بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده ...
اما بعد
وهذا من أعظم الأسلحة الفتاكة التي يستعملها العبد للقضاء على أعداء هذه الأمة فيفزع إلى الله جل وعلا فيناجيه ويتذلل إليه ويتضرع وينكسر بين يديه ويلح عليه في الدعاء بأن يعينه على ما أمره به وأن يدحر أعداءه وان يوفقه ويسدد خطاه وهذا فيه من إظهار الفقر والذل والفاقة والحاجة إلى الله تعالى ما الله تعالى به عليم ، فإذا كان الأمر كذلك علمنا قطعا أن في فتح الله لعباده باب الدعاء وأمرهم به وبيان أنه يحبه وأنه من أجل أنواع العبادة ما يكون من أعظم الأسباب على إعانتهم وتوفيقهم وإلهامهم وتثبيتهم لحمل هذه الأمانة العظيمة ، بل ووعدهم جل وعلا باستجابة دعائهم إذا دعوه بقلب مقبل غير غافل ولا لاهٍ وأمرهم بترك ما يكون عقبة أمام استجابة الدعاء من أكل الحرام وقطيعة الأرحام والاعتداء في الدعاء والإشراك به تعالى فقال سبحانه وتعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء ويلح على الله تعالى به بالثبات على الأمر والعزيمة على الرشد فكان كثيرا ما يقول في دعائه اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك كما روى ذلك الترمذي من طريق الاعمش عن ابي سفيان عن انس قال (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، فقلت .. يا نبي الله امنا بك وما جئت به فهل تخاف علينا .. نعم ان القلوب بين اصبعين من اصابع الله يقلبها كيف يشاء )) ، وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله غليه وسلم (( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك )) رواه مسلم وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يغضب على من لا يساله جل وعلا كما اخرج ذلك الامام احمد والترمذي عن ابي المليح عن ابي صالح عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( انه من لم يسأل الله يغضب عليه )) وقد قال تعالى (( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )) وبين عليه الصلاة والسلام أفضل أوقات الدعاء وأحرى أوقات الإجابة والأحاديث في ذلك متكاثرة جدا ، كما أن الله تعالى بين لنا وكذلك رسوله عليه الصلاة والسلام أنواعا من الأدعية العظيمة التي ينبغي أن نسأل الله بها ، الحمد على فضله وإحسانه إلى عباده فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد بإذن الله جل وعلا. ومن الشعر الحكيم قول القائل :
لا تسألن بني آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب
ابو عبدالله المهاجر
2/2/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"