وأصحاب الجوزات المصفرة هم نحو 5000 فلسطيني في قطاع
غزة، كانوا نازحين بسبب الاحتلال "الإسرائيلي" لفلسطين وعادوا مع رجوع
السلطة الفلسطينية ما بين الأعوام 1994-2000، ولم يحصلوا على الهوية الفلسطينية
ذات اللون الأخضر، لتمنحهم دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية
الجواز المصفر الذي لا يحظى بصفة رسمية لكنه وسيلة لتسهيل حياتهم، ولكن حدث أن
منعتهم السلطات المصرية من استخدامه.
ما القصة؟
تُمنح
الجوازات المصفرة لمواطنين فلسطينيين تمكنهم من السفر عبر معبر رفح، وهم الذين لا
يملكون رقماً وطنياً أو هوية، ويحملون إثبات أنهم فلسطينيون وغير قادرين على
التنقل إلا من خلال هذا الجواز.
زادت
معاناة 5000 مواطن فلسطيني يُقيمون في قطاع غزة وخارج القطاع، ويحملون جوازات تبدأ
بالرقم صفر، منذ الأول من يناير/كانون الثاني 2017، عندما قررت السلطات المصرية
وقف التعامل مع هذا الجواز ومنع حامله من دخول مصر سواء من قطاع غزة أو عبر
المنافذ الأخرى.
يفقد
أصحاب الجواز المصفر حقهم بالعلاج في الخارج والحرمان من رؤية الأهل خارج قطاع غزة
وصولاً لفقدان حقهم الطبيعي في التعليم الخارجي أو الالتحاق بالدورات التدريبية أو
حتى الحق في السياحة خارجياً.
شهادات
الممنوعين من السفر:
أيمن
مطر يحمل جواز سفر مصفرا، وكان يقيم في ليبيا، وعاد ضمن من عادوا إلى غزة بعد
ثورات الربيع العربي، من ليبيا واليمن وسوريا والعراق.
أيمن
قال: تم إصدار هذا الجواز من مكتب الرئيس وبمتابعة وإشراف من مكتب دائرة شؤون
اللاجئين، وهو وثيقة فلسطينية رسمية معتمدة.
ايمن:
أنا في مشكلة كبيرة فقد وقعت عقد للعمل في الكويت ضمن بعثة التعليم وأحتاج إلى
السفر لاستكمال إجراءات التعاقد.
اليوم
معبر رفح مغلق أمام الجوازات المصفرة، سواء للعمل أو الحج أو للدراسة، الجميع
يعاني، وهذه معضلة كبيرة.
أيمن
ناشد الرئيس أبو مازن التواصل مع مصر من أجل حل المشكلة وأن يتم معاملتهم مثل أي فلسطيني
يحمل جواز سفر بهوية.
عبد
الرحمن وافي قال: بدأت المشكلة منذ هجرة اللاجئين خاصة أن معظمهم لا يملك هوية
فلسطينية، وتبقى العديد الكبير منهم على الجوازات الأردنية أو من خلال وثائق مصرية.
إيمان
نايف من مواليد الكويت قالت: حصلت على الجواز الفلسطيني المصفر وأنا في الخارج،
خاصة أنني لا أحمل هوية ورقما وطنيا، وعندما بحثت عن تقديم طلب للهوية ولم الشمل،
وجدت أن باب التقديم مغلق لظروف سياسية واشتراطات "إسرائيلية" بعودة فتح
وتفعيل هذا الملف بعد عودة المفاوضات.
إيمان
اليوم عالقة في غزة وابنتها سافرت في منحة دراسية وتخرجت قبل عام، وهي غير قادرة
على العودة إلى القطاع لأنها تحمل جوازا مصفرا، ولا تقبل مصر دخولها إلى أراضيها.
إيمان
طالبت بمعاملة هذا الجواز معاملة الجواز الرسمي، وعلى السلطة الفلسطينية الضغط على
مصر وعلى وزارة الخارجية المصرية والأجهزة الأمنية فتح الباب أمام سفر هؤلاء
المواطنين.
سحر
الباز قالت: عدت إلى قطاع غزة عام 1999 وتزوجت وأنجبت 3 بنات، ولكن بقي أهلي في
الخارج، لأني نازحة لا أحمل هوية فلسطينية، فقد حملت الجواز المصفّر، ولكني لم
أسافر به، توفي والدي عام 2009 وتوفيت والدتي عام 2015 في المملكة العربية السعودية
ولم أتمكن من رؤيتهم.
عبد
الله سلمان، لاجئ فلسطيني كان مقيم في سوريا قال: لقد حصلت على جواز مصفر، وهو
"لا يسمن ولا يغني من جوع" عندما كنا في سوريا، قالوا لنا إن هذا الجواز
يسمح لنا بالتنقل في كل مكان، ولكن المفاجأة كانت عندما تم وضع قائمة سوداء بأسماء
حاملي الجوازات المصفرة على المنافذ المصرية، حيث يتم منع حامل هذا الجواز من دخول
مصر.
سلمان
قال إن على منظمة التحرير أن تحل هذه المشكلة والتدخل لدى السلطات المصرية، الجواز
مكتوب عليه دولة فلسطين.
تابع:
عليهم التحدث مع كافة السلطات من أجل حل مشكلة تنقلنا، وكي يصبح الجواز ساري
المفعول على كل المعابر.
قال
سلمان: أنا مدرس متقاعد وغير قادر على تقاضي راتبي التقاعدي بسبب عدم مغادرتي
لقطاع غزة منذ ست سنوات للحصول على أموالي ودائرة شؤون اللاجئين بغزة تتهرب وتحمل
السلطات المصرية المسئولية.
رد
دائرة شؤون اللاجئين في غزة:
قال
الدكتور أحمد أبو هولي رئيس دائرة شؤون اللاجئين في غزة، إن الدائرة هي حلقة وصل
بين وزارة الداخلية والمواطنين الذين لا يحملون هويات بغرض التخفيف عنهم، وهم
ارتاحوا لوجود جواز السفر هذا، بالتالي الدائرة لا تصدر جواز السفر وإنما تسهّل
مهام المواطن.
أوضح أن
المشكلة بدأت فقط عندما أصبح حاملي هذا الجواز غير قادرين على التنقّل باستخدامه،
لكن هناك جهودا تُبذل مع السلطات المصرية لحل الأزمة، والاتصال دائم مع السفير
الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح وهو تحدث بأن الأزمة متعلقة بالجهات الأمنية
المصرية، مُبدياً الاستعداد للتعاون من خلال وزارة الداخلية الفلسطينية من أجل حل
هذه المشكلة.
أبو
هولي قال إنه يدعم أي تحرّك يتفق عليه الجانبان، كما حمّل الاحتلال "الإسرائيلي"
المسؤولية الكاملة عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين لعدم منحهم حقهم في الحصول على
الهوية الفلسطينية، بالتالي يصبح من السهل منحهم جواز سفر عادي، مضيفاً أن الجهود
يجب أن تسير في اتجاهين الأول ما يُجمع عليه أصحاب القضية ودائرة شؤون اللاجئين
تدعمهم، والثاني التحرك باتجاه وزارة الشؤون المدنية للضغط على الاحتلال "الإسرائيلي"
من أجل حل هذه المشكلة.
المصدر : الجزيرة مباشر
7/11/1440
10/7/2019