الفلسطينيين أقاموا في هذه البلدان منذ أيام النكبة وحتى الآن، وساهموا في تنميتها وشاركوا أهلها الأحزان والمسرات ويعتبرون تلك البلدان بلدانهم، لا يفضلون عليها أي بلد آخر سوى وطنهم السليب، حيث ينتظرون بأحر من الجمر تحرير فلسطين ليعودوا إلى أرضهم.. ولكن بعض هذه الدول لا تتحمل استضافة الفلسطينيين، فما أن تظهر مشكلة سياسية مثلما حصل بين النظام الليبي ومنظمة التحرير الفلسطينية، حيث طرد مئات الآلاف من الفلسطينيين وظلوا مدة طويلة عالقين على الحدود بين مصر وليبيا بعد طرد القذافي لهم.
وبعد تغير النظام في العراق بعد الاحتلال الأمريكي تكرر الوضع مع الفلسطينيين ولكن بصورة أشد، فبدلاً من تكرار فعلة القذافي تلجأ الجماعات المسلحة وجميعها مرتبطة بالنظام الجديد بالانتقام من الفلسطينيين، إما بالقتل وإما بالاعتقال وتوجيه تهمة المشاركة في العمليات الإرهابية التي تحصل في العراق .
هذه الأحداث وما تبعها وما سيلحقها تجعل جميع الفلسطينيين في العراق يعيشون وضعاً مرعباً، حيث ينتظرون إما القتل وإما الاعتقال أو التشهير بهم، وذلك بإجبارهم على الظهور في الفضائيات العراقية كمشاركين في أعمال إرهابية لا يعرفون عنها شيئا.. ومع هذا لا تزال الحكومة الفلسطينية صامتة وكأن الأمر لا يعنيها، مثلما صمتت إبان مأساة الفلسطينيين في ليبيا، رغم أن لفلسطين وزيرين للخارجية يتنازعان على المنصب، دون أن يكلف أحدهما أحد سفرائه ودبلوماسييه - وما أكثرهم - بمتابعة مأساة من يتخاصمون على التحدث باسمهم.