بداية نحن على يقين بأن تلك الفرقة النصيرية التي حكمت سوريا على
مدى أكثر من أربعين عاما هي صنيعة اليهودية العالمية وتابعتها الصليبية , وما
تمكين الفرقة النصيرية في هذا البلد العريق.. بلد صلاح الدين ونور الدين زنكي وابن
قدامة المقدسي وابن تيمية وابن القيم والألباني إلا لتدميره وتدمير أخلاقه ودينه
أولا... وحراسة دولة اليهود في فلسطين ثانيا , ومن يتتبع سيرة هذا النظام يجد بأن
تاريخه أسود في تدمير القضية الفلسطينية وحياكة المؤامرات على الدول العربية خدمة
للمشروع الصهيوني ..لذا فإنه من المهم بل من الضروري البقاء على بنية النظام
النصيري في سوريا لأن زواله هو من زوال دولة الصهاينة في فلسطين ومن يرجع إلى
التاريخ يعرف ماهي الفرقة النصيرية وما هو دعمها لكل غازي لبلاد المسلمين ...!!!! .
من هذه المقدمة يمكن الإستنتاج بأن هذه الضربة المزعومة لن تكون
لإزالة النظام بل إن أمريكا تعترف بذلك .. ولن يتصرفوا مع بشار كما فعلوا مع صدام
أو القذافي أو طالبان في افغانستان ..
وقد أخبرنا الله عز وجل عن الكفار فقال جل وعلا : { .. وَلاَ يَزَالُونَ
يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ.. } البقرة
217 وقال تعالى : { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى
تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ... } البقرة 120... فنحن كمسلمين لا نرجوا الخير إلا
من الله وضربات الكفار هذه لا يأتي منها خير وربما ينتفع منها بشار وأعوانه قبل
غيرهم ..
الملفت للنظر أن الفصائل الفلسطينية سارعت إلى استنكار الضربة قبل
وقوعها ورفضت التدخل الأجنبي في سوريا وقد عميت عين تلك الفصائل عن التدخل الروسي
والإيراني وتدخل صنيعتهم حزب اللات اللبناني والحوثيين وشيعة العراق وغيرهم من
شراذم الشيعة في سوريا إلى جانب النظام .. ونقول للفصائل أليس هذا يعد تدخلا
خارجيا أم ماذا..؟؟ فلماذا لم نسمع منكم نفس الصراخ والعويل المستنكر للضربة
الأمريكية المزعومة علما أن الضربة الأمريكية ستكون كضرب الوالد الحنون لإبنه
...!!! فهي لا تستهدف بنية النظام بل فقط لردعه عن استعمال الكيمياوي أما استعمال
السكود والبراميل المتفجرة فهذا مسموح له .. في المقابل فإن تدخل الروس وشراذم
الشيعة هو لسحق الشعب السوري السني وإبادته .. فشتان بين الأمرين ..
ثم لماذا التباكي على تجربة أمريكا في العراق..؟؟ فمن جلب المحتل
الأمريكي للعراق غير إيران ومليشياتها الشيعية ومن دعم التواجد الأمريكي في العراق
غيرهم ومن حارب المقاومة السنية التي أخرجت المحتل من العراق غير الشيعة ...
فإدعاء عدم تكرار التجربة العراقية غير صحيح ولا وجه للمقارنة ففي
العراق أمريكا مكنت للشيعة وقدمت لإيران العراق على طبق من ذهب ..فيجب على الفصائل
أن تنتقد إيران قبل غيرها فيما يخص العراق ولكن هل تستطيع ؟؟؟؟ لا أظن .
فلماذا كل هذه المواقف المزدوجة لبعض دكاكين الفصائل الفلسطينية
المدعومة إيرانيا وقسم منها شارك النظام السوري في ذبحه للفلسطينيين في لبنان ,
ومنها ذو توجه علماني كالسلطة الفلسطينية الذي لا يطيق بأن تمكن الجماعات
الإسلامية في سوريا .. إن كل هذه الجعجعات ليس لها أي اثر سوى تقديم بيان حسن سيرة
وسلوك للنظام النصيري في سوريا ومن خلفه الداعم له وهي إيران المجوسية ... وستذهب
كل هذه التنظيمات مهما جعجعت إلى مزبلة التاريخ لأنها لم تقول كلمة حق تجاه الدم السوري
السني الذي يهراق بأيدي النصيرية المجرمة .
قال تعالى : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا
الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا
لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) } الصافات .
المصدر : موقع الحقيقة
7/9/2013