علي الجابر......رحمك الله- خالد مرتجى

بواسطة قراءة 2363
علي الجابر......رحمك الله- خالد مرتجى
علي الجابر......رحمك الله- خالد مرتجى

علي الجابر رئيس قسم التصوير بقناة الجزيرة أبت يد الغدر والخيانة الا ان تطاله كما طالت العديد من قبله وستطال العديد من بعده، هذا الرجل عرفته في قبرص وحظيت بمرافقته عدة ايام وحظيت بشرف استضافته في منزل والدي رفقة الاخ عثمان البتيري مراسل الجزيرة...كان والله نعم الرجل خفيف الظل لا تفارقه الابتسامة ولا تفارقه الفكاهة، كان بحق فاكهة وفد الجزيرة الذي توجه الى غزة ضمن سفن كسر الحصار وتحديداً بالمرة الثالثة حين حضر وقتها وفد قطري شعبي ليقولوا عيب على العرب ترك ابناء فلسطين وحدهم، ليحاولوا ابقاظ الضمائر النائمة الميتة.

ذهب الاخ علي الى غزة ليعود بعد عدة ايام ...ولكن الذي ذهب غير الذي عاد!!!! على الجابر الذي تركنا الى غزة كان مبتسماً والذي عاد كان شاحبا مطرقا...جلسنا معه ومع الفريق المصاحب لنسمع منهم وليحدثونا عما رأوه، وبينما كان الاخرون يتحدثون عن الحصار والمعاناة، تحدث علي الجابر بلغة قوية لم اعهدها منه رغم قلة معرفتي به وقال والله لقد رأيت شعباً لم أر اقوى منه ولا أكثر تحملاً وصبراً...رأيت نساءاً تملكني منهن العجب فرغم آلام الجراح وفقدان الاهل والولد والمنزل المهدم الا اني رايت اصرارا على البقاء والصمود...رأيت شعبا ليس كأي شعب...شعب ما زالت النخوة تجري في عروقه. بينما ماتت النخوة لدى الاخرين..شعب مضياف رغم القل والفاقة والحاجة، بينما آلاف الاطنان من الغذاء ترمى في القمامة عند ذوي الكروش المتخمة.

علي الجابر خلد اسمه في سجل الخالدين يوم ان غامر بنفسه ليحاول رسم البسمه على الشفاه المكلومة في فلسطين، وسجل اسمه بأحرف من ذهب لما ترك الفراش المريح والمكاتب المكيفة ليشاطر شعبنا الفلسطيني ساعات من الألم والمعاناة، ركب البحر مخاطراً بنفسه على مركب يدرك من رآه ان لا يصلح للابحار وكان وكنا نعلم حجم مشاكل السفينة....كان بامكانه رحمه الله ان يسند المهمة الى اي شخص اخر فالجزيرة تزخر بالمصورين لكنه تواجد هنا كما تواجد مع السعب الثائر في بنغازي بليبيا حيث قضى نحبه على يد عصابات الاجرام ...فقد كانت  كاميرته رحمه الله اكثر فتكا من الطائرات والدبابات والقذائف.

نرجو ان يكون ممن قال فيهم تعالي " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"  صدق الله العظيم.

ونحسبه كذلك انشاء الله.

الشهيد – باذن الله- علي الجابر يستحق منا لمسة وفاء واضعف الايمان ان ندعو له بالمغفرة والرحمة وان يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان.

 

بقلم: خالد مرتجى

15/3/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"