وواحدة من تلك التطبيلات الذين
يطبلون ليل نهار بأن فلسطين وشعبها هم مما اوصلنا الى هكذا حال ويصدقهم جهلاء تلك
الامة كالبغبغاوات وقتل واقصاء كل الخيرين منهم
وما ان ينتهون منهم حتى يشعرون
بالأمان والأطمئنان هكذا هو مشهدنا في العالم العربي التي سعت تلك الانظمة الى
استفحال حالة الفقر والبؤس لشعوبهم لغرض اغراقهم بدوامة الحياة وشغف العيش
وابعادهم عن الوعي والثقافة للعرب عامة والفلسطينيين خاصة الذي ابتلى بقيادات لم
يسبق بتاريخ شعب فلسطين ان ابتلي بمثلها منذ الكنعانيون ليومنا هذا والتي لم يكن شيء
يعنيها الا التنكيل بشعب فلسطين سواء من في الداخل ام الخارج فعجبا للاستطلاعات الاخيرة
لشعبنا في الداخل الذي يجد الحياة تحت سلطات المحتل افضل بكثير مما هم عليه الان
مع ما يسمى بالسلطة الفلسطينية التي كبلتهم بمكابل الذل والمهانة والتوشي على كل مجاهد
وانهاء حالة الإباء والكرامة والفداء بداخلهم وزرع روح الانقياد والاستسلام والفتن
والجوع والقهر .
وكذلك فلسطينيو لبنان الذين عاشوا
واقعا مريرا لعقود مضت من قرارات وقوانيين جائرة كبلت مجمل حياتهم بقيود غير
اخلاقية لقطع لقمة العيش وحرمان اكبر قدر ممكن من التعليم والعمل لابنائهم رغم
اعتراف كبار مفكريهم وكتابهم بفضل الفلسطينيين بنهضة لبنان بكافة الاصعدة
وفلسطينيو مصر بشكل عام 1948 وفلسطينيو عام 1967 بشكل خاص بحزم من القوانيين اللانسانية ونكران الجميل من
أنظمة تلك الدولتين اللتان كان ابنائهم يتمتعون بخيرات فلسطين لعقود طويلة قبل
النكبة وخرج منهم الكثير اثرياء نتيجة احتضان شعب فلسطين لهم طيلة وجودهم ومعاملتهم
كفلسطينيين .
ويبد ان تجربة الدولتين المذكوتين
قد تم استنساخهما من قبل الاجهزة العراقية المعنية بالامر بحكم علاقات واسعة تربط
عراقيين متنفذين مع شخصيات لبنانية نصرانية كانت ام غيرها متنفذة ومتعاونة متناسين
بان الوجود الفلسطيني في العراق كان بامر من الحكومة الملكية انذاك وان اعددادهم
محدودة بينما فلسطينيو لبنان اعداد اكبر بكثير لتعداد سكاني لبناني قليل لا يقارن
في العراق اضافة للتعددية الطائفية اللبنانية وتركيبة السكان وهذا مبرر غير مقبول
منهم بحكم "العروبة" والجوار والتاريخ وكذلك المصريين مبررين بان اهل
غزة في مصرعام 1967 فقط من هم يعاملوا غير المصريين سوى اقامات محدودة تهدد وجودهم
داخل مصر ام خارجها وهو تبرير غير انساني لان الوجود الغزاوي في مصر نتج من ضياع
واحتلال الكيان الصهيوني لقطاع غزة من الادارة المصرية ان سبب الأزمات التي تمر
بها القضية الفلسطينية وفلسطينيو الشتات وفلسطينيو العراق بصورة خاصة هو عدم
القراءة الصحيحة للواقع .
فنحن شعب اصبحت فلسفتنا في الحياة
المجادلة والتخمين والتحليل واطلاق الاحكام الخاطئة بعضنا على بعض حتى بات المشهد
للجهلاء وانعكاف النخب بتشجيع وتحريض من جهات رسمية محسوبة علينا همها ضرب كل
التطلعات لابناء شعبنا وادخالهم في دوامة فكرية تائهة تتفاوت مفاهيم الحق عن
الباطل ليلبسوا الحق بالباطل ليبقى همهم جلب الرذيلة والفساد لمجتمعنا بواسطة الجهلاء
رغم مرارة هذا الكلام لكنها حقيقة.
ولا نقصد هنا بالجهلاء قلة مقدار الشهادات الأكاديمية وخريجي الكليات
لا تعني شيء للثقافة فكثير من خريجي الكليات اليوم هو أمي ثقافياً وان سألته عن اي
شيء لا يعرف متضرعا انني وفق اختصاصي وهذا لا يقبل من الفلسطيني دون غيره من
العالم لا بل يأتيك وهو فرح لم اقرأ
بحياتي اي كتاب وحتى لم اتصفح جريدة لانني كنت مشغول بدراستي .
ومن هنا ملئت السلطة الفلسطينية
اجندتها علينا وتقاضت ثمن السكوت والرضوخ مما يتعرض له اللاجئون في الدول العربية
ولم تدعو الى عقد اي مؤتمر قمة عربية لتداعيات الواقع الأليم للاجئين الفلسطينيين
من بعض البلدان امام فتات مائدة لا تسمن ولا تغني من جوع .
نعم نحن نعاني من الأمية لذلك من الصعب علينا ان نميز بين ما هو صواب
وما هو خاطئ .
نحتاج ان نحصن أنفسنا بالعلم
والثقافة والمعرفة وقبلهن بالإيمان لكي نبني جيلا واعيا يقضا ليكون مهيئا قادرا
على تطويع درب الحرية والانعتاق والتحرير والارض والوطن والنفس .
نحتاج ان نكون حكماء وعقلاء في
خياراتنا وشجاعتنا في دلو الحق ولو امام سلطان جائر وبالعلم والحكمة ننتصر .. عام
يذهب واخر يأتي وكل شيء بدعاة الرموز والوطنية يزيدونك سوءا يا وطني .
بقلم : د. مريم العلي
20/7/1440
27/3/2019
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع "
فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"