وأصبح الفلسطيني كبش الفداء في كل ما يحدث ويجري من أحداث عنف فأعيدت لذاكرتنا قصف مجمع البلديات بتاريخ 13/12/2006 على أثر حدوث انفجار في منطقة الكمالية وكان القصف بمثابة رد الفعل الطائفي والشعوبي على أكبر تجمع سني فلسطيني في البلديات ، وأعيدت الكرة بعد تفجيرات الباب الشرقي بتاريخ 22/1/2007 والتي راح ضحيتها أكثر من 200 بين قتيل وجريح ، حيث أطلق مسلحون النار على عمارة يسكنها فلسطينيون في شارع النضال بعد الحادث وتوزيع استمارات لأهالي تلك العمارة السكنية من خلال عمل استفزازي وتخبط واضح بإلزامهم التعهد بعدم الاعتداء على القوات العراقية ، وبعدها بساعات حصل ما يلي :
ففي تمام الساعة الخامسة والنصف من فجر الثلاثاء 23/1/2007 داهمت مجموعة كبيرة من مغاوير الداخلية تلك العمارة ومعهم أشخاص بلباس مدني وآخرين ملثمين بأكثر من 15 سيارة وحافلة حمل لنقل المعتقلين ، وقاموا بتكسير الأبواب ويصرخون بصوت مرتفع أين الشباب ؟!!! والاعتداء على بعض النساء وسحل بعض الشباب واعتقال 17 فلسطينيا بينهم رجال كبار بالسن .
ويذكر أن 26 عائلة فلسطينية يقطنون تلك العمارة التي تم استأجارها من قبل مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عام 2005 بعد تهجيرهم وطردهم من منازلهم أبان احتلال العراق عام 2003 .
وقد تدخلت عدة جهات دولية وقامت بالضغط على الحكومة العراقية من أجل إطلاق سراج الجميع لاسيما الأمم المتحدة ، وخصوصا بعد إذاعة الخبر من خلال بعض القنوات الفضائية ، وقال وزير شؤون اللاجئين الفلسطينيين الدكتور عاطف عدوان : إن هذا الاختطاف الذي تم في بغداد بهذا الحجموبهذه الصورة ، يمثل عملاً إجرامياً بالدرجة الأولى ، وقال أيضا : لا يمكن لأحد أن يقبل بأن يعاقب الفلسطينيون الذي يعيشون في العراق على انتمائهم الديني ، كما وطالب بإطلاق سراحهم فورا وعدم إلحاق الأذى بهم .
وفعلا بعد الساعة الواحدة ظهرا تم إطلاق سراحهم بعد تعرضهم للإهانة والتعذيب ، وتم تهديدهم وتوعدهم فيما إذا بقوا في العراق وعليهم أن يغادروا البلاد ، ويروي أحد المعتقلين ما حصل معهم قائلا : بعد ان اعتقلونا وأعصبوا أعيننا وضربونا وأصعدونا في السيارات صعدت وجبة أخرى إلى العمارة من المغاوير وسرقت أموالا من الشقق حيث تم سرقة مليون دينار من شقة المتوفى رائد عبد نافع ومائة ألف دينار من شقة أخرى ومائة ألف دينار من شقة ثالثة ، و1500 دولار من شقة كان أصحابها قد باعوا سيارتهم استعدادا للرحيل إلى الحدود والصحراء ، وسرقوا أيضا عشرات من أجهزة الهاتف النقال ، ويواصل حديثه قائلا : عندما أنزلونا إلى المكان الذي تم احتجازنا فيه كانوا يضربوننا مع السباب والشتائم وأنواع الإهانات ، حتى أن أحدنا كان مريضا في عينيه ويسيل منهما الماء والقيح فاضطر لرفع العصابة التي على عينيه قليلا ليمسح الماء فشتمه أحد المغاوير وأراد قتله وقال له في المرة القادمة سأقتلك ، يقول كذلك : عندما وصلنا إلى ذلك المكان صار رجال المغاوير يغنون ويرقصون ويقولون لقد جئنا بالإرهابيين لقد جئنا بالإرهابيين ، ثم قاموا بضربنا مرة أخرى وقال أحدهم : لماذا تحبون صدام ؟!! لماذا شعبكم في فلسطين خرج مسيرات يهتف لصدام ؟!! ثم أخذ يصرخ ما الذي يبقيكم في العراق ؟!! اخرجوا من العراق لا نريدكم لا نريدكم !!! وما علم المسكين أنهم لا حيلة لهم ومضطرين على تلك المعيشة مع أمثال هؤلاء الطائفيين وقد تخلى عنهم القريب والبعيد !!!.
