موقف عراقي أصيل مع عائلة فلسطينية

بواسطة قراءة 10926
موقف عراقي أصيل مع عائلة فلسطينية
موقف عراقي أصيل مع عائلة فلسطينية

إن الجانب المظلم المأساوي الذي حصل مع الفلسطينيين في العراق من قبل العناصر الطائفية والذين فقدوا كل معاني الأصالة ليس على إطلاقه فهنالك من العراقيين الشرفاء الأصلاء الذين ثبتوا وبقوا محافظين على مواقفهم النابعة من الشهامة العراقية والأصالة اليعربية .

فنحن مع موقف مشرق ليس الوحيد أو الفريد من نوعه بس أمثاله الكثير الكثير ولا تغيب عنا مواقف الأخوة والأصدقاء في منطقة الأعظمية ومستشفى النعمان الذي كان الوحيد في فترة من الفترات العصيبة يستقبل الجرحى والمرضى الفلسطينيين ، هذا الموقف ينبع من روح المسؤولية والنخوة العراقية المعروفة .

الفلسطيني محمد خضر شاب نشأ في مجمع البلديات وكان والده سابقا يساعد الناس كثيرا وغالبيتهم من الشيعة إلا أن الذي لا وفاء له يبقى كذلك مهما فعلت معه ، وفي عام 2005 بينما كان محمد يجلس عند جيرانه تم إخباره بأن أشخاص عراقيين مشبوهين يسألون عنه ، يبدو أنهم يريدون رد الجميل لوالده !! ومن حينها اضطر محمد مغادرة المنطقة والذهاب إلى منطقة الأعظمية لدى أحد أصدقاء والده الأوفياء .

العراقي الأصيل عامر الزبيدي ( أبو مثنى ) كان صديق قديم وحميم لوالد الشاب الفلسطيني محمد خضر ، وعندما أصبحت حياته في خطر اضطر للذهاب عنده في منطقة الأعظمية وفعلا قام بحمايته وعامله كأحد أبنائه وبعد فترة من الزمن أيضا تعرض هذا الشاب لتهديد عبر رسالة مفادها ( لا حياة لفلسطيني في أرض الحسن والحسين والإمام علي !! ) ولا يخفى على الجميع بأن الأئمة الأطهار بريئون من هؤلاء الأدعياء سفاكي الدماء ، وتعرض هذا الشاب لتهديد ثاني أيضا إلا أنه لحسن حظه أنه في منطقة الأعظمية أصحاب المواقف النبيلة .

والد محمد في مرض وفاته أوصى صاحبه العراقي بالاهتمام بولده الوحيد محمد ، وفعلا عندما مر محمد بمحنة وتعرض للخطر المحقق وجد هذا الرجل وقد وفى بوصية والده حيث مكث عنده قرابة سنتين ونصف إلى أن تم ترتيب طريقة له لمغادرة البلاد من خلال عمل جواز سفر عراقي له لأن الجميع يعلم بعدم تمكن الفلسطيني من مغادرة البلاد بطريقة سهلة وقانونية ، بسبب التضييق عليهم من قبل السلطات العراقية وعدم منحهم جوازات سفر وبالمقابل الحصار الخانق من قبل الدول العربية لاسيما دول طوق العراق .

كان الشاب محمد يقول للرجل العراقي الشهم " أبو مثنى " لا تثقل على نفسك ولا تكلفها ، فكان يجيبه : بأني أعطيت كلمة لوالدك وأنك مثل أبنائي ، ويضيف محمد قائلا : كان معي مبلغ من المال ولم يجعلني أصرف منه ولا شيء بحيث عامله معاملة حسنة وأحسن إليه .

يضيف محمد قائلا : أتمنى ألتقي بهذا الرجل وأسد له جزء قليل من جميله الذي فعله معي ولم أذكر إلا القليل القليل ولو أردت ذكر كل ما فعله لطال بنا المقام كثيرا ، وشكرا لك يا أبو مثنى يا ابن العراق العظيم ابن العراق البار الذي وفيت وكفيت .

يقول محمد : أتمنى أن أراه وألتقي به وفي غالب ظني هو الآن في السويد ، هذا الرجل الذي حافظ على حياتي وأمنني عنده وسهل خروجي من جحيم العراق أشكره شكرا جزيلا وأتمنى أن يكون بصحة جيدة ونلتقي معه بأقرب وقت .

وتبين أن أبا مثنى ( عامر الزبيدي ) قد خرج بعد محمد بأسبوعين ويرجح أنه الآن في السويد ، فعلى جميع أهلنا في السويد ممن يعرف هذا الرجل أو التقى به أن يوصل شكر محمد له وأن يتم مراسلة الموقع كي نوصله إلى الشاب محمد خضر .

ونحن بدورنا في موقع " فلسطينيو العراق " نشكر هذا الرجل العراقي الأًصيل ونقول : كثر الله من أمثالك في العراق السليب المحتل الأسير بيد الصليبيين والصفويين .

1/4/2009

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"