أرسلت جمعية حقوق الإنسان الفلسطينية في قبرص رسالة إلى مؤتمر فلسطينيي أوربا المنعقد في مدينة ميلانو الإيطالية بتاريخ 2/5/2009 ، حيث شرحت لهم بعض ما تعانيه الجالية الفلسطينية في قبرص التي بلغ عددها قرابة 2000 فرد كانوا قد لجئوا إلى جزيرة قبرص خلال السنوات الثلاث الأخيرة .
وطالبت الجمعية في الرسالة التي وصلت نسخة منها إلى موقع " فلسطينيو العراق " الأمانة العامة للمؤتمر أن يتم تسليط الضوء على مشاكل الفلسطينيين في قبرص ، وإليكم نص الرسالة كما وصلتنا :
الرقم : 4 - 2009
التاريخ : 29 -4 - 2009
قبرص - لارنكا
الامانة العامة للمؤتر السابع لفلسطينيوا اوروبا المحترمون
السيد الامين العام للمؤتمر المحترم
يسر جمعية حقوق الانسان الفلسطينية في قبرص التقدم بالتحية لكم ولكل الاخوة المشاركين في المؤتمر متمنين النجاح الكامل لجهودكم جميعا ونشد على ايديكم ، وحيث ان الظروف لم تسمح لنا المشاركة في مؤتمركم هذا فاننا نأمل ان نقوم بالمشاركة في المؤتمر الثامن ، الا اننا قررنا المشاركة من خلال توجيه رسالة الى مؤتمركم لالـقـاء الضوء على مشاكــل أهلنا في قبرص ، راجيـن قراءة رسالتنا هذه فــي المؤتمر واعتبارها ورقــة من أوراقـه ،وتزويـدنـا بالوثيقـة التي ستصدر عن المؤتمر على بريدنا الالكتروني المبين في الاعلى ،وسوف نتواصل معكم ومع بقية اخوتنا في اوروبا .
وتقبلوا فائق الاحترام
رئيس الجمعية
جبريل محمود حسن تيم
المرفقات
رسالة الى المؤتمر
وإليكم نص المرفق كما وردنا :
رسالة الى المؤتمر السابع لفلسطينيوا اوروبا
29 – 4 -2009
قبرص - لارنكا
السيد رئيس المؤتمر المحترم
السيدات والسادة اعضاء المؤتمر المحترمون
تحية لكم من اخوتكم في جمعية حقوق الانسان الفلسطينية في قبرص ، اننا نشد على ايديكم ونتمنى النجاح لمؤتمركم الذي اتخذ شعارا له ( العودة حق – لاتعويض ولا تنازل ) .
لقد فرض علينا التشرد لاننا فلسطينيون ولم يكن خيارا لنا او رغبة منا ،ضمن مخطط تشارك فيه اطراف عديدة وعلى رأسها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ،وانتشرنا في ارجاء العالم كل حسب ظروفه وما أتيح له من سبل ،وكان نصيب جزء من اهلكم فلسطينيوا العراق والذين يصل عددهم الى الفي انسان اللجوء الى قبرص.
اننا لن ندخل في تفاصيل خلفيات تشريدنا القسري من العراق لعلمنا ان العديد من فلسطينيوا العراق في اوروبا سوف يشاركون في المؤتمر ويمكن ان يتناولوا هذا الجانب ،بل سنركز على مانواجهه من مشاكل في قبرص ، كما اننا سنحصر مناقشتنا هنا بأهم مشكلة تواجهنا تتفرع عنها بقية المشاكل انها مشكلة اللجوء في قبرص التي هي احدى دول الاتحاد الاوروبي ،ان تركيزنا
( 2 )
على مشاكلنا في قبرص لن ينسينا ان نتطرق الى مشاكل اخوتنا في مناطق عديدة لكي نمد ايدينا جميعا لهم لتخفيف معاناتهم وايجاد الحلول الممكنة لمشاكلهم .
ان المشكلة الاساسية التي نواجهها في قبرص هي مستقبل وجودنا هنا والذي ينعكس على كل جوانب حياتنا ومستقبل اولادنا المجهول ، فقد مضى على وصول اول عائلة فلسطينية الى قبرص ما يزيد على ثلاث سنوات توالى بعدها وصول العوائل الفلسطينية حتى وصل العدد الا ن ما يقرب الفي شخص لكن دون اية اجراءات من الحكومة القبرصية للبت في وضعهم القانوني علما انهم جميعا تقدموا بطلبات اللجوء عند وصولهم الى قبرص ،ولغاية نهاية عام 2008 لم تتم مقابلة سوى عدد بسيط جدا من طالبي اللجوء الفلسطينيين دون ان يصدر اي قرار حول نتائج المقابلات .
منذ بداية عام 2009 باشرت دائرة اللجوء باجراء مقابلات لطالبي اللجوء الفلسطينيين بشكل اوسع بكثير مما كان عليه في السابق .
لقد اتضح من جميع المقابلات ان دائرة اللجوء تعامل الفلسطيني المشرد الذي ليس له وطن ومشرد من البلد الذي لجأ اليه مدة ستون عام ثم نزعت منهم صفة اللجوء من قبل النظام العراقي، تعامله معاملة العراقي .
