إختفاء الأطفال من طالبي اللجوء يطرح العديد من التساؤلات

بواسطة قراءة 2790
إختفاء الأطفال من طالبي اللجوء يطرح العديد من التساؤلات
إختفاء الأطفال من طالبي اللجوء يطرح العديد من التساؤلات

وتشير آخر الإحصائيات أن السنة الماضية سجلت إختفاء 317 طفلا من طالبي اللجوء في السويد، ما يعني تضاعف العدد مقارنة بسنة 2011، وذلك وفقا لأرقام أفصحت عنها دائرة الهجرة Migrationsverket. وتجهل حتى الآن أسباب تزايد حالات الإختفاء بين صفوف طالبي اللجوء من الأطفال في السنوات الأخيرة. لكن من المرجح أن عدد من هؤلاء يختفي قبل تقديم طلب اللجوء، في حين يفضل البعض الآخر الإختفاء بعد رفض دائرة الهجرة منحهم حق اللجوء في السويد.

الإذاعة السويدية إلتقت بجواد البالغ من العمر 16 سنة، حيث وصف الوضع بالصعب لأنه لا يعرف أي شخص في السويد خصوصا لما غادر الإقامة المؤقتة التي كان يقطن فيها بعد مرور عام واحد من وصوله، وبعدما علم أنه لن يستطيع البقاء في السويد. جواد غادر مقر الإقامة وقرر العيش مع بعض الأصدقاء بالتناوب لكن لا تدوم فترة الإقامة أكثر من يومين أو ثلاثة، كما قامت إحدى الأسر بإستقباله لبضعة أيام.

القضية هنا تتعلق بالأطفال وليس البالغين، وإختفائهم من مقر إقامة القصر من طالبي اللجوء يمكن أن يعرضهم للإستغلال من طرف العصابات الإجرامية وشبكات الإتجار بالبشر. ولهذا فمسؤولية البحث عنهم تدخل ضمن إختصاصات الشرطة. لكن شرطة الحدود تعطي الأولوية للبحث فقط عن الأطفال الذين رفضت الهجرة طلب إقامتهم في السويد، أما فيما يتعلق بباقي الأطفال فلا تقوم الشرطة بملاحقتهم. وفي هذا الصدد قالت كريستينا هالاندير سبونبيري "لا توجد هناك أية إجراءات يمكن القيام بها في هذا الجانب، فلا توجد أية معلومات عن هؤلاء الأطفال أصلا في ظل غياب بطاقات هوية، وعدم توفر معلومات عن أقاربهم. كما أن مقرات إقامة القصر من طالبي اللجوء لا تتوفر على أية معلومات يمكن أن تساعد في تعقبهم، وهو ما يحول دون العثور عليهم".

طريقة إختفاء القصر من طالبي اللجوء بهذه الطريقة، تطرح العديد من التساؤلات حول مصيرهم. وفي هذا الصدد وجهت هيلينا كارلين رئيسة منظمة (Ecpat) لمحاربة الإتجار بالبشر إنتقادات شديدة اللهجة للعاملين في هذا المجال، وقالت "لو تعلق الأمر بأطفال سويديين لشاهدنا إحتجاجات عارمة من كل جانب، وتم حشد أكبر عدد من الأشحاص وتنظيم حملات بحث واسعة تعم كل البلاد لإيجاد هؤلاء الأطفال وضمان حصولهم على كل حقوقهم".

من جانبه وزير الهجرة توبياس بيلستروم قال "الحكومة تتعامل مع هذا المشكل بجدية كبيرة، لكن ليست هناك حلول للتصدي لهذا الظاهرة، ولا أحد مرتاح لظاهرة إختفاء القصر بهذه الطريقة دون أن يعلم أحد وجهتهم وإن كانوا يتمتعون بصحة جيدة أم لا، لكن من الصعب جدا التعامل مع هذا الوضع، وحاليا لا أتوفر على حل فوري لمكافحة هذه المشكلة".

 

المصدر : راديو السويد باللغة العربية – أرابيسكا

18/3/2013