الماجلانيون بين مطرقة الشتات والوطن الغائب الحاضر - حاتم الاسعد

بواسطة قراءة 2337
الماجلانيون بين مطرقة الشتات والوطن الغائب الحاضر - حاتم الاسعد
الماجلانيون بين مطرقة الشتات والوطن الغائب الحاضر - حاتم الاسعد

إرتحلت كل جولاتنا المرثونية بين الأحتلال , والنزوح ونزيف اللجوء مازال أديمه يحفر في نفوسنا الآلام الغربة وشجونها وسواد لياليها فمن سيضع ,, النهاية......؟؟

كثيراً ما يراود الإنسان الفلسطيني الحلم الطويل... للعودة وقضى الكثير منا دون تحقق هذا الحلم ومن بقي لازال ينتظره ويعيش على ذكراه فمتى يتحول الحلم إلى حقيقة ؟؟

وهل الشتات الدائم أصبح من أبرز عناوين الحقيقة المّرة التي نحاول تجاهلها لكي نعوضها في البحث بأتجاهات متعددة نحو ( الوطن البديل ) أم الغاية تبرر الوسيلة قد يتسائل البعض وماذا بعدالحصول على الجنسية وهل سنكتفي بما تحقق على الأرض وهل سيتغير واقع الحال الفلسطيني باتجاه تحديد صورة الشتات إلى الأفضل وتحسينها ويتغير مسار القضية وإنعاشها من جديد وماذا سيضيف للوطن المحتل وتتغير حياتنا كما غـيرت (خارطة الطريق) مسار القضية ؟؟

( الاحتلال أولا,, والنزوح ثانيا,, واللجوء العربي ثالثا,,) .

والآن وبعد أكثر من ستون عاما (اللجوء الأوربي) باتجاه شتات التوزيع الدولي بعد أن كان عربيا محضا ً,,, فهــل يلبي هذا طموحاتنا وبما ستعود ثماره باتجاه مصلحة القضية ، فهل تلك مصادفة في ديمومة الشتات الفلسطيني ونزيفه المستمر,, أم أن حجم المؤامرة أكبر بكثير وأبعد مما لم يحسب له حسابه,, حيث أنه من المدهش أن يشتت قرابة ( عشرون ألف ) من فلسطينيو العراق في دول لم يتوقع أحدنا أن يصلها أو يقيم فيها في يوما من الأيام ,, بل أستطاع الكثير من اخوتنا الحصول على الجنسية ولله الحمد من قبل ومن بعد فهل يا ترى كل هذه الأحداث كانت مصادفة ؟؟

وهل هناك أجندة خاصة لإذابة ديمومة فلسطينيو(قرى حيفا الثلاث) الذين لجأ أجدادهم إلى العراق,,

فالحلم ,, فلسطينيا,ً, والوطن فلسطيني,, والدم هو الدم,, والتراب هو التراب,, وعصافيرنا مازالت تنشد أنشودة الوطن,, وتناجي شوقها للغائبين الحاضرين فالوطن ليس هوية نضعها في جيوبنا فحسب فهو تاريخ أمة وأمانة أجيال ودينا ً في أعناق الرجال ونحن أهلا ً له بأذن الله سبحانه,,,

والمشكلة الحقيقية هي ليس أن يحصل أخوتنا على الجنسية الأوربية أو الأمريكية أو غيرها,, حيث الخطر الحقيقي يكمن في الجيل القادم وفي المحافظة على,, الدين واللغة والتقاليد وبالأخص تراث شعبنا وعاداته الأصيلة,, حيث لم نعد نفرق بين أبنائنا وأبناء البلد الغريب من حيث طريقة اللبس والشعر والإفراط في الحرية التي في غير محلها مما تنذر في تزايد حالة الأنفلات,, وعليه سيكون ثمن الحصول على الجنسية باهض الثمن !! ومصلحتنا عامة في الحفاظ على أبنائنا فهي أمانة دينية وعقائدية أولا ًووطنية وتاريخية ثانيا ًفي الحفاظ على كل موروثنا وبيئة أهلنا الطيبين وإنتمائنا لتقاليد العائلة الفلسطينية الأصيلة,,

 

حاتم الأسعد

1/5/2011

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"