ثم بعد ذلك بدأ المحقق يحقق معنا فردا فردا وأخذ أسمائنا والعناوين وبصمنا ثم وقعنا على تعهد بعدم التعرض للقوات العراقية وقال لنا المحقق : لماذا تناصرون الإرهابيين وتؤونهم ؟!!! ونسي ذلك المحقق بأنهم قد سطروا أعلى درجات الهمجية والبربرية والوحشية بتلك الأفعال المشينة !!.
يواصل ذلك المعتقل الفلسطيني قوله : ثم أتانا ضابط كبير وقال إذا وجدنا رائحة بارود في المنطقة سوف نهد العمارة على رؤوس عوائلكم ، أو سمعنا بوجود قناص عندكم سوف ننسف العمارة عليكم ، ثم قال ذلك الضابط : إننا نقول لكم اخرجوا من العراق لأنكم هدفا لنا ؟!!! ويا ليت لدى جميع حكومة المالكي من الشجاعة الكافية لإخراج الفلسطينيين من العراق ولكن التصيد بالماء العكر ولأنهم يعرفون مردود ذلك عليهم لادعائهم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان و .... و .....
وبعد ساعتين تغيرت المعاملة وصاروا يقولون من يريد ماء ؟!!!! ثم عند الإفراج قالوا لنا : هل أحد منا اعتدى عليكم ؟!!!!!!!!! هل واجهتم سوء معاملة ؟!!!!!!!! فقلنا : لا ؟! لأننا نريد الخروج والخلاص منهم ومن بطشهم ، ثم أفرجوا عنا وبعدها على الفور قام الأهالي بإخلاء منازلهم والانتقال إلى مجمعات أخرى ، ويذكر أن تلك العوائل هم من الطبقة الفقيرة جدا الذين أصبحوا لا مأوى لهم ولا يمكنهم بطبيعة الحال العيش بتلك الشقق في شارع النضال بعد الذي حصل ، مما اضطر عدد منهم لمغادرة البلاد باتجاه الحدود ملتحقين بمخيم الوليد على الحدود العراقية .
وفي تمام الساعة الواحدة بعد ظهر نفس اليوم تم اختطاف ثلاثة عشر فلسطينيا من حي الأمين من قبل الميليشيات المسلحة المسيطرة على تلك المناطق ، وأطلق سراحهم بعد ساعة تقريبا بعد عدة وساطات ، ما اضطر أهالي المنطقة من الفلسطينيين بإخلاء مساكنهم والانتقال إلى مجمعات أخرى كالبلديات وغيره خوفا من تكرار ذلك العمل ، كما وتفيد الأنباء عن إخلاء عدد آخر من العوائل يسكنون في عمارة سكنية خاصة بهم في منطقة الغدير خوفا على حياتهم مع تصاعد وتيرة استهداف الفلسطينيين وملاحقتهم على يد القوات الحكومية والميليشيات المتنفذة .
ويذكر أن إحدى العوائل المنكوبة هذه باعوا حاجياتهم جميعها كي يلتحقوا بالصحراء مع من خرج للحدود العراقية حفاظا على حياتهم إلا أنه نسوا المبلغ والمقدر بنحو 3000 دولار في سيارة للأجرة فأصبحوا لا يملكون أجرة الوصول للحدود والله المستعان .
26/1/2007