أبو محمد لاجئ فلسطيني جاوز عمره الخامسة والسبعون عاما كان له مراجعة رسمية في إحدى الدوائر الرسمية في الدولة ووقف أمام أحد الموظفين وقدم له المعاملة فطالبه الموظف بهوية إثبات فأبرز له أبو محمد هوية التقاعد التي يحملها بدلا من هوية الإقامة والتي تظهر هويته الفلسطينية مما سيعرضه لاشكالات ستؤدي في الغالب إلى تعذيبه وقتله ، الموظف لاحظ لهجة أبو محمد والذي لم يستطع أن يتقن اللهجة العراقية فطالبه بهوية أخرى وبعد إلحاح من الموظف على هوية أخرى اضطر أبو محمد أن يبرز له هوية الإقامة والتي تظهر فلسطينيته أبرزها بعد أن قرر أن يتحدى هذا الموظف ..فما كان من الموظف إلا أن يمسك الهوية ويقلبها وهو ينظر بعين الحقد والكراهية فقال لأبو محمد باللهجة العامية "ها أكلتم خيرات العراق " ...أي تثقيف هذا وأي كره يضمره هذا الموظف وأمثاله ممن يعيش الفلسطينيون وسطهم ،ونسي هذا الموظف أن آخر التقارير تقول بأن العراق يفقد كل يوم خمسة عشر مليون دولار لم يسأل عنها هذا الموظف كما أنه لم يسأل عن المليارات المفقودة والتي يسأل العالم كله عنها إلا هو وأمثاله،كما أنه لم يسأل القوات المحتلة والتي تعيث في أرضه الفساد وتهلك الحرث والنسل وتسرق خيرات البلاد وهو يتفرج عليها لا بل إنه يعتبرها قوات تحرير هذه القوات قوامها مائة وخمسون ألف مقاتل بينما عدد اللاجئين لا يتجاوز العشرين ألف لاجئ هذه القوات هي التي قتلت ما يقرب من ثلاث أرباع المليون عراقي ولم يكلف نفسه هذا الموظف وأمثاله بالسؤال عنهم بل صب غضبه وحقده على لاجئ فلسطيني جاوز عمره الخامسة والسبعين متهما إياه بأكل خيرات العراق والتي سرقها أمثال هذا الموظف في صفحة "الحواسم" والتي يندى لها جبين اي عراقي شريف ، فكيف لو كان هذا الفلسطيني شاب فماذا كان سيفعل هذا الموظف الحاقد والمليشيات الطائفية تقف إما باب دائرته الحكومية أو ينتظرون أي إشارة لينقضوا على أي ضحية مسكين .
إن ما حصل لأبو محمد إنما يمثل الواقع الذي يعيشه اللاجئ الفلسطيني في العراق وإنه يبرز حقيقة مهمة وهي أن الوجود الفلسطيني في العراق يجب أن ينتهي بإخراجهم إلى ملاذ آمن في أحد الدول العربية أو الإسلامية أو إلى أي دولة أخرى يأمن فيها الفلسطيني على نفسه ويأمن من الاضطهاد العرقي والطائفي والذي يقوم به هذا الموظف وأمثاله .
23/10/2007