على القوميين الذين يعتزون بقوميتهم العربية ويدعون لوحدة الأمة العربية ( بالقومجية ) وهم يقرأون ويسمعون كل يوم اعتزاز الأكراد والتركمان والفرس والأثوريين بقومياتهم ، وعليه يجب أن نطلق على السادة مسعود البرزاني وجلال الطلباني اللذين يعتزان بقوميتهما الكردية وعلى حكام إيران الذين يعتزون بقوميتهم الفارسية بـ ( القومجية ) أيضا !!.
فالقومجية لا تقتصر على العرب القوميين بل تشمل كل شخص يعتز بقوميته على هذا الكون ..
نعم ، أنا قومي أعتز بقوميتي العربية ، وكذلك كل عربي مؤمن يعتز بعروبته وبأمته العربية . وليذهب الذين ينكرون عروبتهم إلى مستنقع الخيانة والاستعمار والتبعية ، وليختموا جباههم بختمة التبعية التي يفضلونها لتكون هويتهم الجديدة .
نسبة العرب في العراق 80% أثبتت المفوضية العليا للأنتخابات النيابية الجديدة أن بعضهم من العرب السنة ، وبعضهم الآخر من العرب الشيعة ، وكلاهما ينتسب إلى عشائر عربية أصيلة واحدة ، وأتبع من سكن من هذه العشائر جنوب العراق المذهب الجعفري ، وأتبع منهم شمال العراق المذهب السني ، والاجتهادات المذهبية لا ولم تنسهم لنتمائهم العشائري وأصلهم العربي .
تعمد الاستعمار الأمريكي وعملاؤه بعد احتلال بغداد في يوم 9 نيسان الأسود سنة 2003 محاربة العروبة وإذكاء الروح الطائفية لمحو عروبة العراق ، فاختلقوا أول مرة موضوعة المحاصصة الطائفية والعنصرية ، كما اختلقوا موضوعة الأكثرية والأقلية ، ثم قسموا العراق إلى كرد وتركمان وشيعة وسنة ، وأسقطوا لفظة العرب من تقسيمات العراق العرقية لتركز مسمياتهم الجديدة ، وأخذ البعض يدعوا إلى الأمة العراقية بدلا من الأمة العربية ، ( وهذه دعوة صهيونية روجتها إسرائيل منذ سنة 1956 ) فطالبوا بطرد العرب المقيمين في العراق بمجرد أن قام شخص قيل أنه أردني بعمل إجرامي في مدينة الحلة ، ذهب ضحيته عراقيون أبرياء استنكره واستهجنه الجميع ، فما ذنب الأمة العربية بجريمة ارتكبها ارهابي ؟!
ثم تحولوا لطرد الفلسطينيين الذين استضافهم العراق منذ سنة 1948 بعد نكبة فلسطين ، وها هم دوما يحاصرون أبنيتهم في حي البلديات ويعتدون عليهم بالقتل والضرب والسباب .. لقد نسي هؤلاء أصلهم العربي وباتوا يتصرفون تصرفات لا إنسانية .
نعم نحن عرب نؤمن بالأمة العربية ، وتأريخها الناصع وبأمجادها وعزها ومفاخرها ، الأمة التي أنجبت النبي محمد ( صلى الله عيه وآله وسلم ) سيد الكائنات وآل بيته الكرام وخلفاءه وأصحابه الأماجد ، بناة الحضارة العربية الاسلامية التي أنارت للعالم طريق العلم والمعرفة ، نحن ننتمي لهذه الأمة العظيمة ونسعى لأعادة مجدها وعزها على الرغم من أنف كل من يوصمنا بالقومجية .
فالاحتلال الأمريكي وعملاؤه ، وأعداء العروبة في الداخل والخارج لن يستطيعوا محو عروبة العراق بالسهولة التي يتصورونها ، ان أبواق الأمريكان والصهاينة والفرس وهملاؤهم مهما تعالت فعوائها لا يخيفنا ، ولا يؤثر على عروبتنا ، لقد سبق أن مرت على العراق موجات المغول والصفويين وغيرها ولم تستطع أن تطفئ نار العروبة في العراق ، وبقي العراق عصيا على الجميع ، ويقيت عروبته ثابتة ، فلتخرس جميع الأصوات الكريهة التي تعادي العرب ، ولتخرس أصوات الذين باعوا عروبتهم للشيطان ، وضلوا الطريق ، وتنكروا لأصلهم وليذهبوا إلى الجحيم ، فنحن لا نريد أن يكون بيننا من لا أصل له .
وأخيرا أقول ، نعم نحن عرب قوميون نعتز بعروبتنا وليطلقوا علينا ما شاءوا من ألفاظ تنم عن تفاهتهم ، وعمالتهم ، ولتبقى راية العراق العربية مرفوعة فوق الرؤوس إلى الأبد .