةً بالتعقيدات كلما أحسست بقلة الأمان ، أصبحت تدرك بمفهوم أكبر معنى آخر للأمان ، خلال هذه اللحظة بعضهم يتمنى العودة للماضي ، للعودة إلى الوطن حيث الأمان و عدم الخوف على اللاشيء حينما كان يعيشها .

كلما تفتحت عينك أكثر للحياة و اختلطت بالعالم المحيط من حولك كلما ازداد الحنين للوطن ، و

أصبحت تبحث عن تلك الحياة النقية التي لا يوجد فيها شي مما تواجهه ، لعلهم كانوا موجودين حقا فهذه هي الطبيعة البشرية ، و لكن ربما نظرتك البريئة البسيطة أو المحدودة تجعل الدنيا أكثر

أماناً! كلنا نحن للوطن ، لذاك المكان الذي نشعر بالأمان والبساطة فيه ، في المكان الذي نتذكر أنه مازال مكانا للصدق ولكن هذا الكلام يصح لكل الشعوب وفيه إشكالية عند الفلسطيني وهي على أي وطن يحن على وطن ولد وهو مفقود أم عن وطن تخلى عنه في صباه وشبابه وتبرئ منه مسكين يا هالفلسطيني اغتالوا حتى الحلم منك وكما يقول القائل كل الشعوب تعيش في أوطانها إلا الفلسطيني فوطن يعيش به .

تلك خواطر أهديها للمغتربين :

آآآآآآآه .. كم أشتاق إلى طعم القهوة ... قهوتنا العربية المُرَّة ...

أفتقد رائحة الهيل .. ومرارة البُنْ ..

فأنا .. هنا .. حبيس الثلج الأبيض .. وضيف الليل الطويل ..

بعيداً عن الشمس ... بعيداً عن الدفئ ..

فأركُن الى قهوة في ركن هادئ ..علني أجد ضالتي ..!!

فأنتهي إلى كوبٍ من " الكاباتشينو " ورشة من البن الغامق ...

تآنسني ذكرياتي .. وتشاطرني غربتي .. وتسامرني أحلامي ..

الوقت هنا يمرُّ ببطئ ٍ شديد .. أناظر الساعة وعقاربها تحبو حبواً ...

فأغمض عيني ..أحاول أن أنسى أين أنا ... ولماذا أنا هنا ...وحدي ..

تخنقني العبرة ... فتنحدر على كنزتي الصوفية لتتكسر كالصخر على صدري ..

                                         وتدوي فيهتز لها قلبي ..

فأقوم أفتش عن ذكرى تحملني الى بلدي .. تحملني اليكم ... تطير بي الى من أحب ..

أفتش عن عمري الذي ضاع نصفه بين البلدان ... وبين الشطآن ... وبين الشرق والغرب والشمال .. والجنوب ..
وأقلب " التليفون " لأناظر أسماءً أعرفها .. وأخرى لا أدري ماذا تفعل في ذاكرة هاتفي ،،

فأتذكر أياماً حلوة ..

وأعود إلى نفسي مرة أخرى ..لأجدني بين الثلج .. متدثراً في ثيابي .. أنفخ في كفَّي الدفئ ..

لأشم رائحة القهوة مرة أخرى .. فأنظر إلى السماء ...فأجدها بيضاء كالثلج الذي تحتي ...

أتنهد ... الآاااه ... وأمشي في طريقي .. متثاقل الخطوات .. متأبطاً كفاي ..

أحاول أن أنسى رائحة القهوة ...

حتى لا أضيع في الطريق ....

23/5/2009
  
بقلم : الزيداني

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"