لقد بنت دائرة اللجوء تصورها لتفسير حالتنا وسبب تشريدنا من العراق على سوء الحالة الامنية وهذه مغالطة وقصور في متابعة وفهم الحالة ، نعم ان الحالة الامنية السيئة عاملا مساعدا في كل ما جرى لنا في العراق الا انها ليست السبب ، وبالتالي لايجوز البناء عليها لتقرير مصير هذا العدد من الفلسطينيين ،والذي انعكس ببعض قرارات دائرة اللجوء التي سوف نتطرق لها.
ان السبب الرئيسي لما حل بنا في العراق هو ان النظام العراقي الذي جاء مع الاحتلال كان قد وضع خطة منذ اليوم الاول لوصوله الى بغداد لاجتثاث الفلسطينيين والعرب جميعا من العراق واتخذها سياسة ثابتة له مستخدما ميليشياته المسلحة لتنفيذ مخططه من خلال عمليات القتل والخطف والاعتقال التي طالت المئات منهم وتسببت في تشريد الالاف، ولا زالت تسعى للتخلص من العدد القليل الذي بقي منهم في العراق رغم كل التصريحات الكاذبة التي يطلقها النظام العراقي حول حماية الفلسطينيين ،فهو يعلن شىء ويفعل شيء اخر ،وكان اخر ما قام به تطبيق قانون اللجوء السياسي على الفلسطينيين الموجودين في العراق والذي يهدف الى اجبارهم على الفرار من السجن الذي وضعوا فيه بموجب هذا
( 3 )
القرار،ومنذ الايام الاولى للاحتلال كانت تصريحات رموز النظام واضحة وعلنية بان لامكان للعرب جميعا في العراق وان العراق للعراقيين ،بل ان احد اكبر رموزهم صرح علنا في محطات التلفزة باننا نطارد الفلسطينيين ونجتثهم لانهم صداميين وهي احدى اكاذيبهم لتبرير جرائمهم الوحشية ضد اهلنا.
في 6-4-2009 اصدرت دائرة اللجوء قرارات برفض طلبات لجوء سبعة اشخاص وقررت منحهم الحماية الثانوية ،على الرغم من ان كل الفلسطينيون القادمون من العراق يستحقون اللجوء الكامل وفقا للمفهوم الذي بيناه في الاعلى ، وقد اعتمدت الدائرة في قرارها على مفهومها الذي بيناه والذي تعتبرنا كالعراقيين ،ثم قامت باصدار قرار رفض ايضا بحق اثنين اخرين وقبلت طلب لجوء احد الفلسطينيين .
قامت جمعية حقوق الانسان الفلسطينية بتوجيه كتاب الى مدير دائرة اللجوء (مرفق )طالبته فيه باعادة النظر في القرار مبينة اسباب ذلك وتم توجيه نسخة منه الى السيد وزير الداخلية القبرصي، وطلبنا من المدير ان يحدد لنا موعدا للالتقاء به لمناقشة الموضوع معه وتزويده بتفاصيل حوله ولا زلنا بانتظار اجابته .
لقد بينا لهم وفقا لرؤيتنا لاسباب مشكلتنا المبينة اعلاه انه لايمكن لاي فلسطيني العودة الى العراق لانه لاتوجد اية جهه تستطيع ان تضمن له حياته لان عمليات القتل والتشريد هي سياسة ثابته ضد اهلنا لغلبية الاحزاب المكونة للنظام العراقي .
اننا لانزال نتحرك على المسؤلين في الحكومة القبرصية والمفوضية العليا للاجئين في قبرص لايجاد حل لهذه المشكلة ، الا اننا ايضا بحاجة لدعم اخوتنا في اوروبا من خلال طرح الموضوع بصورته الصحيحة على مفوضية الاتحاد الاوروبي ومنظمات المجتمع المدني في اوروبا للضغط على الحكومة القبرصية لتغيير نظرتها لطبيعة مشكلتنا بما ينعكس على قرارتها بقبول طلبات اللجوء، واننا اذ نطالب بحق اللجوء في قبرص نتيجة لما اصابنا فاننا نتمسك بقوة بحقنا في العودة الى ارضنا فلسطين ولن نفرط فيه ابدا .
نتمنى على الامانة العامة للمؤتمر ورئيس المؤتمر وكافة المشاركين الالتفات الى المحنة القاسية التي يواجهها اهلنا المشردون من العراق الذين ساقهم حظهم العاثر الى البرازيل والبحث جديا في امكانية اخراجهم من البرازيل التي يواجهون فيها مصيرا أتعس مما كانواعليه في العراق أو في الصحراء ،وان يقوم فلسطينيوا اوروبا باستخدام علاقاتهم لانقاذ اخوانهم ،انهم مهملون حتى المفوضية العليا للاجئين تمارس الاضطهاد ضدهم ،وان
( 4 )
لاننسى اهلنا في العراق وتشيلي والهند وماليزيا ورومانيا وفي صحاري العراق وسوريا ،اننا لانريد بذلـك ان نحمـل المؤتمـر فـوق طاقـته ، بـل نـكـون كـالـجسد الواحـد نتكاتف جميعــــا
ويعين بعضنا الاخر حتى نتجاوز المحن الى ان يأتي اليوم الذي نعود فية الى ارضنا فلسطين انشاء الله.
بارك الله فيكم وسدد خطانا جميعا لما فيه خيرنا وصلاحنا متمنين لمؤتمركم النجاح .
رئيس الجمعية
جبريل محمود حسن تيم
المرفقات
صورة كتاب الجمعية الى مدير دائرة اللجوء
هذا الخبر حصري لموقع " فلسطينيو العراق "
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"