دونيس كيش يحلل طبيعة الهجرة العربية إلى العالم الجديد : المهاجرون العرب إلى أمريكا اللاتينية حافظوا على هويتهم

بواسطة قراءة 2424
دونيس كيش يحلل طبيعة الهجرة العربية إلى العالم الجديد : المهاجرون العرب إلى أمريكا اللاتينية حافظوا على هويتهم
دونيس كيش يحلل طبيعة الهجرة العربية إلى العالم الجديد : المهاجرون العرب إلى أمريكا اللاتينية حافظوا على هويتهم

 ذكر دونيس كيش أن الهجرة العربية إلى أمريكا اللاتينية عرفت مراحل عديدة، موضحا في محاضرة ألقاها أول أمس بالمعهد الفرنسي بالجزائر، حول موضوع ''الدياسبورا العربية في أمريكا اللاتينية''، أنها بدأت سنة 1492 عندما اكتشف كريستوف كولومب أمريكا، وتطوّرت مع تفكك الإمبراطورية العثمانية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، حيث هاجر عدد كبير من أهل الشام وفلسطين إلى عدّة دول، وبالأخص الأرجنتين والبرازيل .

وقال كيش الذي يشغل منصب أستاذ الأنتربولوجيا في جامعة السوربون، إن هؤلاء المهاجرين أطلقت عليهم تسمية ''التوركوس''، بمعنى الأتراك، في إشــارة إلى هجـــرتهم من الأراضي التي كانت تشكل الإمبراطورية العثمانية. وشكلت هذه الهجرة، حسب المحاضر، أكبر قدوم عربي إلى أمريكا اللاتينية، موضحا أن غالبية هؤلاء المهاجرين شملت الفلسطينيين الذين استقروا في البرازيل والأرجنتين والمكسيك. وذكر كيش أن هجرة العرب إلى أمريكا اللاتينية بقيت مستمرة إلى أيامنا. ففي السنوات الأخيرة، هاجر أكثـر من ثلاثة آلاف من فلسطينيي العراق إلى دول مختلفة، منها الشيلي الذي يعرف وجود عدد كبير من الفلسطينيين. وحقق هؤلاء المهاجرون العرب، وفق تحليل ديش، نجاحات اقتصادية وتجارية، وتحوّلوا من مجرد باعة جوّالين في نهاية القرن التاسع عشر إلى أصحاب شركات كبيرة، مضيفا أن هذا النجاح الاقتصادي مكّنهم من الانخراط في الحياة السياسية لعدّة بلدان في أمريكا اللاتينية. وأصرّ المحاضر على اعتبار تفاعل هؤلاء المهاجرين في المجتمع الجديد كان على شكل اندماج وليس انصهارا تاما وانسلاخا، وهو الأمر الذي مكّنهم من الحفاظ على هويتهم العربية .

 

المصدر : جريدة الخبر الجزائرية

28/1/2013