ومن الأهمية بمكان أن
تكون الشعارات التي يرفعها المتظاهرون ويؤكد عليها الخطباء الذين يلقون الكلمات في ساحات
التظاهر في المناطق ذات الكثافة السنية تحمل بين ثناياها رسائل الوحدة والتكاتف وأن
هذه المظاهرات ليست موجهة ضد الشيعة.
كما أن حركة الزعيم
الشيعي مقتدى الصدر وتوجيهه تحذيرا لنوري المالكي ومن ثم اشتراكه في صلاة جمعة موحدة مع
السنة ملفتة للنظر .
وترد إلى الأذهان عدة
أسئلة تزامنا مع هذا الموقف أهمها ما الذي يرمي إليه مقتدى الصدر في الحقيقة أو الواقع
؟ .
لأن مواقف الزعيم الشاب
الذي بدأ اسمه يذكر بكثرة منذ احتلال العراق ولغاية اليوم لم تكن مواقف ثابتة ولم تكن
مواقفا يمكن الوثوق بها.
وإن جيش المهدي المرتبط
بمقتدى الصدر الذي يقال عنه أنه ضد أميركا، لم يحارب القوات المحتلة سوى دخوله مواجهات
مع هذه القوات أثناء تنفيذ الأخيرة عمليات ضد جيش المهدي .
بينما نفذ جيش المهدي
جرائم وحشية كثيرة ضد العراقيين السنة وكذلك ضد اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في العراق
.
ولم ينس أحد ما فعله
قائد جيش المهدي الذي اشتهر بثقب الرؤوس بالدريل (
المثقاب ) .
وعلى الرغم من إطلاق
مقتدى الصدر تصريحات عديدة لغاية اليوم حاول من خلالها الإيحاء بأنه يتحرك باستقلالية غير
أنه يلجأ دائما إلى المناورة في اللحظات الأخيرة ليثبت أنه لا زال يتحرك ضمن
الكتلة الشيعية.
وإن جواب مقتدى الصدر
للسؤال الذي طرحه عليه غسان بن جدو حول عدم تحالفه مع السنة
بدلا من تحالفه مع الكتلة الشيعية الذي رد عليه الصدر قائلا : " لم نرغب في
تشتيت وحدة المسلمين " !! يكشف بوضوح في الحقيقة عن "ذهنية" مقتدى الصدر .
واليوم يحاول الصدر أن
يبرز نفسه على أنه يقف إلى جانب المتظاهرين ضد الحكومة، ومن
جهة أخرى يفرض شروطا عدة على المتظاهرين .
فهو ـ الصدر ـ يسعى
بهذه الطريقة إلى سرقة الأدوار والى استغلال المظاهرات ضد خصمه في الكتلة الشيعية نوري المالكي.
ففي تصريحاته الأخيرة
لخص مطالب المتظاهرين ـ حسب قناعته ـ في ست نقاط:
1. التسريع في إطلاق سراح
المعتقلين الأبرياء والتسريع في النظر في محاكمة البقية.
2. تطبيق قانون مكافحة "الإرهاب"
بشكل عادل ومحايد
.
3. أن مسؤولية اللجنة
العليا للمساءلة والعدالة شخصيات كفوءة ولا تمارس الإجحاف .
4. التخلي عن سياسة
الإقصاء وتحقيق شراكة حقيقية .
5. التوجه نحو خدمة الشعب
بدلا من السعي إلى المحافظة على الكراسي .
6. دعم موقف المرجعية
الدينية.
إن ما قدمه مقتدى الصدر
مما سمي بـ "رزمة حل" المكونة من ست نقاط لا يتعدى كونه مجرد أقوال عامة.
فمطالب المتظاهرين في
الأنبار وبقية المناطق مختلفة .
فهم يطالبون بتغيير
كامل للنظام الذي جاء به الاحتلال وإلغاء الدستور .
وعلى سبيل المثال فهم
يطالبون بإجراء تعداد عام للسكان تحت إشراف مراقبين دوليين وإلغاء قانون مكافحة "الإرهاب"
الذي يطبق حاليا وفق الأهواء .
وهم ينظرون إلى تصريحات
مقتدى الصدر بحذر من باب ( المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ) .
وفي الوقت الذي يرفع
متظاهرو العراق راية سوريا الحرة دعما منهم للثوار السوريين، يقوم مقتدى الصدر بإرسال جيش
المهدي إلى سوريا لمساندة نظام البعث ضد الشعب السوري .
ويخطأ الذين يفكرون أن
مقتدى الصدر سيبقى إلى صف المتظاهرين في الرمادي والفلوجة وتكريت والموصل وسامراء وكركوك
وفي بقية المناطق حتى النهاية .
إسماعيل ياشا
المصدر : وكالة يقين للأنباء
21/1/2013